عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Heartcross كيف تنضبط حياتنا لندخل لعمق أصالة الحياة مع الله بالنعمة[2] القوة الإلهية

كُتب : [ 11-17-2010 - 10:25 AM ]


للعودة للجزء السابق أضغط هنـــــا


قد بدءنا في الحديث عن الخطوات السليمة والصحيحة لنضبط حياتنا ونحيا مع الله باستقامة لنصل للوعي الروحي واللاهوتي الأصيل ، لنقدم حياتنا لله وننطلق في الطريق الضيق الذي رسمه لنا ربنا يسوع بتقدمه ذاته كذبيحة عن حياة العالم ، لكي ينطلق كل إنسان يؤمن به ويتوب نحو حضن الآب بلا عائق أو مانع وقد ذكرنا الخطوة الأولى وهي حياة السكينة ، ونستمر في حديثنا متكلمين عن القوة الإلهية :
منذ السقوط والإنسان تشتت تائهاً في حياة الشر والفساد ، لا يستطيع أن يتعرف على الله ولا يقدر أن يعود لمكانته الأولى في حضن الله ، والتوبة وحدها مستقلة عن الله لا تقدر على تغييره داخلياً إن لم يأتي إلى الرب بإيمان حقيقي منكسراً معترفاً بضعفه ، والرب نفسه يعمل في قلبه بسر التوبة لينقيه ويعيده لمكانته الأولى بل وأعظم لأن في المسيح يسوع صار لنا الدخول إلى حضن الآب بالروح القدس الذي يصرخ داخلنا يا أبا الآب ، سهلاً وحلواً مبهجاً لكل نفس تأتي بصدق إليه ، وهذه تُسمى القوة الإلهية ، لأن الله يعمل بقوته سراً في داخل القلب ليجدد الإنسان ويشفيه من علل القلب الداخلية ، لذلك فأن تشتت الإنسان في حياة الشر والفساد والسعي المتواصل لتحقيق شهوات قلبه بدون أن يشعر أنه يحتاج للرب ويعود إليه مؤمناً تائباً يحرمه من حلول القوة الإلهية لتسكن في قلبه !!!
ومن أجل عدم التوبة والاستمرار في حياة الشر وعدم إدراك الفساد الذي يحرم النفس قوة الله ، لا يعرف الإنسان لذة الحياة مع الله على المستوى العملي ، بل تظل فكرة حلوة في عقله فقط بدون الدخول في خبرتها كحياة مُعاشه [ أليس لهذا تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله ] (مر 12 : 24) ، [ لكي لا يكون إيمانكم بحكمة الناس بل بقوة الله ] (1كو 2 : 5) !!!

فحينما يظل الإنسان مشغول بالعالم وفكره مشتت بين الشهوة والخطية وأحاديث الناس الفارغة وتضييع الوقت هباءً في أمور تافهة أو ينشغل العمر كله بالعمل فقط ليجمع كل ما يغنيه من جهة الجسد وأمور الحياة ، أو يسعى ويعمل في حقل الخدمة ويشغل نفسه بها بدون قوة الله ، فلا يقدر أن يستقبل في قلبه قوة الله ليحيا بها ، لأنه حينما تأتي إليه القوة الإلهية تجده يأخذ عزاءه من هذا العالم الحاضر ومن شهوات النفس والجسد ، فلا يُمكن لهذه القوة أن تسكن في داخله بعد كل هذا ، حيث أن محبة المال ومديح الناس الباطل وكل أهواء النفس وكل تشتت لا تسمح للقوة الإلهية أن تحل عليه ، ولأنه منغمس في الأمور التي تخص هذا العالم ، ويعيش في أهواء النفس وغرائزها ويسعى للأمجاد البشرية وشهوات الإنسان العتيق ، فأنه يغفل عن هذه القوة ولا يشعر بها ولا يقدر أن يُميز نداء الله لأن الأذن مشغولة بسماع صخب نداء العالم وكل ما هو يجعل القلب يميل نحو الموت والذي يتبعه فساد النفس حتى لا تصلح كلياً للحياة مع الله أو يكون لها القدرة على العودة لله القدوس الذي ينادي ولا يكف عن المناداة من أجل حياة النفس ، وهذا هو عمل عدو الخير لكي يجعل الإنسان يموت كلياً ويصير له إناء خاص يبث فيه الفساد وكل شر !!!

فلنحذر يا أخوتي ولا نستهين بحياة الشر والفساد ونظن أننا ممكن أن نتوب في أي وقت ، لأن للتوبة زمان ، أن عبر وفات فالندم لن ينفعنا والدموع لن تُعيننا [ و يهدمونك و بنيك فيك و لا يتركون فيك حجراً على حجر لأنك لم تعرفي زمان افتقادك ] (لو 19 : 44) ، [ فإنكم تعلمون انه أيضاً بعد ذلك لما أراد أن يرث البركة رُفِضَ إذ لم يجد للتوبة مكانا مع أنه طلبها بدموع ] (عب 12 : 17)
يا إخوتي يجب عليكم أن تكونوا مُصرين على التوبة والعودة للرب بإيمان واعي أنه هو القيامة والحياة ، لتحل فيكم قوته ، والذين ينشغلون ويغفلون التوبة أو يأجلونها ولا يأتون للرب ، لا يحظون بسكنى القوة الإلهية داخلهم ، إذ أنها لا تسكن في من استعبدتهم الأهواء ولا يريدوا أن يتوبوا ويأتون للرب يسوع الذي هو القيامة والحياة ، ولكن من ينتصر على أهواء نفسه ويعود للرب تائباً مدركاً زمان افتقاده [ الآن ] فسوف تأتي قوة الله لتحل فيه ... [ هذا و إنكم عارفون الوقت أنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم ] (رو 13 : 11)
وفي الجزء القادم سوف نقرأ الرسالة الثانية للقديس آمون يتحدث فيها عن فلاحة النعمة والمعونة الإلهية



رد مع إقتباس
Sponsored Links