عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية منى ارسانيوس
منى ارسانيوس
ارثوذكسي صانع
منى ارسانيوس غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 762
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 472
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : منى ارسانيوس is on a distinguished road
Thumbdown وسط البحر الهائج

كُتب : [ 07-11-2007 - 11:16 AM ]


اخذ جسد الغريق يطفو ويخبو ومن حولة عشرات الرجال فشلوا فى انقاذه الواحد تلو الاخر اذ كان الرجل يجزبهم اليه بقوة ويكاد يغرقهم معه

ومن العجيب جدا انه كان هناك عامل انقاذ يجلس فوق منصة قريبة يرقب الموقف كله بتحفز شديد دون ان يندفع الى الماء مع ان هذا هو صميم عمله وهو اكثر خبرة من كل هؤلاء الرجال الذين حاولوا انقاذ هذا الانسان الذى يغرق
وقبل ان يذهب اليه احد الجموع الذين على الشاطئ لكى يلومه على تقاعسه ولكى يحثه على العمل وجده انطلق كالسهم وفى لحظات خاطفة عاد بالغريق الى البر وقام باسعافه
فاندهش الرجل من موقف هذا الغواص وعندما ساله لماذا توانى ولم يسرع فى انقاذ الغريق منذ البداية ؟
اجابه الغواص : لقد كنت انتظر اللحظة المناسبة حين تخمد قوة الغريق ويستسلم لمصيره فيكف عن محاولة انقاذ نفسه حينئذ اسرع اليه قبل ان يبتلعه الموج فاحمله سالما ان محاولة انقاذه وهو لا يزال يضرب الماء محاولة فاشلة مصيرها الهلاك

صديقى العزيز......
اننا نولد فى عالم واسع الارجاء تتلاطم امواجه وتتباعد شطئانه وتتشعب بحوره فى عالم ملئ بالعوائق المادية التى تحيط بنا من كل جانب
اننا كثيرا ما نحاول ان نعبر بحر الحياة بقوتنا المجردة فنصارع امواجه ونضربها بايدينا لكننا سرعان ما نكتشف ان ايدينا قصيرة وانفاسنا لاهثة
واننا لا نستطيع ان نعبر بقوتنا الضعيفة بل نحتاج قوة تحملنا وتعبر بنا الى شاطئ الابدية
وهذه القوة ليست بالقطع قوة شركائنا الغرقى الذين يواجهون نفس مصائرنا وليست قوتنا القاصرة التى تتضائل امام جبروت البحر الهائج
لكنها القوة العلوية القادرة على انقاذنا وتتابع حركاتنا وتراقب اندفاعاتنا وراء شهواتنا وجنوحنا وراء رغباتنا ثم تسرع لنجدتنا فى الوقت المناسب
ان الله يراقب الانسان وهو يتخبط فى بحور الشر يستمتع بها ويتعذب فيها ويظل الله يراقب هذا الانسان الشارد.....وحينما يدرك الانسان خطورة مصيره وانه يسعى جاهدا لانقاذ نفسه فيضرب الماء بسواعد ضعيفة ويقفز فوق الامواج بجسد مثقل فلا يستطيع الخلاص من بحور الشر ولا يستطيع الهروب من بين مخالبها
لقد اصبح البحر داخله وامتلاء جوفه من مائه الثقيل
وحين تخمد محاولات الانسان الفاشلة فى انقاذ نفسه من ثقل خطاياه حينئذ يدخل الله لانقاذه وانتشاله وخلاصه من الموت المحقق
ان اعتراف الانسان بفشله وعجزه واحتياجه الى الله ليسند ضعفه هو السلم الذى يصعد عليه الى غايته وهو نوال الغفران الالهى والحياة الابدية
فمثل هذا الانسان ياتى الله اليه ويرفعه من هوة الخطية الى اجواء الروح الطاهرة التى تعرف لغة السماء وتقدر ان تبنى علاقة مع الله على اسس سمائية مقدسة
عندما نبقى طويلا وسط الامواج الهوجاء فما يصيبنا سوى الدوار والاغماء

اذكرونى فى صلاتكم
من كتاب سفينة الحياة



رد مع إقتباس
Sponsored Links