عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
افتراضي تابع المعنى الثاني في الإيمان (أمانة الله) - الجانب التطبيقي للإيمان في حياتنا (15)

كُتب : [ 10-08-2011 - 10:09 PM ]


الإيمـــــان كحيـــــاة وخبـــــرة (الجزء 22)
المعنى الثاني للإيمان: الأمانـــــــــــــــة
(2) أمانة الله - أولاً : العهد القديم
للدخول على الجزء (14) أضغط هنــــا
للدخول على فهرس الموضوع أضغط هنـــــــــــا

2 – أمانة الله:
تُعتبر الأمانة إحدى الصفات المُميزة لطبيعة الله، إذ أنها تُشير إلى ثبات الله ووفائه في علاقته بالبشر وبخاصة مع شعبه الأخص، فهي إذاً أحد جوانب صدق الله وحقه وعدم تغيره، لأن امانة الله أمانة مطلقة ثابتة، راسخة لا تتغير قط...

الله صادق ليس فقط لأنه هو الله الحقيقي بالمقابلة مع كل ما ليس إلهاً، وفيه تتحقق فكرة الألوهة الحقيقية المطلقة، ولكن بكونه هو القدوس والحق، ثابت وأمين في حفظ مواعيده، ولهذا فهو جدير بالثقة.

فالله غير متغير قط، في طبيعته الأدبية (وطبعاً في جوهره أيضاً وبالأساس)، وكثيراً ما يربُط الكتاب المقدس بين عدم تغيير الله وصلاحه ورحمته، وأيضاً بصدقه وثباته من جهة مواعيد عهده الذي قطعه مع الإنسان، وهذا هو ما يعنيه العهد القديم بأمانة الله، غذ يوضح انها أمانة مطلقة يستحيل ان تتغير أو تتبدل حتى لو كان الإنسان لا يحفظ الأمانة أو عهد الله الحي...
أولاً العهد القديم – (أ) أمانة الله:
نلاحظ في العهد القديم أن الأمانة لا تُنسب لله مجرد انتساب بل تظهر من صميم طبيعته، فهي كلمة تعكس شخصيته كإله حي وتظهر رحمته ومحبته للإنسان، لذلك تظهر في اسمه العظيم الذي أعلنه في العهد مع بني إسرائيل كما يعلنه سفر الخروج: [ فقال موسى لله: ها أنا آتي إلى بني إسرائيل وأقول لهم إله آبائكم أرسلني إليكم. فإذا قالوا ما اسمه فماذا أقول لهم؟. فقال الله لموسى: أهيه الذي أهيه (أنا هو الذي هو، أكون الذي أكون) . وقال هكذا تقول لبني إسرائيل: أهيه أرسلني إليكم אֶהֽיֶהאֲשֶׁראֶהֽיֶה (أهيه أشير أهيه) (هو الذي هو أرسلني إليكم).
وقال الله أيضاً لموسى: هكذا تقول لبني إسرائيل يهوه إله آبائكم إله إبراهيم وإله اسحق وإله يعقوب أرسلني إليكم. هذا اسمي إلى الأبد وهذا ذكري إلى دورٍ فدورٍ ] (خر3: 13 – 15)
وهنا لا يُعبَّر الله فقط عن وجوده الذاتي وعدم تغيره بل – كما توضح القرينة – يضع عدم تغيره كإله حي في علاقة خاصة مع إسرائيل بوعد منذ إبراهيم وامتد لإسحاق ويعقوب ونفس ذات الوعد لشعب إسرائيل أولاد يعقوب، فهو أمين يتمم وعده ولا يتخلى عن شعبه قط...

ولكي يتضح لنا المعنى فلابد من ان نرجع لأصول الاسم الذي قاله الله لنتعرف على أمانته ونستوعب شيء ما منها، لننا لن نستطيع ان نستوعب المطلقات في الله كما هي لأن أساسها سر يُعلن في القلب ونكتبه ونعلنه على قدر طاقتنا ولكن بالطبع ليس في كماله !!!

عموماً كلمة أهيه العبرية אֶהֽיֶהقد جاءت في الترجمة السبعينية έγώ είμι ό ων ويفهما العبرانيون أنها تعني I am he who cause to be أو I am who cause to be وترجمتها = أنا هو الذي يُقيم الوجود، أو أنا الذي أقيم الوجود، ولكن النسخة الإنجليزية ترجمتها I am the being أي أنا الوجود، أو أنا الكينونة، والكلمة ων اليت اتت في السبعينية لكي نفهمها ونُعطي فكره عنها، نقرأها في آية أخرى وردت فيها بمعنى القادر على كل شيء أو كُلي القدرة: [ وأنا ظهرت لإبراهيم واسحق ويعقوب وبأني الإله القادر (الإله القدير – إيل شدَّاي אלשַׁדָּי– على كل شيء ] (خر6: 3) وتقرأ ων في النسخة العبرية شدَّاي، وتُترجم بالإنجليزية God almighty وبهذا تكون الكلمة اليونانية ων قد ظهرت أول ما ظهرت في زمن إبراهيم اب الآباء، وكانت تعني القادر على كل شيء = Omnipotent، وظلت هذه الصيغة بهذا المعنى قائمة ومستخدمه بكل لغة حتى هذا اليوم = الكُلي القدرة أو المطلق في قدرته...


ونجد أن في بعض الآيات تأتي أوصاف مضافه لكلمة [ أنا هو = אֶהֽיֶהאֲשֶׁראֶהֽיֶה = έγώ είμι ό ων ] لتُفيد الجواب على سؤال يظهر من ضمن الكلام أو في صميم الكلام، والسؤال هو: مَن أنت؟ أو ماذا تستطيع عمله لنا؟
وفي الإجابة يُقدم الله نفسه كماحي الذنوب، والمُخلِّص، والشافي، والمُعزين والراعي، ومُعلِّم الطريق، والمتكلم بالحق والبرّ:

  • (أ) [ أنا أنا هو الماحي ذنوبك لأجل نفسي وخطاياك لا أذكرها ] (اش43: 25) وجاءت في السبعينيةέγώ είμι έγώ είμι الكلمة أتت مكررة، والتكرار هُنا للتأكيد والتركيز على أن [ أنا هو ] باعتبارها اسماً شخصياً، وهي شديدة الشبه بقول المسيح الرب المُتميز في إنجيل يوحنا [ الحق الحق أول لكم ]، وطبعاً في هذا التكرار تأكيد على عمل الرب يهوه ماحي الذنوب لأجل نفسه، وباسمه.
  • (ب) [ قُل لنفسي خلاصُكِ أنا = έγώ είμι ] (مز35: 3)
  • (ج) [ أنا الرب شافيك ] (خر15: 26) وفي الترجمة السبعينية [ لأني انا هو الرب شافيك ].
  • (د) [ أنا انا هو مُعزيكم ] (أش51: 12)، وفي السبعينية [ أنا هو أنا هو مُعزيكم ]
  • (هـ) [ أنا أرعى غنمي وأربضها يقول السيد الرب وسيعلمون أني انا هو έγώ είμι الرب ] (حز34: 15)
  • (و) [ هكذا يقول الرب وفاديك، قدوس إسرائيل: أنا الرب إلهك مٌعلمك لتنتفع، وأُمشيك في طريق تسلك فيه ] (أش48: 17)، وفي السبعينية [ أنا هو έγώ είμι إلهك علمتك كيف تجد الطريق الذي تسلك فيه ]
  • (ز) [ أنا أنا الرب متكلم بالصدق (الحق) ومُخبر بالاستقامة ] (أش45: 19) وفي السبعينية جاءت [ انا هو، أنا هو έγώ είμιέγώ είμι ].
  • (ح) [ أنظروا الآن: أنا أنا هو وليس إله معي. أنا أُميت وأُحيي ]، وفي السبعينية: [ أنظروا أنظروا إني أنا هو έγώ είμι ] (تث32: 39)
عموماً نجد أن هذا الاسم العظيم يدل على أمانة الله المرتبطة بعهد، وهي أمانة ثابتة غير متغيره قط، والتي يؤكدها العهد القيم لتثبيت الثقة في الله الحي، إذ يوضح أن أمانة الله قائمة على عهد مثبت قائم على دم مسفوك دليل على تثبيته وعدم حكله إطلاقاً:
  • [ فأعلم أن الرب إلهك هو الله الإله الأمين الحافظ العهد والإحسان للذين يحبونه ويحفظون وصاياه إلى ألف جيل ] (تث7: 9)
  • [ يا رب (يا يهوه) في السماوات رحمتك . أمانتك إلى الغمام ] (مز36: 5) أو يا رب (ياه يهوه) إلى السماء رحمتك وإلى الغيوم أمانتك ]
  • [ ويكون البرّ منطقة متينة، والأمانة منطقة حقويه ] (أش11: 5)
  • [ وأنت فأرجع إلى إلهك. أحفظ الرحمة والحق وانتظر إلهك دائماً... وأنا الرب إلهك من أرض مصر حتى أُسكنك الخيام كأيام الموسم ] (هو12: 6و 9)


__________يتبــــــــــع__________



رد مع إقتباس
Sponsored Links