قد وضح آباء الكنيسة القديسين المختبرين ، الخطوات السليمة والصحيحة لنضبط حياتنا ونحيا مع الله باستقامه لنصل للوعي مقدمين حياتنا لله وننطلق في الطريق الضيق للحياة الأبدية بلا مانع أو عائق ، وهذه الخطوات اليت سنذكرها تباعاً هي كالآتي :
[1] حياة الهدوء والسكينة :حيث يرى الآباء ، أن السكينة هي احتياج إنساني وشرط أساسي لمعرفة الله ، وتكمُن في البعد عن كل ما يُشتت الذهن من هموم أو علاقات مع الآخرين أو أحاديث تافهه في ثرثرة كثيرة لوقتٍ طويل ...
ومن خلال حياة السكينة يستطيع الإنسان أن يكتشف الحرب الخفية التي تدور داخل القلب ، وانتصاره في هذه الحرب الخفية يؤهله للحصول على المعونة الإلهية ، والتمتع بعذوبة الحياة الروحية وحلاوتها .
كما أن حياة السكينة شرط أساسي يجب توافره في من يُريد أن يتغلب على شهواته ويُساعد الآخرين ويخدمهم ، مع أن من يتذوق مميزات السكينة لا يتركها بسهولة لخدمة الآخرين ، ولكن دعوة الله والروح القدس في داخله يوجهانه بقوة لخدمة الآخرين وفق مشيئة الله التي تُعلن في داخل قلبه بالسرّ ...
والسكينة هي مطلب أساسي للجميع بلا استثناء ، فهي ليست قاصرة على الرهبان أو الكهنة أو الخدام بل والمتزوجين ايضاً وكل فئات الناس ...
والسكينة أساسها المخدع الخاص لكل واحد فينا ، والجلوس في هدوء أمام الكتاب المقدس بدون أن نحاول أن نفحص الكلمة بعقلنا لنفحص ما فيها ونضع في عقولنا تصورات وتفسيرات لها ، بل نترك الله هو من يكلمنا بسرّ الكلمة وقوتها لينقينا ، لذلك نقرأ مع الصلاة التي هي تارة صامته ، وتارة صارخة ، وتارة باكية ، وهكذا تتنوع وتختلف من وقتٍ لآخر ، حسب إحساس الإنسان الصادق أمام الله بعيداً عن كل الناس ليمتلئ وتتقوى نفسه ويشبع من نعمة لقاء الله الحي الذي يعمل سراً في قلبه ويغيره ويشفي جراحه الداخلية ....
وسوف نتحدث عن النقطة الثانية وهي : القوة الإلهية ....