عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية Dr.PeRO
Dr.PeRO
ارثوذكسي متألق
Dr.PeRO غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 14307
تاريخ التسجيل : Jan 2008
مكان الإقامة : شبرا- القاهرة
عدد المشاركات : 719
عدد النقاط : 28
قوة التقييم : Dr.PeRO is on a distinguished road
RG6 أنت والفســــــــــــــــــــ ــاد !!

كُتب : [ 05-01-2011 - 04:57 PM ]


والفســــــــــــــــــــ ــاد 1301594082731.gif


X بكل حزن وأسف ممزوج بشعور غريب بالطمأنينة والسلام، أجزم بكل ثقة وثبات اننا جميعاً "عبيد بطالون" كما قال الكتاب .. مهما تنوعت اعمال برنا ومهما سمونا ومهما اصلحنا .. فلا فائدة فى تغيير "شخص فاسد" بحسب طبيعته المتوارثة وهى طبيعة "الخطية"!!!

X ما قلته ليس فيه مبالغات بل هو الحقيقة ذاتها .. احبائى من منا يفعل خطية واحدة طوال عمره = من يفعل رزم من الخطايا ويكررها كل يوم فى حياته !! لان طبيعة الفساد قد دخلت بالفعل حتى لو كانت حياة الانسان كلها تقوى وبر ولم يعكر صفوها سوى خطية واحدة فقط!!!
وهذا يعكس اننا جميعاً خطاة وجميعنا فسدنا لأننا كنا أطهار ونحن بالجسد من قبل السقوط الأول .. لكن مع دخول موت الخطية اصبحنا جميعاً نحتاج للتطهير .. وليس التطهير فقط بل للنعمة الالهية كى نغلب شهواتنا واغراءات العالم وابليس سيده!

X كل ما قلته يدعو للحزن .. فما الذي يعطينى الطمأنينة اذن؟!
الطمأنينة والفرح والسلام الداخلى .. كلها مشاعر لا تخلقها الظروف ولا الاشخاص ولا عمل البر مطلقاً .. لأن هذه المشاعر يوجد منها نوع مزيف وهو النوع الأرضى المؤقت (مثل فرح حبيبان ببعضهما، وسرعان ما ينطفأ بعد الزواج ويفتر ولا يرجع كالسابق) .. اما النوع الأصلى منها، هو ما يضعه الله بالحقيقة فى قلب الانسان فيشعر بأنات لا يُنطق بها، مشاعر لا تفتر بل تزيد .. مشاعر مصحوبة بنعمة الروح المعزي، فهذا الروح قد ارسله لنا الله كى يسكن دواخلنا فلا نعد بعد فاسدين بل تتجدد طبيعتنا فنكون قديسين كما أن ابانا قدوس!

Xما اجمل هذه المشاعر احبائى لكن كيف نحصل عليها ؟؟ وهل يختبرها الكثير منا ؟؟
الحقيقة انها هبة نتيجة اشتعال الروح القدس بداخلنا، وليس للانسان فضل فيها على الاطلاق، لكن لن تأتى رغماً عنك، اى انها تأتى عندما يكون الانسان فى حياة توسل وصلاة قلبية حار لله كى يكشف له ذاته وتنفتح عينيه ..
فاعلم انه إن لم تميل انت وتشتاق لهذه الهبة والنعمة العظيمة لن يكون لك شركة حقيقية مع الله !! لأنك ببساطة شديدة ستظل فى حالة الخطية، لأنك ليس لك سلطان عليها، فطبيعتك القديمة فاسدة وميالة للخطية (مهما صغرت او كبرت)، فانت تحتاج لإحلال طبيعتك القديمة بأخرى جديدة، اما تلك النعمة والهبة السمائية فهى تغنيك وتعطيك السلطان "كى تدوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو" .. فتتحول من ضعيف ومنهزم ومكتئب يائس الى منتصر ومملوء من الفرح والسعادة وليس فقط سعيد!
أكرر انه مهما رأيت انك تستطيع الاقلاع عن الخطية، فانت لا تزال عبداً لها، ولكنك لا تدرى لأنك لا ترى المستقبل ولا ترى انك ستخطى ثانية .. ليس لك سلطان على اغراءات ابليس وليس لك عصمة من الخطية ... رجائك هو كونك ضعيفاً كى تنسكب امام القوى الالهية كى تستمد منها قوتك ونصرتك!

X فاعلم انه إن اتهمت الناس بالخطية فهذا لا ينفى انك خاطئ مثلهم .. والبشر جميعاً تحت الضعف .. فرجاء لا تتعثر لسقطات غيرك حتى وان كان من يعثروك هم رعاة الكنيسة او شعبها، لأنهم بشر ولايزال الشيطان يحاربهم بحروب مختلفة بل وينتصر عليهم فى اغلب تلك الحروب .. فليس معنى انه شماس او خادم او كاهن او اسقف او بطريرك انه معصوم من الخطأ او انه انسان بار تقي .. فليس من شأنك ان تزن قلوب البشر، لا بالخير او بالشر، لأنك لن تستطيع .. يمكنك اظهار الخطية ذاتها وتوبيخها بصفة عامة وبصورة غير شخصية بحيث لا يتنافى هذا مع روح الانجيل والمحبة .. لكن لا تضع نفسك فوق احداً لأننا جميعاً غير مستحقون وجميعاً خطاة وليس لنا غلبة سوى عن طريق باب الحياة والرجاء .. باب الملكوت والمجد .. المسيح الكلمة المتجسد.

X ملخص ما قلت انك ستظل فى فسادك الى ان تنسكب وتتضرع لضابط الكل الخالق والاله والمحب والفادى .. وتطلب منه القوة وتؤمن انه وحده من يستطيع ان يغير حياتك للافضل ويجعل من فسادك طهارة وبر .. فتصلى بهذا مراراً وتكراراً من قلبك وبكامل فهمك وايمانك .. فحتماً ستجد الاجابة والتغيير .. ولكن اعلم ان الاستمرارية فى هذا النجاح الروحي اصعب من بلوغ النجاح ذاته، لذا عليك التبحر في كلمة الله ووصياه وتصر على تنفيذها دون ان تنتقى منها ما يناسبك ويحلو لك .. وثق كل الثقة انك سيكون لك افضل وستشعر بتلك الهبة كما شعر بها ابناء الله من قبلك، ليس بسبب استحقاقهم بل بسبب رغبة الله فى العطف عليهم، لمحبته الغير محدودة.

X أخيراً .. ان رأيت ان كل من حولك يفعلون الخطية .. وان الخطية اصبحت منهج حياتهم .. وان خدام الكلمة اصبحوا غير أمناء عليها، وان من حولك يعثروك اعلم ان الشيطان يغربلك كى يفقدك الرجاء فى نفسك لأنه يريدك مثلهم: تلتحف بثوب القداسة ومن داخلك فساد عظيم .. ولكن هذا لا يهم، فلا عليك ان تلتفت لهم بل التفت الى الله فتستمد شئ من قداسته وطهارته فتشبع وترتوى وتهدأ نيران غضبك !!
ولا تستعجب ان حتى بقيت انت وحدك من تعبد الله بحق (مع انه هذا لا يحدث بالطبع) فلا تقول ان الجميع خاطئون فهل انا وحدى من يستفيق ؟!! لأن الذي يهم هو خلاص نفسك حتى وان هلك الباقون .. فإن توبيخ الخطية ذاتها هو شئ مقبول، لكن لا تكن عينك مـُعثرة ومكسورة وقلبك فاسد يتربص بأخطاء الآخرين وبإدانتهم مبتعداً عن التربص بعمل الله المجيد فى حياتك وتدابيره الالهية، فتصبح انت مخطئ مثلك مثلهم امام الله .. فلهذا لا يجب ان نفضح افعالنا ونتهم بعضنا لكن يجب ان نفضح الخطية ونكشف الستار عنها ونحذر من الاقتراب منها لأن هناك الكثيرين لا يدرون انها خطية وانها فساد ..
اعلموا ان نعمة الله تعطى روح الافراز والتمييز التى بها نستطيع ان نكتشف الخطية ونبتعد عنها دون حتى انذار من من حولنا!


رد مع إقتباس
Sponsored Links