التسبيح هو عمل الملائكة الماثلين دائماً امام عرش النعمة يسبحون
الله بغير فتور ولا تعب لان كل لذتهم وشبعهم وراحتهم فى تسبيح خالقهم0
والتسبيح فى
الكنيسة هو اعلى درجات
الصلاة والتحدث مع الله0
التسبحة فى الكنيسة هى الاشتراك الفعلى مع القوات السمائية فى تسبيح الله الخالق ويقول
القديس غريغوريوس الناطق بالالهيات لهذا الصدد فى
قداسه التأملى العجيب "الذى اعطى الذين على
الارض تسبيح السيرافيم اقبل منا نحن ايضا اصواتنا مع غير المرئيين احسبنا مع القوات السمائية. ولنقل نحن ايضاً مع أولئك اذا قد طرحنا عنا كل افكار الخواطر الشريرة ونصرخ بما يرسله أولئك بأصوات لا تسكت وافواه لا تفتر ونبارك عظمتك"0
التسبحة هى التراث الابائى الثمين المحفوظ فى كنيستنا المقدسة وهى تتكفل بأشباع كل نواحى الصلاة ومناجاة الله, ففيها
الشكر والتمجيد والتسبيح والطلب...... الخ0
والمؤمن
الذى يتعلم التسبحة والحانها الخاشعة
الرائعة وطرائقها الهادئة
الجميلة يصبح عموداً فى الكنيسة ويحسب خادماً موهوباً حاملاً لسر من اعز اسرارها وهو سر التسبيح لله0
التسبحة بجانب انها صلوات وتماجيد تقدم لله بروح خاشعة وحرارة غامرة ورحانية
عالية الا ان بها ايضا من العقائد الارثوزكسية بل واللاهوتيات المستقيمة والتئملات
الروحية العميقة والطقوس الهادفة الشيقة ما يعجز القلم عن وصفه او تفسيره0
التسبيح جزء من طبيعة الكنيسة
التسبيح من ضمن وظائف الكنيسة باعتبار أنها جسد
المسيح الحي 0 فهى تمارس التسبيح كشهادة لحالة القيامة التى تعيشها فى سر المسيح0
والتسبيح فى حد ذاته نوع من التجلى تٌعبًر به الكنيسة عن الخلاص الذى نالته "بالرجاء" الحى فى تكميل كل شئ كأنه قد تم لها كوعد اللَه 0
لذلك فالتسبيح معروف انه
شركة مع القوات غيرالمنظورة ومع الكنيسة المنتصرة فى السماء كسبق ممارسة
للحياة فى ملكوت الله تمارسه الكنيسة بسلطان ايمانها (1)0
ولكن قبل كل شئ يلزم أن
تعرف أن التسبيح بدأ داخل الكنيسة منذ أول يوم أجتمع فيه المؤمنون معاَ 0 وسفر الأعمال يصف لنا
صورة للحياة
اليومية فى الكنيسة منذ أول يوم "وكانوا كل يوم يواظبون فى الهيكل بنفس
واحدة واذا هم يكسرون
الخبز فى البيوت كانوا يتناولون الطعام بأبتهاج وبساطة قلب مسبحين الله " أ ع 2 : 46 ؛47 0
العلاقة القائمة بين التسبحة والقداس
الكنيسة
القبطية الارثوزكسية تهتم
جداً بليتورجيا الصلوات والتسابيح, وقد خصصت لها
معظم ساعات النهار والليل على مدى
ايام الاسبوع لتغطى كافة احتياجات
الانسان وعلاقته بالله وهى تأخذ من الكنيسة معظم وقتها وجهدها واهتمامها لانها
تعتبر المدخل
الرسمى الوحيد لخدمة وقبول الاسرار واستحقاق نوال النعمة المنسكبة منها0 او كما يقولون ان التسبحة هو فرش الملك الذى تستعد به الكنيسة لاستقبال الملك المسيح فى القداس0 ونرى هذا الاستعداد واضحا فى الاعداد للقداس الالهى منذ اليوم السابق فى صلوات
عشية وتسابيحها ثم صلاة نصف الليل وتسابيحها ثم صلوات باكر وتسابيحها 0 وهى بذالك
تعلمنا ان نعد نفوسنا من الداخل ايضاً بالاستعدادت الازمة لقبول الملك المسيح0
فالنفس التى لاتمارس الصلوات والطلبات والتشكرات فى خضوع وطاعة لاتؤهل لقبول قوة النعمة التى فى الاسرار بل ولا
تستطيع ان تقدر عملها ولا تفهمها0
وفى التقليد الآبائى يتضح ذالك على وجه العموم حيث جعلوا خدمة الصلوات والسهر والتسبيح ذات قيمة عالية جداًفى تدبير البيعة واعتبروه انه هو الركض فى الميدان اما نوال نعمة الله بالاسرار فهو كالجائزة او المكافئة او الجعالة0
ويقول المختبرون ان المؤمن الذى يحضر الى الكنيسة ابتدأ من نصف الليل ويحضر صلاة نصف الليل ثم التسبحة اليومية ثم يشترك فى خدمة القداس ويتناول يحس ببركة ونعمة اكثر بما لا يقاس من انسان يحضر الى الكنيسة اثناء القداس ويتقدم للتناول0
والكنيسة
مهمة عظمت من خدمة الصلوات والتسابيح فهى تعتبر ان
اهميتها مستمدة ومنبعثة من الاسرار0
وهذا ينبه ذهننا الى ان كل صلاة وكل تسابيح وكل جهاد فى
التوبة عندما نقدمه لله هو فى
الواقع من فعل نعمته كثمراً للاسرار التى تقدسة بها ارواحنا وانغسلت بها
قلوبنا وعيوننا.وهذا كفيل انا يجرد صلواتنا وتسابيحنا ودموعنا وتوبتنا من كل بر ذاتى