عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Sm96 مشكلة الإنسان في إطار علاقة الله والإنسان

كُتب : [ 10-09-2010 - 08:52 PM ]



أصل الوجود الإنساني هو الله ، لأن الله هو المصدر الذي أفاض على الإنسان نعمة الوجود ، والله لم يعطي الإنسان مجرد وجود ، بل أعطاه أن يكون صورة له ليصير وجوده مستمد منه كأساس حياته واستمرارية وجوده إلى الأبد ، فالله هو الأصل والإنسان هو الصورة ...


والله بالنسبة للإنسان أصبح أب ، وقوة الحياة تسري في كيان الإنسان الذي هو صورة الله والذي هو ابناً له ، فعلاقة الإنسان بالله هي علاقة وجود وحياة دائمة ، فلا وجود للإنسان بدون الله ، وكما أن الإنسان لا يقدر أن يحيا بلا أكسجين ، هكذا مستحيل أن يحقق وجوده إلا بالله !!! لأن الله هو حياة الإنسان وبدونه يُطرح في الموت والظلمة الخارجية !!!


والإنسان مخلوق على صورة حرية الله المحبة ، لأن الله كأب محب خلق محبوبة الإنسان على صورته ومثاله وأعطاه الحرية في الاختيار ، لذلك يستطيع الإنسان أن يحيا بكامل حرية اختياره في عزلة تامة عن الله . وهذه العزلة تحوَّل الإنسان من شخص حرّ يستمد وجوده الطبيعي من الله ، إلى شخص يسود عليه طبيعة الفساد ويسري عليه قانون الموت الذي يجعله يشعر بالاضطراب والقلق الدائم والكآبة القاتلة للنفس ، لأنه خرج عن كونه صورة تعكس بهاء مجد الله إلى صورة مشوهة تعكس الفساد ويفيح منها رائحة الموت ، وهذه هي الخطية التي تفيض في الإنسان رائحة عفونة الموت !!!
فللخطية قانون طبيعي يخصها ، وقانون الخطية هو قانون القهر والمذلة ، ومصدر قوتها هو الفساد والموت ، وفقدان الرجاء أن سادت بكامل سلطانها على الإنسان وسكنت كل أعضاؤه !!!

فالخطية هي تجاوز الحرية والانفلات من محضر الله مصدر وجود الإنسان وحياته ، وهذا التجاوز قد جعل الإنسان يُستعبد ومن ثمَّ يعود مرة أخرى لما أُخذ منه وهو تراب الأرض أي العدم ، لأن قبل أن يُخلق لم يكن له وجود ، وأساس وجوده هو محبة الله مصدر وجوده الحقيقي !!!
ولكن الله محب البشر كطبيب حقيقي ومصدر وجود الإنسان عالج موته وأزال آثار الخطية وبدل الطبيعة الساقطة المائتة إلى حياة جديدة بتجسد الكلمة وموته المُحيي ، وهذا الخلاص العظيم [ هو بشارة محبة أُعطيت بفرح وحرية للإنسان ] ( أنظر توما الأكويني الخلاصة اللاهوتية سؤال 104 فقرة 82 )
أعلن لنا الله في ملئ الزمان من خلال تجسد الكلمة محبته الكبرى الفائقة ، لأنه في الابن الوحيد كشف عن حقيقة حياته الإلهية . وبالروح القدس وهبنا أن نستوعب غنى مجد أسراره المُحيية ...
الله الواحد الثالوث الذي لا ينقسم أو يتعدد لأنه غير خاضع لعدد واحد أو ثلاثة ( كما شرحنا وذكرنا في القسم اللاهوتي ) فهو يعلن حقيقة المحبة التي تعطي دون أن تسود ، وتبذل دون أن تقهر أو تُستعبد أحداً ، وتُحيي دون أن تُبيد ، وتحكم بعدل المحبة عوض قانون الحاكم والمحكوم . وسيظل نشيد القيامة يدوى في المسكونة كلها ليعلن قوة خلاص الله : " بالموت داس الموت والذين في القبور أنعم عليهم بالحياة الأبدية " فهو نشيد إبادة قانون الفساد وتحرير الإنسان من سلطان الموت ، وبالتالي من سلطان الخطية . وهذا مستحيل فهمه وإدراكه إلا من خلال المحبة الأزلية التي للآب والابن والروح القدس الثالوث القدوس المساوي الإله الواحد آمين


______________ملحوظة________________

[ أصل الموضوع كتبته في منتدى آخر منذ فترة
وتم نقله من منتدى لآخر ، وقد تم وضعه هنا مع التعديل
فرجاء لمن نقل أو ينقل الموضوع يقوم بتعديلة الجديد ]



رد مع إقتباس
Sponsored Links