عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 4 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

رد: أسئلة تخص الاختطاف والمجئ الثانى

كُتب : [ 04-05-2011 - 11:36 AM ]


طبعاً نشأ فكر الملك الألفي منذ القرون الأولى لأنه ليس بغريب بسبب أنه أُخذ من بعض التراث اليهودي الغير سوي وبعض أسفار الأبوكريفا أي الأسفار المزورة مثل رؤية موسى وغيرها ... وكان الإعتقاد بالملك الألفى منتشراً فى العصور المسيحية الأولى بين الأبيونيين, والمونتانيين , وبعض الغنوسيين, وهم جماعات هرطوقية سنكتب عنهم قريباً في المنتدى . وأشهر أولئك الهراطقة الأولين هو " كيرينتوس" الغنوسى المتهود , الذى عاش فى مطلع القرن الثانى للميلاد, وعلم بالملك الألفى الذى فيه تتضاعف الخيرات الأرضية وخصوبة الناس والأرض, ومؤكداً على شرعية اللذات الجسدية وإستمرارية الطقوس اليهودية.

عموماً أول من أنتبه إلى هذه التعاليم ومنافاتها لروحانية الإيمان المسيحي وحقيقة الملكوت الإلهي والحياة الأبدية هم علماء مدرسة الإسكندرية فكتب أوريجانوس كتاب المبادئ ضد التفسير الحرفي لسفر الرؤيا مقدماً تفسيراً رمزياً للإصحاحين العشرين والحادي والعشرين. وبالمثل فعل القديس جيروم الذي أعاد تفسير هذين الإصحاحين من سفر الرؤيا مفنداً فكرة الملك الألفي الحرفي الذي صاغه تفسير فيكتورينوس الحرفي.

وجاء بعدهما البابا " ديونيسيوس " الإسكندري [ 248- 265م] أحد تلاميذ مدرسة الإسكندرية الذي أصدر كتاب " المواعيد الإلهية " لدحض فكرة الملك الألفي الحرفي التي ذاعت بين مسيحيي الفيوم على أيدي الأسقف " نيبوس" واستطاع أن يقنعهم بالعدول عن اعتقادهم بالملك الألفي وانتشل الفكر المسيحي في مصر من هذه البدعة التي كادت تُفقد المسيحيين الأقباط بساطة الإيمان الروحي ونقاء التعلق بالحياة الأبدية في ملكوت إلهي يتناسب مع الإيمان السليم والحياة بحسب الروح. وقبل أن ينتهى القرن الرابع كانت هذه التعاليم فى طريقها إلى الزوال من كافة كنائس مصر وبلاد المشرق.

وبظهور القديس " أغسطينوس " [ 345-430 م] دخلت هذه التعاليم مرحلتها الأخيرة فى العالم الغربى. إذ تزعَّم بعمقه الروحى تفنيدها بحجة لاتُقاوم إذ إعتبرها بسلطانه الكنسى هرطقة علانية, حاسباً كل من ينادى بالملك الألفى يحاول أن يلغى حقيقة الملكوت الحاضر الذى أسسه المسيح فعلاً على الأرض فى قلبنا ، معتبراً أن الكنيسة فى الحاضر هى ملكوت المسيح على الأرض وهى أورشليم المنظورة, وقد أعدت مائدتها فعلاً وهيأت خمرها وكل مشتهيات النفوس الطاهرة , وأن المسيح يحكم الآن مع قديسيه, وأننا نجوز الآن قيامتنا الأولى غير المنظورة, وأن الموت الثانى ( الجسدى) لن يكون له سلطاناً علينا لأننا غلبنا الموت الأول ( الخطيئة) .

وبهذ يكون القديس أغسطينوس قد إنتشل الإيمان المسيحى من لوثة الأبوكريفا اليهودية المزيفة ومن محاولة إسقاط السمو الروحى المسيحى إلى الأرض .

وطبعاً ظهرت هذه البدعة مرة أخرى بعد ذلك بعدة قرون تحت مسميات لطوائف مختلفة ومنشقة من البروتستانتية ، أي أنها ظهرت عند غير الإنجيليين بشكل رئيسي وأساسي كعقيدة لهم ومبدأ لحياتهم ....


التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 04-05-2011 الساعة 11:56 AM

رد مع إقتباس