عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
طفولتنا الروحية وشركتنا مع الله

كُتب : [ 04-08-2011 - 01:44 PM ]


في ميلاد الرب كانت البداية ، ميلادنا الجديد
وفي المسحة ، أخذنا في المسيح نعمة التقديس
وفي الصليب أخذنا الانتصار على الموت والحرية من سلطان الخطية وآثارها المُدمرّ للنفس
وفي القيامة أخذنا الحياة الأبدية بلا فساد
وفي الصعود أخذنا الجلوس معه في السماء
وهذا كله يتم فينا بـ [ المعموديةالميرونالإفخارستيا ] ويتجدد فينا بالتوبة وممارسة الصلاة كملوك وكهنة وأبناء لله في الابن الوحيد ...
+ بإنسان واحد دخلت الخطية _____ وببرّ واحد صارت الهبة إلى جميع الناس
+ بالخطية ملك الموت حتى على الذين لم يتعدوا على شبه تعدي آدم _____ وبالواحد انكسرت شوكة الموت وفقد سلطانة
+ بخطية واحد مات كثيرون وأصبح كل واحد يخترع الشر ويطعن نفسه بالأوجاع كل يوم ، وكزرع فاسد يطرح ثمر فاسد غير صالح لطعام وليس له منظر أو جمال _____ وبالواحد فيض النعمة وعطية البرّ لكل من يؤمن ويُصدق ويأتي ليأخذ
+ بمعصية الإنسان الواحد جُعل كثيرون خطاة _____ وبإطاعة الواحد جُعل الكثيرون أبرار
في البدء خُلقنا على صورة الله لكي نكون مؤهلين للشركة معه ، لأن كل واحد يشترك مع ملامح طبعه وعلى شكل صورته ، فالإنسان – في الأصل – خُلِقَ على صورة الله وكمثال له لكي يؤهل للاتحاد به في زمن التجديد ، أي زمن ميلاد الرب يسوع الذي أتى متجسداً لابساً جسم بشريتنا من عذراء بتول دائمة البتولية وذلك لكي يعيد تكوين الصورة الإلهية التي قصدها فينا منذ البدء وحسب مشيئته الأزلية ، هذه التي جعلها تأخذ كيانها من جديد من خلال الاتحاد بلاهوته وتنال حياتها من الشركة والوحدة بأقنومه الإلهي ، وهذا هو سرّ التجسد ، أي اتحاده بنا ، أي لبسه جسدنا ليعيد مجدنا السابق بصورة أعمق ذات تأصل فيه ، لأنه أصلنا في ذاته وزرع نفسه فينا لنُثمر لله ثمر البرّ ، وهذا الثمر ليس ثمراً حسب الطبيعة الترابية التي لنا ، بل هو ثمر الإنسان الجديد المزروع فينا بتجسد الكلمة ، أي ثمر الروح القدس المقبول عند الله ، لأنه يرى فينا ملامحه الخاصة والروح يطبع فينا صورته الإلهية بسر عظيم في داخلنا فنثمر بعد أن كنا في حالة عقم ولا نستطيع أن نرضي الله بأعمالنا لأنها كلها تُثمر فساد حسب طبعنا الساقط وقوى الهوى أي سلطان الخطية والموت الذي يعمل في داخلنا لحساب الموت !!!
أتانا الكلمة ضارباً بجذوره فينا ، متحداً بجسم بشريتنا الذي به عاش ومات وقام وصعد وسيأتي به أيضا ، أي – حسب التعبير الآبائي والإيمان الصحيح – انه اتحد بنا اتحاد غير قابل للانفصال ، [ وفي سرّ المعمودية نؤهل من جديد لولادة جديدة في المسيح يسوع ، وهي طفولة حقيقية تحيا وتعيش وتتنفس الروح [ نسمة الحياة ] التي أعطانا إياها الرب بنفسه بعد قيامته قائلاً : [ أقبلوا الروح القدس ] (يو20: 22) ، ولذلك نفخ نسمة الحياة للباكورة من الخليقة الجديدة وردهم إلى الطفولة لكي ينالوا بعد ذلك القوة الروحية في يوم العنصرة (أي يوم حلول الروح القدس) .
ولما مُسح الرب في معموديته مُسح لأجلنا ، وصارت المسحة محفوظة فيه لنا ، لأننا نُمسح بذات الروح وننال نفس المسحة ، وبالروح القدس تعود إلينا صورة الله ، صورة حية حسب الشركة في الروح القدس روح الحق ، وليست صورة مُزيفة حسب اختيار وظنون الإنسان ] (الأب صفرونيوس – الكتاب الأول من رسالته عن الثالوث القدوس توحيد وشركة وحياة فقرة 128)


يا أحبائي كل أعمالنا أن لم تكن بقوة المسيح الرب وبه وفيه ستكون كلها مزيفه لمجد ذواتنا ونقف أمام الله ونظن أننا صنعنا ما هو علينا من واجبات مثل الفريسي الذي كان يعدد أعماله أمام الله وهو فعلاً عملها ولم يدَّعي ، ولكنه عاش ومارس أعماله حسب فكره وقدراته البشرية الخاصة ، لذلك حينما وزنها الله وفحصها وجدها ثمرة فساد وآتية من التراب ، أي أنها خرجت ممن هو خاضع لسلطان الخطية المالكة بالموت ، ولم يرى فيها ثمر الروح القدس حسب النعمة وحياة الشركة !!!


لذلك لو أردنا فعلاً أن نحيا مع الله لابد من أن نعيش حسب صورتنا الجديدة ، أي نعيش معموديتنا ، أي طفولتنا الجديدة كخليقة جديدة في المسيح يسوع ، فالرب – لو أتينا إليه تائبين مؤمنين أنه هو القيامة والحياة وله القدرة أن يُقيم المائتين – يُعيد خلقتنا من جديد مكوناً فينا – من خلال المحبة – إرادة جديدة تُولد من الشوق الداخلي ، أي من حنين يُشرق في داخلنا ، أي من أصل الصورة وملامحه الخاصة التي فينا ، أي شوق من رغبة سرية في داخلنا تدفع نفوسنا نحو الالتصاق به ، وهذا هو عمل الروح القدس فينا ...
فيا أحبائي نحن نحتاج لهذه القوة التي تولد فينا هذا الشوق حتى نتغنى مع الرسول قائلين [ لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح ] (فيلبي1: 12)
أؤكد لكم أن لم نطلب قوة الله لتحل فينا وتعمل فلن نفوز بالشركة معه ، لأننا في الأساس جئنا من العدم ولا نستطيع أن نخلق شيئاً في كياننا يؤهلنا للحياة الأبدية والشركة مع الله ، فنحن بطبعنا الساقط بعيداً عن التجديد في المسيح يسوع حسب ميلادنا الفوقاني ، أي نحن في الموت ، والموت هو : العمى الروحي والجهل بالله الحي والعجز عن الإحساس بالله بسبب الموت الذي يعمل بسلطان الخطية ، وهل يقدر الموت أن يُخرج حياة ، وهل من تملك عليه الخطية وتعمل بالفساد يقدر أن يُرضي الله ويقترب من طبعه القدوس المطلق ، هذا مستحيل إلا في المسيح يسوع وتجديد القلب لأنه مكتوب : [ إذاً أن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً ] (2كو 5 : 17)



رد مع إقتباس
Sponsored Links