عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
السماويات عينها - طعام الله وطعام الشيطان

كُتب : [ 04-03-2011 - 06:44 PM ]


" السماويات عينها " (عب 9: 23 )
كلمة بقلم المهندس فؤاد فريد
الأب الروحي لاجتماع اسرة الخريجين
بجمعية ثمرة مدارس الأحد القبطية الأرثوذكسية بالقاهرة - رمسيس
[ تم وضعها لمنتدى أرثوذكس في يوم الجمعة الموافق 3/4/2011 ]
[ وقد تم كتابة هذه الكلمة سابقاً في أوائل الثمانينات ]


+ الإنسان مخلوق سماوي أعطاه الله أن يكون له [ سلطان على كل الأرض ] (تك 1: 23) ، ولكن تغلَّب عليه الشيطان بتسلطه على الحية . وهي بدورها تسلطت على الإنسان وصدر الحكم على الحية هكذا [ ملعونة أنتِ .. وتراباً تأكُلين كل أيام حياتك ] (تك 3: 14) ، أي أن الإنسان المصنوع من تراب صار طعاماً للحية أي للشيطان وصار يأكله ويشبع به كل يوم . وبذلك صار الشيطان المتسلط الأول على الكل .

+ فلا يُمكن للإنسان – الآن – أن يعود للسماء ، أي إلى حضن الله ، ذلك لأنه طعام الشيطان وليس طعام الله . فموسى عندما كلمه الله بالشريعة صار وجهه يلمع بنور سماوي ولم يستطع أحد أن يواجهه فكان لابُدَّ لموسى أن يلبس برقع على وجهه لكي يُكلم الشعب [ خر 34: 34، 35 ] ، أي هُناك بُرقع حاجز بين النور السماوي والإنسان الترابي . والله حينما أراد أن يحلَّ في وسط الشعب قديماً في الهيكل والذي فيه آنية المسكن يُسمي الكتاب كل هذا : [ أمثلة الأشياء التي في السماوات ] (عب 9: 23)

+ تعال بنا نسرد جواب نكسر به ناب الشيطان ونسحق رأسه ، ونصعد للسماء الحقيقية . فمبدأ الإنسان يجاهد بوضع قوانين ونواميس ليسير عليها ليُعدِّل في سلوكه وأخلاقه وطباعه . ولكن كل هذا صادر من الإنسان الترابي أي من طعام الشيطان ، إذاً لابُدَّ أن يصل إلى فم الشيطان .
فكل عمل من تفكير وعقل وجهاد الإنسان فهو من مشيئة اللحم والدم أي تراب ، فمصيره النهائي سماويات فيها أجناد الشرّ الروحية يسكنون وليست سماويات الله . هُنا الفخ الذي يصطاد به الشيطان الإنسان . [ فإن مصارعتنا ليست مع دمٍ ولحم بل مع الرؤساء مع السلاطين ... مع أجناد الشرّ الروحية في السماويات ] (أف 6: 12) . حتى ناموس الله الروحي حينما أراد الإنسان الترابي أن ينفذه صرخ [ أن الناموس روحي سماوي ] أما أنا فجسدي (ترابي) (رو 7: 14) ، [ ويحي أنا الإنسان (التراب) الشقي من ينقذني من جسد (تراب) هذا الموت ] (رو7: 24) .
ففي مرارة كأنه يقول : آه !! كيف أصير طعاماً لله وأنا تحت ناب الحية طعاماً للشيطان [ إذ أفعل ما أُريده بل ما أبغضه فإياه أفعل ... ] (رو7: 15)


+ إذن لابُدَّ أن يتغير تراب الإنسان هذا ، خبز العدو وطعام الشيطان (الحية القديمة) [ وأن يخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن (مسكن الشيطان) ] (أش 42: 7) ، أي لابُدَّ من طبيعة روحية لا يستطيع أن يمضُغها الشيطان تحت نابه ، ولا يكون ميلادها من التراب ، بل مولودة من الروح لأن [ المولود من الجسد (التراب) جسدٍ هو ، والمولود من الروح (طبيعة سماوية) هو روح ] (يو3: 6)


+ هُنا السرّ العجيب الذي كان مكتوماً والآن قد أُعلن لنا [ والكلمة "أي الله" صار جسداً وحل بيننا ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب ] (يو1 14) ، فالجسد الآن هو جسد الله وابن الإنسان (التراب) ، هو هو ابن الله في شخص يسوع المسيح المولود من العذراء القديسة مريم ، وعندما قال بيلاطس لليهود وقت محاكمة المسيح [ هوذا الإنسان (التراب) ] (يو 19: 5) ، صرخ الكل قائلين [ اصلُبه ،اصلُبه ] (يو19: 6) . والعلة في ذلك [ لأنه جعل نفسه ابن الله ] (يو9: 7) ، وكأنها نبوة عجيبة تقول : طالما وُجِدَ ابن الله في الجسد (أي السماوي) أميتوا لنا الإنسان أي الجسد الترابي لنتخلص منه إلى الأبد . ولذلك كانت أول مرة يَسمع فيها الإنسان الترابي صوت الرب وهو ينكسر على الصليب أي يَموت ويُميت الإنسان الترابي معهُ [ اليوم تكون معي في الفردوس (أي السماء) ] (لو23: 34) . وبعد القيامة [ تعيَّن ابن الله بقوة ... ] (رو1: 4) ، أي انتهى في شخص يسوع المسيح موت إنساننا الترابي وقام لنا جسد ابن الله السماوي وبقوة ، والقائم هو [ الخبز الحي النازل من السماء من يأكل منه يحيا إلى الأبد ] (يو6: 51) . لذلك عندما لمسه توما بعد القيامة صرخ [ ربي وإلهي ] (يو20: 28) ، [ فالإنسان الأول من الأرض (آدم) ترابي . والإنسان الثاني (المسيح) الرب من السماء ] (1كو15: 47)


+ لذا لنفتح عيوننا بالروح القدس الذي يشهد للمسيح ونعرف أننا دَفنا جسدنا الترابي ، جسد المسيح الذي سحق رأس الحية وكسرنا بها وقام بجسد مُمجد لنا [ إن كان أحد لا يولد من فوق (السماء) لا يقدر أن يرى ملكوت الله (السماء)] (يو3: 3) . لأنه [ ليس أحد صعد إلى السماء إلا الذي نزل من السماء ، ابن الإنسان (المسيح ومن يؤمن به) الذي هو في السماء ] (يو3: 13) .

  • فسبحوه وزيدوه علواً على رحمته على بني آدم لأنه رفعنا معهُ أعلى من أجناد الشرّ الروحية في السماويات [ لأنه يليق بنا رئيس كهنة مثل هذا قدوس بلا شرّ ولا دنس قد أنفصل عن الخطاة وصار أعلى من السماوات ] (عب7: 26) .
  • ميراثنا يا أحباء المسيح مُحقق وباقٍ لنا بموته وقيامته من أجلنا [ مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السماوات لأجلكم ] (1بط1: 3، 4)
  • اخضعوا لهُ وكفوا عن مماحكات الكلام والمناقشات ، فالوقت ضيق واليوم قريب [ مبارك الملك الآتي باسم الرب سلام في السماء ومجد في الأعالي ] (لو19: 38)
  • أشبعوه يا إخوة فأنتم الآن ليس طعام للشيطان بل طعام للمسيح الذي يُريد من [ تعب نفسه ويشبع . وعبدي البار (المسيح) بمعرفته يُبرر الكثيرين وآثامهم هو يحملها ] (أش53: 11)
  • إيه أيتها النفس ، دعوتك الآن ليست [ أمثلة الأشياء التي في السماوات ... بل إلى السماويات عينها ] (عب9: 23) ، فادخلي إلى حِجال الملك فأنتِ جميلة ولا تستحي من سوادك ، فيسوع هو هو جمالك ، واصرخي [ أبانا الذي في السماوات ] (مت6: 9)



رد مع إقتباس
Sponsored Links