[aymonded]

هو بالطبع عالم الخيال اليوم يسيطر على عقليه الإنسان أكثر من الواقع
فوراء الشاشة أحلم بما اتمناه في صديقي، واصدقه فيه، لأني في عالم الواقع لا أقدر أن أختار صديق يتوفر فيه أحلامي وان لا يكون مخالفاً لظنوني أو لرأيي، فالخيال دائماً مجال للهروب من الواقع وخاصة من مجال عمل المحبة الحقيقي، لأني في الواقع العملي المعاش لو لي صديق حقيقي، سأبذل الجهد وأعطي لأجله، بمعنى لو مريض سأضحي بوقتي وأقوم وأذهب إليه واخدمه، وبذلك أدخل في حياة شركة المحبة والعطاء على المستوى العملي الذي فيه بذل الجهد والعناء من أجل الصديق ...

أما عالم الخيال يكفي أن أكتب كلمه للصديق وانا جالس مكاني وهذا أسهل، لأني في تلك الحالة أنا عايش مع نفسي، وليس مع صديق، لأن الصداقة شيء آخر تماماً يختلف عن مجرد كلمات تعبر عن عاطفة صداقة تعتبر وهمية لحد بعيد...

أنا أفضل صديق الواقع الذي اتحاور معه وجهاً لوجه ونتبادل العطاء معاً في الصحة والمرض، في الأفراح والأحزان، وذلك بصورة عملية ومشاركة فعالة، وليس مجرد كلمات من وراء شاشة، وأحب الصديق الذي يأتيني وقت شدتي ليُعينني على اجتيازها، واحب الصديق الذي يأتي ليواجهني بأخطائي بمحبة ويسندني حتى أعبر عليها واصححها، وأحب الصديق الذي يبذل ويعطي بتلقائية واهتمام لأنه يحبني أخ له وصيق حقيقي ...

وما يضحكني كثيراً لما أجد إنسان يتكلم كلام كثير - وقد يكون بارعاً جداً فيه - ولا يفعل منه شيئاً، وكمثال :
تعرفت على شخصية ما من خلال النت واحببته كأخ وعرفت بيته وذهبت إليه - وكان قريب من سكني - وتعارفنا وتصادقنا ، وحينما شعرت بالمرض كنت جالس عنده في البيت، وقلت له أنا حاسس اني مريض جداً وهاروح المستشفى لأني مش قادر فعلاً، فقال بإذن الله تبقى كويس، وسلم عليا ومشيت لوحدي وانا مش شايف فعلاً قدامي كنت سخن جداً والحرارة عندي اعلى من 40 ، مرضت جداً واتت ظروف لم اقدر أن اذهب إليه لمدة تزيد عن الشهرين، مع انه يعرف تليفون المنزل والموبايل، ولم يسأل يوماً واحداً قط لأنه مشغول بالنت طبعاً ليلاً ونهاراً لا يفارقة، واول لما رآني صدفة عائد من عند الدكتور، قال لي واحشني كتير جدا فينك من زمان، فقلت له لو كان ده حقيقي كنت سألت فعلاً ، فقال ببرود شديد انه كان مشغول له اصحاب كتير على النت مشغول معاهم شوية !!!!

طبعاً ما أسهل الصداقة على النت لا يوجد فيها بذل ولا مجهود، كلها خمول وكلام كتير جداً ليس له صحة ، لأن ليس له مجال عملي للتطبيق الفعلي على أرض الواقع ليتحول لعمل فعلي وحقيقي !!!

ليتنا نعود لأصدقائنا الحقيقيين على أرض الواقع، وطبعاً لا يوجد مانع أننا نتعارف على أصدقاء النت، ولكن لا يأخذ منا هذا العمر كله، أو نظل متعارفين من وراء الشاشة...

عموماً هذا مجرد رايي الشخصي من الواقع العملي ، وشكراً على الموضوع الرائع؛ النعمة معك