85 - أيها الأب المحبوب ، بحكمة استمع واقبل كل من يقول إنه أخطأ ، ولا ترغم أحداً على الاعتراف ، بل علّمه المحبة والبذل . امسك بيد كل معترف وانقله من عبودية الخوف إلى حرية المحبة بالتعليم . سلمه شريعة الإفراز لكي يكون تلميذاً طاهراً من وساوس الخوف ومن رعب جهنم ؛ لأن رعب الإنسان لا يقربه من الله (1) ، لأنه اقترب منا وصار كواحد مثلنا في كل شيء ما خلا الخطية .
86 – الصليب هو قانون ، لذلك كل ما هو ضد المحبة المصلوبة الناهضة من أوجاع الموت ، وغالبة القبر ، يجب الحكم عليه (2) فوراً وبلا أي تأخير .
رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه تادرس
عن المئوية الأولى في التوبة
85 – 86 صفحة 31
مترجم عن المخطوطة القبطية
_______________________
(1) أحياناً كثيرة للأسف ، يظن البعض ، أنه بوضع موضوعات أو الحديث عن الجحيم وقصص معجزات ترعب القلب وتري الإنسان شكل الجحيم وشكل العذابات للتخويف سيجعل الإنسان يتوب ويُقلع عن الخطية ، وهذا التعليم من أسوأ ما يكون إذ أنه يولد الخوف وينزع المحبة ، فتكون علاقة الإنسان بالله هي علاقة خوف وليست علاقة محبة ، مع أن الوصية تشير للمحبة ، والخطية لن يقلع عنها الإنسان إلا بالحب الحقيقي ، لا تظنوا يا إخوتي إننا بالإرهاب هانجعل أحد يعرف الله ، وأن كان هناك البعض يبدأ بالخوف من العقاب والدينوية ، ولكن يستحيل أن تكون كل حياتهم خوف بل لابد من أن يروا المحبة لأن المحبة تطرح الخوف خارجاً ، وان ظل الخوف مستمر في حياة الإنسان فهو لم يعرف الله بعد ، والتقوى مخافة الله ، غير مقصود بيها الخوف والرعب ، بل مهابة الاحترام وتوقير الله كأب محبوب جداً للنفس ....
(2) المقصود به هو ترك كل ما هو ضد المحبة من القلب ، والحكم عليه انه مغاير للطريق الإلهي المستقيم ، وعلى أب الاعتراف أن يعطي قانون توبة ، إن وجد هذا في قلب المعترف لأن هذا أساس أوجاع النفس .