عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
RG6 سلسلة دراسة الذبائح טֶבַח والتقديمات (24) ترتيب الذبائح وارتباطها معاً

كُتب : [ 10-02-2010 - 09:31 AM ]


دراسة في الذبائح والتقدمات في الكتاب المقدس
الذبيحة טֶבַח – ط ب ح ؛ θυσίας σΦάζω
Sacrifice 166 – Sacrifices 142 – Sacrificing 12

24
4 - ذبيحة الصليب في ضوء ذبائح العهد القديم
[ب] ترتيب الذبائح وارتباطها معاً

للرجوع للجزء السابق أضغط : هنـــــــــــــــا



[ب] ترتيب الذبائح وارتباطها معاً :

جاء ترتيب الذبائح والتقدمات عجيباً ودقيقاً جداً في ترتيبه ، فقد بدأ بذبيحة المحرقة ، وانتهى بذبيحة الإثم ، الأمر اللائق من جهة نظرة الآب للذبيحة ، وليس من جهة نظرة الإنسان .

فالمؤمن في لقاءه مع المسيح المصلوب ، يراه أولاً كذبيحة أثم وذبيحة خطية ، إذ يرى فيه : كلمة الله المتجسد وقد حمل أوجاعه وآثامه كلها ليُشفيه لكي يدخل في شركة مع الله المحب ، لأن بسبب خطاياه وآثامة رُفض وطُرح من أمام الله بعيداً بسبب الخطية التي تسلطت عليه ووضعته تحت لعنة الموت والفساد ، فهي التي فصلته عن نبع الحب الحقيقي وصار له شدة وضيق واحتمال كأس غضب قد امتلأ بسبب آثامه وتعدية على وصية المحب الذي وهبه الحياة : [ شدة و ضيق على كل نفس إنسان يفعل الشر اليهودي أولاً ثم اليوناني ] (رو 2 : 9)


ومن خلال هذه النظرة – أي رؤية الصليب ، فقد غطى كل آثامه وخطاياه – يتلمس في الصليب ذبيحة سلامة وشكر ، فيقدم حياته في المسيح يسوع المصلوب ، حياة شاكرة عوض طبيعته الجاحدة التي صارت بسبب السقوط وحب الشهوة والانحصار في الذات عوض الله الحي ..

كما يرى أيضاً [ في الصليب ] تقدمة قربان فيه ينعم بحياة الشركة في المسيح يسوع المصلوب ، وأخيراً يدرك الصليب كذبيحة محرقة ، إذ يكتشف فيه طاعة الابن الوحيد للآب حتى الموت ، موت الصليب ، مقدماً هو أيضاً حياته ذبيحة طاعة ومحرقة حب لله في ابنه الوحيد ..


وهذا هو ترتيب الذبائح والتقدمات من خلال انتفاعنا كمؤمنين ، أما الآب فيتطلع إلى الصليب – أن صح التعبير – أولاً : كمحرقة طاعة ، يشتم فيه رائحة ابنه الحبيب كرائحة مسرة ، إذ قد صار محرقة حب كامل في طاعة منقطعة النظير حتى الموت [ و إذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه و أطاع حتى الموت موت الصليب ] (في 2 : 8) ، وينتهي بالنظر إليه كحامل لخطايانا وآثامنا ، ليعبر بنا إلى الآب ويرفع عنا كل شدة وضيق وإحساس الغضب من جزاء خطايانا التي صارت فاصل بيننا وبين الله : [ بل آثامكم صارت فاصلة بينكم و بين إلهكم و خطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع ] إش 59 : 2) & [ خطاياكم منعت الخير عنكم ] (أر 5 : 25)

بالطبع ، ليس معنى الكلام أننا نُميز بين جانب أو آخر في نظر الله الآب ، أو حتى المؤمن ، إذ هي جوانب متكاملة غير منفصلة عن بعضها البعض ، لأن ربنا يسوع قدم ذاته ذبيحة واحدة غير منقسمة قط ...
ولكن كل ما نريد أن نوضحه ، أن الصليب يُعلن – في نظر الآب – بأكثر بهاء ، لا في انتزاع آثامنا وخطايانا ، بقدر ما نحمل في أنفسنا طبيعة المصلوب ، فنصير فيه محرقة طاعة وحب ، نصير لهيب نار لا ينقطع ، بحملنا ما للابن من طاعة حتى الموت ، بحب بلا نهاية ، لذلك يقول الرسول :
[ فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضاً ، الذي إذ كان في صورة الله ( أي الصورة الظاهرة التي تكشف وتستعلن الله في كماله ، أو كيان الله نفسه ) لم يحسب خُلسة أن يكون معادلاً لله ، لكنه أخلى نفسه ( أفرغ نفسه من مجده ، تجرد من مجده البهي ) آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس ، وإذ وُجِدَ في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع ( صار يطيع ) حتى الموت ، موت الصليب ( كذبيحة محرقة للطاعة ) ] ( في2: 5 – 8 )



+ وباختصار شديد يُمكننا أن نقول بأن الله الآب يشتم رائحة المسيح فينا خلال الصليب هكذا :
1 – محرقة الحب الكامل والطاعة له في ابنه الحبيب [ ذبيحة محرقة ]
2 – شركة الحياة معه في ابنه الوحيد الجنس [ تقدمة القربان ]
3 – حياة السلام الداخلي والشكر الدائم [ ذبيحة السلامة ]
4 – التمتع بالغسل المستمر من خطايانا اليومية العامة وضعفاتنا الخاصة التي لا تنتهي [ ذبيحة الخطية ]
5 – الخلاص من كل إثم نرتكبه في المقدسات أو ما يخص الله [ ذبيحة الإثم ]
وسوف نشرح كل هذا بدقة في الأجزاء القادمة ...

_____
للدخول على فهرس الموضوع للمتابعة
أضغط هنـــــــــــا




رد مع إقتباس
Sponsored Links