عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 12 )
Dr.PeRO
ارثوذكسي متألق
رقم العضوية : 14307
تاريخ التسجيل : Jan 2008
مكان الإقامة : شبرا- القاهرة
عدد المشاركات : 719
عدد النقاط : 28

Dr.PeRO غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الشباب أمام طريقتي الحياة

كُتب : [ 06-18-2011 - 04:42 PM ]


عزيزتى ليس علينا التفكير بالمشاق والصعاب لأننا لن نحملها وحدنا، فالمعونة الالهية تحمل عنا وتعطى تعزية وفرحة ...
مثال بسيط: القديس البابا كيرلس السادس (البطريرك السابق لنا) كان من الرهبان المتوحدين فى مغرة بالصحراء، ويوم رسامته كان بيبكى بشدة وسط القداس لأنه كان متضايق وبيتعذب نفسياً انه هيترك حياة الوحدة، لأنها فيها مسرة وتعزية واشتياق روحى رهيب .... على النقيض، هناك الكثير من الرهبان لم يستطيعوا الثبات فى حياة الوحدة وفضلوا السكن داخل اسوار الدير ولم يستطيعوا تحمل ولو ايام من الجهاد هناك .. هذا التناقض العجيب يوضح لنا ان هناك نعمة الهية تنسي الانسان تعبه وهناك تعزية روحية تجعل الانسان يتحمل الآلام والمشاق والوحدة وايضاً يتحمل تعب الخدمة وسط مغريات العالم ويخدم بمحبة وبإخلاص وبفرح عظيم!
ليس علينا ان نصل للقداسة بجهدنا، لأننا لن نستطيع .. القداسة ليست داخل جدران الدير (دليل كلامى --> هل قبل بدء الرهبنة، لم يكن هناك قداسة ؟)، وايضاً القداسة ليست خارج جدران الدير .. القداسة هى حلول وتقديس المسيح جدران القلب البشرى ...
ليس لنا الا الايمان الحى .. والايمان هو القاء الحمل بالكامل على المسيح والثقة المتناهية فى رعايته وتدبيره لكافة الامور التى تخصنا .. ولكى يكون ايماننا حى ... يجب ان يكون لنا اعمال وتصرفات تليق بهذا الايمان، هذه الاعمال هى ان نعيش "كما يحق لإنجيل المسيح" .. وثقى ان من يمسك بيد الرب، لا يتركه الرب لأنه قال: من يقبل إلىّ لا اخرجه خارجاً .. فأخطى الخطاة حينما تابوا قبلهم الرب واصبحوا قديسين (مثل القديس موسي الأسود) ولم نسمع ابداً ان خاطئ لم يقبله الرب، فكم بالحرى نحن اولاده ؟؟ ألن يقبلنا ويرشدنا ويوجهنا الى حيث ما سننجح فيه روحياً (أى طريق كمالنا الروحى) ؟؟
ليس علينا الاهتمام بأى شئ سوى فقط الجهاد الروحى، وأن نكون أمناء فى القليل الذي عندنا، وحتى هذا سيكون بمساعدة الله، فلن نستطيع وحدنا .. وحينما نبلغ تلك الأمانة .. سيصعد بنا الله لدرجة روحية أعمق ويكشف لنا اكثر فأكثر تدابيره لنا .. لكن علينا الا نسحب يدينا من يده لأنه به طريق كمالنا .. فكثيراً من الناس فشلوا فى طريق الرهبنه، وفى طريق البتولية، وفى العلمانية، وفشلوا ايضاً فى تكريس النفس ... لأنهم اعتمدوا على البر الذاتى وعقلهم المحدود، ولم يلتصقوا بالرب ولم يقدموا إيمان حى .. ففشلوا ولكن حتى هؤلاء لهم رجاء لأن الله بقوته الفائقة يستطيع ان يصلح الأمور لصالحنا مهما خربت، لأننا مسرته ولذته.
أتمنى اكون جاوبت على مقدار ما اعرفه


رد مع إقتباس