عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 32 )
قلب المحيط
ارثوذكسي متألق
رقم العضوية : 32132
تاريخ التسجيل : Jun 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 924
عدد النقاط : 12

قلب المحيط غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تمساح عايز يأنتخ ومش عارف من ابوة

كُتب : [ 03-08-2009 - 09:11 PM ]


المشهد الثامن
**************
فى تمام الساعة الحادية عشر كان (طارق) أمام بيتهم فى انتظار أصحابه ( هيما ) و ( كتلة ) ، و كان طارق قد تهندم و لبس أشيك ما فى دولابه ، و لبس الحذاء الجديد الذى أهداه إياه خاله .
دقائق و توقفت أمامه سيارة يقودها صديقهم ( كتلة) ، و هو شيء ضخم ، أقرع ، يبدو أنه يلعب حديد منذ كان فى بطن أمه ، فعضلاته تكاد تمزق ( البادى) الضيق الذى يرتديه و الذى يبرز عضلاته فى فجاجة و استعراض ، و يرتدى حقيبة صغيرة فوق حزام سرواله و لف رباطاً ضاغطاً على ساعده . و لكنه كان طيب القلب إلى درجة الهبل ، لدرجة أن الكثير من الناس يظن أنه سلالة متطورة من الحمير . و الذى لا يعرفه الكثيرون أنه شديد الجبن و هذا ما سنحتفظ به سراً الآن على الأقل .
نزل من السيارة و سار حيث طارق فى استعراض كامل و كأنه يمشى على المسرح ، فاستقبله طارق و قبلا بعضهما أربع قبلات على الخدين !!!!
كتلة : إيه يا معلم
طارق : إزيك يا برنس
كتلة : إيه يا عم اللى حصل .... الواد (هيما) حكالى الفيلم كله
طارق : اسكت يا (كتلة) دانا خدت علقة .... مخدهاش حرامى فى مولد
كتلة : طيب مش تبعتلى كنت جيت عملت الواجب
طارق : و هو احنا سكتنا لهم ..... بابا راح كسر المحل فوق دماغهم
كتلة : مية مية
طارق : أمال الواد ( هيما ) فين ؟ إيه اللى أخره كده
كتلة : زمانه جاى ... إحنا اتفقنا نتقابل عندك
لم تمض ثوان حتى أهل عليهم ( هيما) بالنيولوك الجديد ، فقد قص شعره ميرى ، فتغير شكله تماماً
طارق : إيه ده ... انت استحميت و لا إيه ؟
هيما : آه زيك كده .... إنما إيه يا عم الشياكة دى
طارق : ( يرفع رجله ) شفت الجزمة
هيما : ماشى يا عم ... عقبالنا
كتلة : ( يشير إلى السيارة ) يلا بينا عشان منتأخرش
هيما : إيه ده انت جبت العربية بتاعة أبوك ؟
كتلة : اسكت ده ذلنى لحد ما ادانى المفاتيح ، لولا إنى قلتله إنى حَفَوِّلها مكانش اديهالى
ركبا السيارة و انطلقت بهم ، و أدار ( كتلة) الراديو على إذاعة الـ Fm التى ابتلينا بها ، و رفع الصوت جداً
و كان كلما مر بجوار فتاة هدأ من سرعة السيارة و سار بجوارها ، و لا يقول شيئاً ، فلم تكن تواتيه الجرأة إلا إلى هذا الحد فقط ، و لو توقفت فتاة و نظرت إليه بحده لفر هارباً .
و كان (هيما) ساكتاً و قد بان عليه الانبهار ، فقد كانت أمنيته أن تكون له سيارة يملأها بالبنات الفاتنات صريعات جماله و جاذبيته .
أما طارق فقد كان يبدو عليه التوتر
طارق : يلاَّ يا عم ... مش عاوزين عطلة
كتلة : متخافش لسة بدرى
هيما : يا عم إحنا راكبين عربية مش أتوبيس
طارق : طيب حاسب لحسن تاخد على كده
هيما : ما تعلق لنا مزة كدة يا ( كتلة ) تطرى القعدة
طارق : يا عم الله يخرب بيتك اسكت ..... احنا رايحين نسترزق ... عايزين ربنا يفتحها فى وشنا
كتلة : ( يفشر ) خلاص و احنا مروحين حاعلق لكم ثلاثة
هيما : قشطة عليك يا الكُتَل يا جامد
طارق : ( ينفخ ) استغفر الله العظيم .......... متقفل الراديو ده يا ( كتلة)
كتلة : ليه ... دى أغنية حلوة قوى
كانت الإذاعة تذيع أغنية عن رجل يحب حماراً و يغنى له
المغنى : بحبك يا حمار ... بحبك يا حمار ... ولعلمك يا حمار... أنا بزعل أوي لما... حد يقول لك يا حمار .... يا حمار
و يبدو أن الأغنية قد مست وتراً حساساً فى أعماق ( كتلة ) أو هو شعر أن الكلام موجه له ، فأحب هذه الأغنية التى من المفروض ألا تذاع إلا فى الحظيرة .
طارق : يا عم اقفل الراديو بلاش قرف
كتلة : يا بنى دى أغنية حساسة قوى ... شوف من رقته بيحب كل حاجة حتى الحمار
هيما : يا عم خلينا نفرفش شوية
طارق : يا عم الأغانى حرام
يضحك ( كتلة ) و ( هيما) بشدة
هيما : حرام .. ؟ إيه اللى حرام يا عم الشيخ ؟
طارق : أيوه حرام .... كل الأغانى حرام
هيما : أمال لما هى حرام واخد منى ست شرايط و مش راضى ترجعهم ليه ؟
كتلة : مين اللى قالك كده يا عم ؟
طارق : خالى ... قالى إن الأغانى حرام و بالذات الأغانى الجديدة
هيما : ليه بقى إن شاء الله ؟
طارق : عشان مبتذلة و فيها إسفاف
يفرمل (كتلة) حتى يسيطر على نفسه من عاصفة الضحك التى ألمت به ، و لكن كان ضحكه غريباً بعض الشيء ، كان أقرب إلى النهيق منه إلى الضحك ، أما هيما فقد ضحك حتى سعل و كاد أن يشرق
هيما : هى هى هى ... إفساس ؟ .... يعنى إفساس يا مولانا ؟
طارق : إسفاف يا جاهل ... إسفاف ... يعنى حاجات مش كويسة
هيما : يعنى ريحتها وحشة مثلاً ؟ .... هى هى هى هى
طارق : جاتك القرف .... كل حاجة تاخدها تهريج كده
هيما : يا بنى انت حتجننى ..؟ ده الموبايل بتاعك كله أغانى
طارق : مسحتها كلها ...و مش حاسمع أغانى تانى
كتلة : بركاتك يا عم الشيخ
ثم ضحك و ضرب كفه بكف هيما الجالس بجواره
هيما : آل حرام آل .... ؟ ده كل أما ياخد منى كتاب يملاه بالأغانى اللى بيسمعها ، و بعدين جى النهاردة يقولى حرام .... هى الحالة إيه ... اشتغلت ؟
يسكت طارق فقد كان عديم الخبرة فى الرد على مثل هذا الهجوم
وصلوا إلى الشركة فركنوا السيارة و نزلوا منها و صعدوا إلى الشقة حيث مقر الشركة ، و دخلوا فسألوا على الأستاذ (عبدالله ) فوجدوا أنه غير موجود و أنه سوف يعود بعد ساعتين و أنه قد ترك لهم خبراً أن يمروا عليه فى تمام الثانية ظهراً
هيما : حنعمل إيه دلوقت ؟
كتلة : نستناه لحد ما ييجى
طارق : و حنستناه هنا ؟
كتلة : لأ ... تعالوا نستنى فى القهوة اللى جنب العمارة
هيما : ماشى ... يلاَّ
يذهبون إلى القهوة و يجلسون عليها فى انتظار الموعد ، و هذا أمر قد ألفوه ، فجلسوا يثرثرون و يشاهدون محطة تليفزيونية فضائية تعرض كليبات غنائية فاضحة
طارق : استغفر الله العظيم .... و الله حرام
هيما : يوه بقى ... انت حتقرفنا ؟ ... يا عم متع عينيك
كتلة : أنا حاشرب شيشة تفاح ... حتشربوا إيه ؟
هيما : و أنا كمان يا (كتلة) حاشرب شيشة كانتلوب .... ها ها ها ها
يضحك كتلة ، و يتمعر وجه طارق
هيما : الشيشة كمان حرام ... مش كده ؟
طارق : أما حلال ؟ طبعاً حرام ... أنا حاشرب شاى
هيما : و الله خالك دا باين عليه بوظك
ينادى كتلة على الجرسون فيطلب الشيشة و الشاى فيأتى الجرسون بالطلبات فيتعالى صوت الكركرة
كتلة : مش حتيجو معايا الصالة بقى ؟... مش عاوزين تبقوا رياضيين زيى؟
هيما : آه و الله يا كتلة ... حتى الواحد يملا بنطلونه
طارق : نفسى و الله
كتلة : اسكت ياد انت و هو ..... أنا لسة امبارح واحد حقنة شديدة ، ما بياخدهاش غير بتوع الاولمبياد ، بمية و عشرين جنيه
طبعاً هذه الحقن شديدة الضرر و تسبب أمراضاً خبيثة و لكن بعض شبابنا ابتلى بها للأسف
هيما منبهراً) و بتعمل إيه الحقن دى يا (كتلة)
يرفع كتلة ذراعيه إلى مستوى كتفيه يستعرض عضلات ذراعيه و يشير إليهما
كتلة : شايف سِمَّانتى عاملة ازاى ... حديد
طبعاً السمانة هى عضلة الساق الخلفية و ليست عضلة الذراع كما أشار الكابتن ( كتلة)
هيما : (بانبهار ) طيب ما تدينى ابرتين فى العضل خلينى اتنفخ زيك
كتلة : يا بنى ما تقدرش عليهم ... انت فاكر العملية سهلة
هيما : عارف لو جسمى يبقى زيك كده ؟... كانت أحلى بت ما تاخدش فى إيدى غلوة
طارق : يا بنى مش بالجسم .... ما (كتلة ) قدامك أهه .... عمر ما واحدة عَبَّرته
كتلة : يا بنى أنا اللى مفيش واحدة تملا عينى
هيما : يعنى عشان أبقى زيك كده ... عاوز وقت قد إيه
كتلة : عشان تبقى زيي لازم تخف من السل الأول ... ها ها ها
طارق : هو عاوز يلعب حديد عشان يستحمل الضرب اللى بياكله كل يوم
هيما : ما بلاش انت ... لحقت نسيت و لا إيه ؟ ...تحب أقلعك الطاقية و افكرك؟.
ينظر إليه طارق بغل و لا يجيبه
كتلة : لا بجد العملية مش سهلة .... يعنى مش أقل من ست شهور
هيما : ياه ... كتير قوى ... بس مش مشكلة ... لجل الورد ينسقى العليق
كتلة : العملية سخنة معاك قوى يعنى
هيما : أمال إيه يا عم ؟ ده أنا اتعقدت .... كنت بعاكس واحدة امبارح راحت مهزآنى .... قالتلى يعنى مفيش غيرك يا معصعص يا مفعص... أحرجتنى بنت الذين
يضحك طارق و كتلة و ينشغلون بمشاهدة التليفزيون
بعد قليل يتعالى صوت أذان الظهر ، فينتفض طارق
هيما : إيه ؟ ..... فيه إيه ؟
طارق : الظهر
كتلة : ماله ؟
طارق : بيأذن
هيما : طيب و إيه المشكلة ؟
طارق : مش حنروح نصلى ؟
ينظران إلى بعضهما فى ذهول ، هل قال فعلاً ما سمعاه أن أنهما يهذيان
هيما : نعمل إيه ؟ نصلى ؟
طارق : آه
كتلة : إنت إيه اللى جرالك يا طارق .... هى العَلْقَة أثرت على عقليتك و لاَّ إيه
طارق : ليه يا عم و أنت شايفنى وقفت على دماغى ؟ دا أنا بقولك نروح نصلى الظهر
هيما : يا بنى اقعد ربنا يهديك
طارق :ما هو عشان ربنا يهدينى لازم اروح أصلى
كتلة : تصدق حازعل منك كده يا ( طارق )
طارق : ليه يا عم العبيط انت كمان ؟ كل ده عشان بقول لكم تعالوا نصلى ؟
كتلة : انت اتغيرت خالص يا طارق ... خالك باين لعب فى دماغك
طارق : مش عاوز رغى ... حتيجو و لاَّ أروح أنا
هيما : معلش مش حاقدر آجى
طارق : ليه يا خفيف ؟
هيما : ( متظرفاً ) أصل أنا عندى عذر ... ها ها ها ها
فينهق ( كتلة) ، أقصد يضحك بملء فمه و يضرب بكفه كف (هيما)
طارق : مش عاوزين تبطلوا تريقة ؟... طيب ماشى
و يولى طارق وجهه شطر المسجد المجاور فيجرى ورائه ( كتلة )
كتلة : استنى يا روقة ... يا عم متقفش كده ... احنا بنضحك معاك
طارق : حتيجى معايا طيب ؟
كتلة : مش حينفع
طارق : ليه ؟
كتلة : اصل كمان عندى عذر ... ها ها ها ها ها
و يرتفع صوت النهيق ، حتى يجلب إليهم أنظار رواد المقهى ، و يغضب طارق ثانية و يلتفت لينصرف فيمسك به كتلة
كتلة : يا عم استنى ... انت مالك قافش كده ؟...
طارق : حتيجى و لا لأ ...؟ متعطلنيش
كتلة : أصل أنا ما صليتش الصبح
طارق : معلش ... تعالى صلى الصبح و الظهر
كتلة : أصلى مش متوضى
طارق : فيه حمام هناك تعالى اتوضى
كتلة : أصل البنطلون ضيق قوى ، و بعدين أنا لابس الشراب من أسبوع ، لو قلعته الناس حتموت ... ها ها ها ها
طارق : طيب براحتك
يهرع إليهما (هيما ) فيتوجه إلى (كتلة) بالكلام
هيما : إيه يا عم انت كمان ... هو لعب فى دماغك إنت راخر ؟
طارق : لأ متخافش دماغه زي دماغك بالضبط .... جزمة قديمة
ثم ينصرف باتجاه المسجد ، فيناديه (هيما) و يجرى إليه
هيما : طارق ... استنى
يقف (طارق) ينتظره بفروغ صبر
طارق : عاوز إيه يا حلو ؟
يمد (هيما) يده و يمسح بها كتف (طارق) و يسمح بها وجهه و صدره
هيما : ( باستظراف ) بركاتك يا مولانا ... ها ها ها ها
طارق : (بقرف) غتت
يعود (كتلة) و (هيما) إلى المنضده الخاصة بهما ، و يذهب (طارق) إلى المسجد ، و هو يشعر بأحاسيس مختلفة
فهو مسرور لأنه لم ينصع لكلام زملائه ، و يشعر أنه رجل ، لأنه ليس لأحد سلطان عليه ، و قد كان حتى الأمس فقط عديم الشخصية منقاد لكل من يسوقه ،
فصلى طارق
و استدار ليرتدي الحذاء ..... و لكن أين الحذاء
طارق : يا نهار أزرق ... الجزمة فين ؟ دى بربعميت جنيه .... الشغل ... حاروح أقابل الراجل حافى ... الله يخرب بيتك يا ( هيما)
************************************************** *****************
طيب و (هيما) ذنبه إيه بس ما هو نصحك و قال لك متصليش انت اللى مسمعتش الكلام
يا ترىطارق حيعمل إيه ؟
*********************************************
إلى اللقاء مع المشهد التاسع


التعديل الأخير تم بواسطة قلب المحيط ; 03-08-2009 الساعة 09:24 PM

رد مع إقتباس