عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Tongue ثورة ميلاد - الإتجاه الثاني في التربية (3)

كُتب : [ 07-10-2007 - 02:20 PM ]


2- اتخاذ الولد واسطة لممارسة السطوة على الأضعف، :
وهنا دائما ما نظهر لأولادنا أننا نعرف كل شيء ولدينا دائماً إجابة على كل سؤال ونحن مُلمين بجميع أمور الحياة ولا نخطأ في حكم أو أمر وبخاصة في حياتهم ومستقبلهم، لذلك دائماً نتمسك بشراسة وإصرار بتنفيذ إرادتنا مهما كان الثمن كما لو كانت إرادة معصومة من الخطأ ونسينا أننا بشر ممكن أن نخطأ، مهما كنا حكماء وملمين بجميع أمور الحياة (وطبعاً من المستحيل أن ندرك جميع الأمور لأننا في عالم متغير كل يوم وفي كل جيل)، وكأن القضية ليست قضية توعيه أبنائنا إلى ما فيه خيرهم وسلامهم، وتوجيه إرادتهم وما يلائم مصلحتهم الحقيقية ويساعدهم على تحقيق كل إنسانيتهم.
إنما صارت القضية قضية صراع لا بُدَّ من أن يخرج الوالدين منه منتصرين ولو لم يكونوا على حق، مبررين سطوتهم بشتى الطرق وبحجة التربية السليمة والمنطق والعقل، معتبرين كل الأساليب مشروعة في سبيل تحقيقها، من ضرب موجع إلى تحقير الولد وإذلاله ومحاولة أقناعة أنه لا يفهم شيئاً ولا ينفع شيئاً، وبوصفه بالمخرب أو بالغبي وبقول الأب أو الأم حينما يغتاظ من ولده فيصرخ فيه قائلاً:

أنت غبي أو أنتِ غبية ، أو أنت عديم التركيز، أو أنت مش نافع، أو أنت خرابه (أي يفسد كل شيء يمسكه بيده أو يلعب بيه...الخ)، صديقك فلان أو أخوك أحسن منك، صديقك أو أخوك أو أختك بتركز وأنت لأ،يحافظوا على حاجتهم وأنت لأ،
وهكذا سلسلة لا تنتهي من الألفاظ المؤلمة للطفل، والتي سترافق مسيرة حياته كلها وتسبب له ألم نفسي قاسي لا يستطيع محوه ولا أعظم أطباء العالم في الطب النفسي، فما هيَّ نتيجة موقف كهذا يا ترى:
الخطر الكبير في أنه يقود لاحتمالين:

الاحتمال الأول: إما أن تتحطم شخصية الولد ويصبح العمر كله يخاف من الحياة، غير واثق في نفسه، تنقصه الشجاعة والإقدام، لا يجرؤ على تأكيد ذاته بشكل طبيعي في العلاقات الاجتماعية واحتلال مكانه المشروع بين الناس لأنه لم يُعطيه والديه الفرصة بأن يؤكد ذاته عندهم، مما يقوده للفشل في كل ما يحاول تحقيقه؛

والاحتمال الثاني هوَّ ردّ فعلي ثأري عنيف يختبئ وراء احترام ظاهري للأهل ( في حين أنه قد يُنفس عنه بأعمال قسوة تُرتكب بحق الرفاق أو الأخوة والأخوات والزملاء أو الحيوانات وبخاصة الأليفة منها ) إلى أن تنفجر في المراهقة، وتصير قوة مدمرة قد تشمل لا الأهل فقط إنما كل سلطة بشرية بل وحتى إلهيه!!


وللحديث بقية
النعمة معكم جميعاً آمين



رد مع إقتباس
Sponsored Links