عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
العثرة في الكتاب المقدس ( الكتاب المقدس والتقليد )

كُتب : [ 08-15-2007 - 10:44 AM ]


الكتاب المقدس بين النقد العلمي والتقليد
جـ1 - مقدمة + التفسير الإيماني يقوم على رؤيا


السؤال المطروح بخاصة لكنيستنا الأرثوذكسية المعتمدة على التقليد المقدّس؟ هذا التقليد الذي يضمّ الكتابَ المقدّس مع العقائد الأساسية التي أقرّت في المجامع المسكونية .

قامت الدراسات العلمية والنقد الأدبي وعلمُ ألآثار والدروس والأبحاث التاريخية تُعيد النظر في التفاسير "التقليدية" وحتى في العقائد الأساسية في الكنيسة ، والبعض عثر في الكتاب المقدس وبعض أحداثة والكلام الإلهي وبخاصة حينما يأتي بشكل لغة بشرية !!!

الكتاب المقدّس هو ثمرُ التقليد. يقول الرسول بولس: "سلّمتُ إليكم في الأول ما قبلتُه أنا أيضاً أن المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب. سلّمتُ إليكم ما قبلتُه...أنا كرزت وأنتم آمنتم" (1كو15: 1-11).

السؤال أو بالأحرى الأسئلة هي التالية:
هل النقد العلمي يناقض التقليد أم يكمّله أم يصحّحه أم لا يأخذ به على الإطلاق؟
السؤال أو المشكلة الرئيسية ليس بين النقد العلمي والتقليد، بل هو بين العلم والإيمان ، بين المعقول والغير معقول الذي شل العقل وأدهشه جداً ، بين العقل والقلب الواعي والمتشبع بمحبة الله "محبة إلهنا قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا" (غلا5:5). والأسئلة التالية تُطرح:
هل العقائد الأساسية ثابتة، هل الاستنتاجات العلمية بحدّ ذاتها صحيحة، حقيقة مطلقة ثابتة؟
ما هي وظيفة العلم، ما هي وظيفة العقل، أين حدودهم؟
ما هو الإيمان وما هي وظيفته؟ هذا ما يذكرّنا بمقولة باسكال(PASCAL ):
(Science sans conscience n’est que ruine de l’âme )
(العلم بدون الضمير ما هو إلاّ هلاكٌ للنفس)

كيف إذاً نصنع انسجام بين النقد العلمي والتقليد؟
الدراسات لها أهميتها والعقل له دوره ووظيفته ، شرط أن يكون مستنير بالنعمة ، والله قد خلقه من أجل ذلك. والقلب مليان إيمان والنفس منحازة للروح وليس الجسد بكل أهوائه .

* إذا قارنا الرسائل بالأناجيل يمكن أن تؤدّي إلى اعتبار بولس مؤسس الحقيقي للكنيسة ، مع أن المؤسس الحقيقي وقاعدتها ورأسها هو شخص الكلمة المتجسد يسوع المسيح ربنا . أمّا الإيمان فله أيضاً وظيفته وهو يكمّل العلم كما أن القلب يكمّل العقلَ. العقلُ ضروري، الإيمان لا يلغيه. والإنسان واحدٌ بعقله وبقلبه. لكن الحقيقة الأخيرة هي للإيمان ، هي للمعاينة بعد التفتيش العقلي :
"تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله"
الآية لها شقين ، شق المعرفة والشق الآخر قوة الله ، ولا تكتمل المعرفة بدون قوة الله ...
ولنصغي لكلمات القديس بولس الرسول ونستشف منها التركيز على قوة الله :
فان كلمة الصليب عند الهالكين جهالة و أما عندنا نحن المخلصين فهي قوة الله (1كو 1 : 18)
لأنه إذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة استحسن الله أن يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة (1كو 1 : 21)
و لكننا نحن نكرز بالمسيح مصلوبا لليهود عثرة و لليونانيين جهالة (1كو 1 : 23)
لان جهالة الله احكم من الناس و ضعف الله أقوى من الناس (1كو 1 : 25)
و لكن الإنسان الطبيعي لا يقبل ما لروح الله لأنه عنده جهالة و لا يقدر أن يعرفه لأنه إنما يحكم فيه روحيا (1كو 2 : 14)
لان حكمة هذا العالم هي جهالة عند الله لأنه مكتوب الآخذ الحكماء بمكرهم (1كو 3 : 19)
وهنا يكمن السرّ في عثرة الإنسان والعقل البشري في الكتاب المقدس !!!

- الكتابُ المقدّس وحدةُ متكاملة، فيها يُفهم العهدٌ القديم على ضوء العهد الجديد. مثلاً لنأخذ العبارة: "ها العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه عماّنوئيل" (أشعياء4:7) بالمقارنة مع عبارة متى الإنجيلي: "هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه عماّنوئيل الذي تفسيره اللهُ معنا"

وأيضاً: كل ظهور لله في العهد القديم هو ظهور لله الابن وليس لله الآب

وأيضا: العبد المتألّم في أشعيا 52- 53 يشير إلى ابن الله، المسيح غير المتجسّد في العهد القديم.

- الكتابُ المقدّس شهادةٌ عن الثالوث القدّوس في سبيل حياة العالم وخلاصه. هو يصف طريق الخلاص: الخلق - السقوط – الفداءالعثرة الكتاب المقدس الكتاب المقدس frown.gif التجسد – الصلب – القيامة – انتظار مجيء الرب لإعلان الخلاص النهائي )


التفسير الإيماني يقوم على الرؤيا

الإيمان يكون بالعقل المستنير والقلب المفتوح ليتلقف محبة الله وهو يكتمل بالعيان. في القداس الإلهي نقول "إذ قد رأينا قيامة المسيح..." ولا نقول "إذ قد آمناّ بقيامة المسيح..."
المعاينة تكون بالروح وهي المعرفة الحقيقية (راجع يوحنا 16:14و26). والليتورجيا والأسرار هي قوة الحوادث الإنجيلية الخلاصية "أيها المخلّص إننا أمس قد دُفنا معك، فنقوم اليوم معك بقيامتك. أمس قد صُلبنا معك، فأنت مجّدنا معك في ملكوتك" ( سحر الفصح ألأودية الثالثة عند الأروام الأرثوذكس). أما في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية أحياناً كثيرة نقول أرنا قيامتك ...

عبارة (( كلمةُ الله )) في التفسير الآبائي هي شخص وشهادة،هي خبرة ُ إلهية غيرُ مخلوقة مكتوبة ٌ بعبارات بشرية مخلوقة.

الكتاب المقدّس هو كلمة ُ الله بتعبير بشري. لذلك من الواجب إعادة شرح كلمة الله لكل جيل في حياة الكنسية، شرط أن يأتي هذا التفسير الكامل والواضح، أو بالأحرى الترجَمة العصرية على يد أناس ٍ كنسيّين عاشوا الخبرة َ الروحية نفسَها متأصلين في خبرة الليتوروجية والسر الإفخارستي الحي .
لا تُفهم كلمة ُ الله، إلا َ من منظار ثالوثي:
الإعلان من الآب بالابن ويستبين ويُعلَّن بالروح القدّس.


وللحديث بقية



رد مع إقتباس
Sponsored Links