عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

رد: مشكلتى مع اب اعترافى

كُتب : [ 07-30-2011 - 06:31 AM ]


سلام لنفسك يا أختي الحلوة في الرب
أولاً ما هو مفهوم الإدانة الصحيح حسب الإنجيل لكي نفهم الأمور بوضح بدون لبس أو خلط ما بين الإدانة والحكم في الأمور المتخالفة والتي لا تتفق مع روح التقوى ومخافة الله : [ لا تدينوا لكي لا تُدانوا ] (مت 7 : 1) ، [ ولا تدينوا فلا تُدانوا ، لاتقضوا (قضاء) على أحد فلا يُقضى عليكم إغفروا يُغفر لكم ] (لو 6 : 37) ، إذن الموضوع مرتبط بالغفران والصفح عن الآخرين وكل من يُخطئ إلينا ، وليس معنى ذلك أن لا نعي أو نعرف أخطاء الآخرين الظاهرة أمامنا لأنه مكتوب أيضاً [ مُبرئ المُذنب ومُذنب البريء كلاهما مكرهة الرب ] (ام 17 : 15) ...
عموماً الإدانة في الكتاب المقدس في النص اليوناني معناها كالآتي : [ لا تدينوا = لا تحكموا أو تتهموا أحد اتهاماً ] وهي مرتبطة بالآية التي تسبقها : [ فكونوا رُحماء كما أن أباكم أيضاً رحيم ] ( لو6: 36) ، [ لأن الرب كثير الرحمة ورؤوف ] (يعقوب 5: 11) ، فالمسيح الرب القدوس يُحدد مقياس الرحمة لدينا والمحبة ، فالرب هنا يُهاجم غياب الرحمة من قلب الإنسان ، فالحكم على الأمور شيء ومعرفة من يُخطا في واجبه شيء آخر تماماً ، والقضاء من جهة عدم الرحمة والانتقام من الآخرين والتشفي فيهم شيء آخر مختلف عن التمييز بين الأمور ، فالمسيح الرب لا يدعو هنا إلى الانحلال والفوضى وعدم القيام بالواجب المنوط بكل إنسان وفي كل موضع هو فيه حسب الموهبة المُعطاه له بالروح لخدمة الكنيسة أو حتى مواهبة الطبيعية التي هي مزروعة فيه من الله بالطبع أيضاً لخدمة الآخرين ، وأيضاً لا يقول الرب تغاضوا عن الأخطاء واغفلوا عنها وكأنها غير موجوده واقبلوها ، لأنه هو نفسه وبخ الفريسيين جداً وأيضاً قاوم كبرياءهم بشدة ، والقديس يوحنا المعمدان وصفهم بالأفاعي ، والآباء الرسل ياما وبخوا ناس وحكموا عليهم بالروح أيضاً ولكنهم رأفوا بحال الضعفاء ولم يوبخوا أحداً فيهم قط ، كما أن المسيح الرب برا الزانية التي أُمكست في ذات الفعل لأنها مكسورة من ضعف طبعها الذي فسد بالخطية فعالجها ، ولكنه قاوم المستكبرين بفكر قلوبهم لأنه مكتوب : [ يُقاوم الله المستكبرين وأما المتواضعون فيعطيهم نعمة ] (يع 4 : 6) ...

ولكنه هُنا في هذه الآية من جهة الإدانة فالرب يسوع يضبط مشاعر وإرادة الإنسان المسيحي الحقيقي حينما يُخطئ إليه إنسان آخر ، حتى لا يقضي بنفسه مثل القُضاة عليه أو ينتقم منه أو يترك الرحمة الواجبة عليه مثال الرب الرحوم ، أو يُشهر به أنه خاطئ مستوجب الرفض والطرد وذلك للانتقام منه ، إنما المفروض أن المسيحي الحقيقي يُسلم القضاء لمن له القضاء ، والدينونة لمن له الدينونة حينما يُخطئ أحد إليه ، وحينئذٍ تظهر العدالة ويتم التحقيق الدقيق وتسود الحكمة والمعرفة والفهم بقضاء الله الصحيح ...
ومعنى الدينونة أنها صارت قضاء ، بمعنى الانتقال من مُجرد الاتهام الشخصي إلى القطع بقضاء العقوبة ، حتى لو كانت معنوية والمقصود بها هو التشفي والانتقام وهذا عموماً معنى الدينونة الحقيقي ، وغير مقصود بها الحكم على الأمور !!!

ولكن الإنسان الروحي يحكم في كل شيء بالطبع ، ويعرف الأمور المتخالفة وما هو من الله وما هو ضد وصية الله وعمله ، فالإفراز والتمييز يحمينا من أن يكون لنا شركة في الظلمة أو نتورط في شرّ ما ، أو أن نُشارك الآخرين في خطاياهم ونتعلم من تقصيرهم ونسير معهم في نفس ذات التيار المخالف لعمل الله ونمدح خطاياهم أو نشجعهم على تقصيرهم وإهمالهم العام في الأمور التي تم أقامتهم عليها ليرعوا شعب المسيح الرب بكل استقامة !!! وهذا بالتالي خطير جداً وكفيل ان يقضي على كل من في الكنيسة ويجعل لهم شكل التقوى وصورتها وهم ينكرون قوتها ، فيعيش الكل في انحلال بحجة عدم الإدانة والكل يتغاضى عن أخطاء الناس الواضحة والتي تحتاج لتمييز وفرز ، والنظر للمخالف وكأنه إنسان بار ويعيش عكس الكتاب المقدس الذي قال : [ لا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالحري وبخوها ] (اف 5 : 11)

ثانياً : يا أختي الحلوة لا مانع من عتاب المحبة وبخاصة على الكهنة الذين يهملون الرعية وينشغلون عنهم غير عابئين لهم بالافتقاد الذي هو واجب عليهم جداً ، والحجة الغير صحيحة هو انشغالهم بأمور الخدمة ولا أدري اي أمور خدمة تمنعهم من الخدمة ، وعجبي ....

المهم ما تتحدثي عنه هُنا ليس إدانة بعدما شرحت لك بإيجاز شديد معنى الإدانة والتي يفهمها اليوم الناس خطأ بسبب عدم التعليم الواضح عنها ، أو بسبب الذين لا يريدون ان يوبخوا على أعمال الظلمة او تقصيرهم في خدمتهم تحت أي حجة ويسمونها في الآخر إدانة ليسكتوا الذين يتكلمون بالحق ويشهرون سلاح التخويف بكلمة الإدانة التي لا يشرحها أحد في معناها الصحيح والسليم حتى ترسخ في ذهن الناس أن اي حكم من الأحكام هو إدانة حتى لو كان من الله نفسه على الأعمال الشريرة ، ولو قرأتي الإصحاح كله بتدقيق وتأني ستجدي المعنى واضح كشمس النهار ، وطبعاً ليس معنى الكلام اننا كل يوم نفحص كل واحد ونخرج فيه من أخطاء بحجة انه واجب علينا أن نعرف الأخطاء لكي نبتعد عنها هذا خطأ صعب جداً والرب قال يا مرائي أخرج الخشبة التي في عينك اولاً ، وهُناك فرق بين الأخطاء الشخصية الداخلية التي ليس لنا علاقة بها ولا يجوز لنا أن نفحصها لأن الرب وحده هو المنوط بذلك ، وبين الأخطاء العامة التي تضر الآخرين أو تجعل هناك تقصير في الخدمة وبسببها يبتعد الناس عن الكنيسة والمسيح الرب ، وهذه يجب أن نفرزها ونحكم فيها من جهة أننا نبتعد عن فاعلها ولا يكون لنا شركة معه لئلا نُصاب بنفس ذات المرض والداء ، ولو كان لنا دالة عنده فأننا نخاطبة بالمحبة ورأفة الله التي في قلوبنا يشعها فينا روح الله ، النعمة تملأ قلبك سلام ومسرة آمين


التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 07-30-2011 الساعة 11:42 PM

رد مع إقتباس