الموضوع: تعبانة
عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
folla
ارثوذكسي مكافح
رقم العضوية : 129445
تاريخ التسجيل : Apr 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 126
عدد النقاط : 37

folla غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تعبانة

كُتب : [ 05-02-2012 - 03:32 PM ]


صديقتي .. سلام لك ... لا تخافي



أراك إنسانة صادقه .. صرخاتك نابعة من قلب واعي..



أتعلمين لماذا أقول لك لا تخافي؟؟؟



لأنك إنسانة .. طبيعية .. حقيقية .. تحتاج للحب .. للشبع .. للأمان .. للشعور بقيمتها وهدف وجودها في تلك الحياة



كلنا نحتاج للحب الحقيقي الصادق . وإنت كذلك .. فاطمئني



فهذا الجوع موجود بل مخلوق في قلب كل بشر



ارى الظروف المحيطة بك وهي تتسبب في إستغلال هذا الجوع للإيقاع بك في عقدة الذنب وعدم قبول نفسك بل .. كراهية نفسك



وأنا أثق إنك لا تبحثين عن مجرد كلمات للحب أو لمسات معبرة .. لأنك في داخلك تحتاجين لقلب يشعر بك ويحبك ويقبلك كما إنت



حبيبتي.... لا تخافي . فالرب يعلم هذا .. هو يرى إحتياجك للحب .. لأنه هو الذي جعل هذا الإحتياج داخلك وداخل كل فرد فينا



هو يعلم إنك مضغوطة تحت التأثيرات الخارجية والمقارانات والغيرة وأحيانا الكلمات السلبية التي يحكمون عليك بها



إن فاحص القلوب يراك كلك بما فيك من نقاط جمال ونقاط ضعف .. وهو لا يمكن أن يترك كل ما فيك من صدق وإخلاص وصراحة أوضحتيها في كلماتك القليلة



لا يمكن لله محب البشر أن يتجاهل حبك للطهر والنقاء ورغبتك في العيش معه ..



لا يمكنه أن يتغاضى عن كل هذا الجمال الذي فيك ويركز لك على نتائج ضعفك التي جعلتك اليوم تتصرفين هكذا رغماً عنك



فتخيلي معي .. هل يمكن للإله الذي ذهب للسامرية وخلص الزانية وكانت تهمته الإساسية إنه محب للعشارين والخطاة .. هل يمكنه أن يتجاهل إحتياجك للحب الذي هو بنفسه خلقه بداخلك .. ويتغاضى عنه مركزاً على إدانتك



هو يراك إنك مغلوبة على أمرك .. يرى أن الظروف أقوى منك .. بل يرى إحتياجك الحقيقي للحب


لا يمكنة أن يترك كل هذا ويركز على خطية ناتجة من ضعف أقوى منك



مكتوب عنه ( هو يرثي لضعفاتنا .. يعرف جبلتنا ... يذكر أننا تراب)



هو الذي كان دارياً بحال السامرية إنها كل يوم مع شخص جديد باحثة عن الحب الحقيقي .. أدرك عطشها للحب الحقيقي .. فلم يخلصه أن تكون هكذا ... بل ذهب إليها وأعلن لها إنه يدري بها وبإحتياجها للحب الحقيقي



بدليل إن أول كلمة قالها .. إعطيني لأشرب ليوضح لها إنها هي العطشانة وإن قلبها خالي تماماً من الماء الذي إذا شربه إنسان لن يعطش إلى الإبد



لم يتكلم معها بأي إدانه بل ذهب ليدعوها كما هي مشيراً للشخص الذي كان معها في ذلك الوقت





فردت عليه بمنتهى الصدق معترفة بحالتها وطلبت أن تشرب من ماء الحياة وقالت أعطيني منه يا سيد




فأعطاها الماء الحي الذي روى قلبها وأشبعها حتى جعلها تذهب تنادي جميع الذين كانوا ينظرون لها نظرة قاسية وحقيرة وبدون أن تخجل بل كانت في منتهى الفخر



فما هو السر الذي جعلك أيتها السامرية تتحولين من عطشانة إلى مبشرة للعطشانين؟



أتعلمين أختي ما هو السبب؟؟؟



الحب الحقيقي الذي وجدته هذه العطشانة عندما رأت كامل الطهر والحب يرثي لضعفها ويطلب منها أن تقبل منه الحب الحقيقي لكي لا تعود عبدة لإنسان يمن عليها بحب مزيف مشوه يقبض ثمن عطاؤة من نفسها وكيانها وكرامتها وجسدها الطاهر



لذلك أكرر لك لا تخافي .. فقط إذهبي بحيرتك وضعفك لصاحب الإحضان الأبوية الذي لا يرفضنا مهما كان ضعفنا



لأنه لا يطلب مننا أن نعيش أطهار حتى يرضى عنا ... فهو لا يستفيد بمدى طهري .. فطهري لا يزيد من شأنه أو ينقصه ....



أبداً هو يطلب ويحب أن نكون أحرار مرتفعي الرأس .. لا تستعبدنا ضعفات أو خطايا مهما كانت قوتها



أعرفي قيمتك أيتها الجميلة بين البنات فانت غالية ولك ثمن عظيم تم دفعه بالفعل فيكي لتخليصك من كل عبودية ..



فقط إقبليه وإستمتعي بحبه .. وقتها فقط ستتحريين من هذه العبودية القاسية ولا تعودين عبده لإنسان فيما بعد ..


أمين

رد مع إقتباس