عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
الطاعة والخضوع في الكتاب المقدس ومعنى خضوع المرأة لزوجها (1) الطاعة

كُتب : [ 03-15-2011 - 12:25 PM ]


الطاعة والخضوع في الكتاب المقدس


بالرغم من أنه تمت الإجابة على سؤال ماذا يعني خضوع المرأة لرجلها ، ولكننا اليوم نريد أن نكتبه بتوسع وشمول أكثر لتستقيم حياتنا ونفهم مقاصد الله في الإنجيل بوضوح ووعي ، ونضع في ذهننا المفهوم الصحيح الذي تشوه عند البعض بسبب التأثر بالمجتمع وفكرة حرية المرأة التي قيدتها أكثر من أن تُحررها ، وأصبح هناك صراع بين قطبي المجتمع ما بين الرجل والمرأة والدخول في التحدي من الذي يثبت جدارته للآخر ومن منهم يستطيع أن يخضع الآخر لنفسه ويقوده !!! ...


عموماً بادئ ذي بدء لابد من أن نفهم ونميز ما بين الطاعة والخضوع والربط بينهما ربطاً صحيحاً شاملاً لكي ندرك ونعي ما المقصود بخضوع المرأة لرجلها وكيف تكون العلاقة السوية بينهما حسب القصد الإلهي بارتباطهم معاً في سر التقوى بالروح القدس الذي يجعلهم جسد واحد بلا انفصال ولا إذابة واحد في الآخر أو رئاسة وتسلط متعسف من واحد على الآخر !!! وخضوعهم يكون بطاعتهما معاً لله القدوس الحي ...
أولاً : الطاعة ὑπακούω - hypakouō - هيباكويو
وهي تعني عموماً يستمع لـ ، يُجيب ، يُطيع ( وهي دلالة على استمرار الطاعة ) ، ونجد أن الطاعة مرتبطة بالسمع في الكتاب المقدس وتأتي في الأساس لله ، وهذا واضح جداً في قول الله لإبراهيم [ ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض من أجل أنك سمعت (أطعت) لقولي ] (تكوين 22: 18) ، وكثيراً ما يأتي الفعل بقصد الرد أو الاستجابة : [ لماذا جئت و ليس إنسان ناديت و ليس مجيب هل قصرت يدي عن الفداء و هل ليس في قدرة للإنقاذ ... من منكم خائف الرب سامع لصوت عبده ] (إشعياء 50: 2؛ 10)
وتأتي بمعنى طاعة الابن لأبية بسبب الإصغاء لأجل معرفة الفهم ليتربى بالتعليم الصالح : [ اسمعوا أيها البنون تأديب الأب وأصغوا لأجل معرفة الفهم. لأني أعطيكم تعليماً صالحاً فلا تتركوا شريعتي. فاني كنت أبناً لأبي غضاً و وحيداً عند أمي. و كان يُريني و يقول لي ليضبط قلبك كلامي احفظ وصاياي فتحيا. ] (أمثال 4: 1 – 4) ، والإصغاء للطاعة يدل على حكمة الابن [ الابن الحكيم يقبل تأديب أبيه و المستهزئ لا يسمع انتهارا ] (أمثال 13: 1) .

والطاعة في الكتاب المقدس لا تعني طاعة لمجرد الطاعة ، أو أنها في إطار المذلة والاضطرار ، لأن الطاعة – حتى من خلال الآيات السابقة – تأتي في إطار علاقة الشركة ، ومما هو واضح في العهد القديم أنه أوضح نوعية الشركة التي فيها تتحدد الطاعة ، فهي تأتي على الأخص من جهة العلاقة بين الله وشعبه الخاص :
[ بل إنما أوصيتهم بهذا الأمر قائلاً اسمعوا صوتي فأكون لكم إلهاً وأنتم تكونون لي شعباً و سيروا في كل الطريق الذي أوصيكم به ليُحسن إليكم ] (إرميا 7 : 23)
[ الذي أمرت به آباءكم يوم أخرجتهم من أرض مصر من كور الحديد قائلا أسمعوا صوتي و اعملوا به حسب كل ما آمركم به فتكونوا لي شعباً وأنا أكون لكم إلهاً ] (إرميا 11 : 4)
[ لأني أشهدت على آبائكم إشهاداً يوم أصعدتهم من أرض مصر إلى هذا اليوم مبكراً و مشهداً قائلا اسمعوا صوتي ] (ار 11 : 7)
وأيضاً قد أوضح الله عمق العلاقة مع إسرائيل كابن [ فتقول لفرعون هكذا يقول الرب إسرائيل ابني البكر ] (خر 4 : 22)
عموماً باختصار شديد ، الطاعة تدخل في إطار علاقة شركة وثيقة ذات ربطة قوية ، وقوامها وأساس جوهرها: [ المحبة ] ، وهي واضحة جداً في العهد القديم [ أحببتكم قال الرب ] (ملا 1 : 2) ، [ بنو الحكمة جماعة الصديقين و ذريتهم أهل الطاعة والمحبة ] (سيراخ 3 : 1) ، [ الذين يخافون (يتقون) الرب لا يعصون أوامره ، والذين يحبونه يسلكون طرقه . الذين يخافون (يتقون) الرب يطلبون رضاه ، والذين يحبونه ينعمون بشريعته ] (سيراخ 2: 15 – 16 ) ، والتقوى والمحبة وسماع صوت الله والطاعة شيءٌ واحد لا ينفصلوا بعضهم عن بعض قط ...
وعلى مستوى العهد الجديد نجد أن الطاعة مستمدة من ربنا يسوع المسيح نفسه الذي أستمر بلا توقف يُطيع الآب حتى الموت موت الصليب (فيلبي2: 8) ، وأيضاً [ مع كونه ابناً تعلم الطاعة مما تألم به ] (عبرانيين 5: 8) ، لذلك صار ربنا يسوع المسيح الكلمة المتجسد مصدر الخلاص الأبدي للذين يطيعونه طاعة الإيمان والمحبة [لأنه كما بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطاة هكذا أيضاً بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبراراً ] (رومية 5: 19) ، وهكذا وضح القديس بولس الرسول في تعليمة للأمم بالكتب النبوية حسب أمر الله الأزلي لإطاعة الإيمان ، لأن ثمر الإيمان الحي هو الطاعة (رومية 16: 26) ...
وعموماً على أساس التعليم الإلهي الحي من خلال الكتاب المقدس يتضح أن المسيحيين الحقيقيين هم أولاد طاعة في سيرة القداسة حسب أمر الله : [ كأولاد الطاعة لا تشاكلوا شهواتكم السابقة في جهالتكم. بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا انتم أيضاً قديسين في كل سيرة. لأنه مكتوب كونوا قديسين لأني أنا قدوس. ] (1بط1: 14 – 16)
وبالطبع الطاعة تكون لوصية وأمر مخلصنا الصالح القدوس ، ويُصبح الإيمان على هذا الأساس كفعل طاعة : [ مستأسرين كل فكر إلى طاعة المسيح ] (2كو 10: 5) والأساس بالطبع هو المحبة الصادقة للرب : [ أن أحبني احد يحفظ كلامي و يحبه أبي و إليه نأتي و عنده نصنع منزلا ] (يو 14 : 23)

وطبعاً تُعاق فاعلية الإيمان بالمحبة والطاعة بسبب أهواء الجسد والاستمرار في الخطية والمداومة عليها وعدم التوبة أو الحياة بلامبالاة في الخطية : [ لا تقل : " أخطأت فما أصابني سوء " لأن الرب صبور طويل البال . لا تكن على ثقة بغفران الرب (وتستمر في الخطأ) لئلا تُزيد خطيئة على خطيئة . لا تقل : " رحمة الرب عظيمة . فيغفر لي كثرة خطاياي " (وتستمر في الخطأ) فرحمة الرب لا تخلو من الغضب (على كل من يستهين) ونقمته تحل على الخاطئين (المستهترين) . لا تؤخر التوبة إلى الرب ، ولا تؤجلها من يوم إلى يوم ، فغضب الرب ينزل بغتة ويُفنيك يوم الانتقام ] (سيراخ 5: 4 – 7 بحسب الترجمة اليونانية) ، [ لا تستسلم لأهوائك فتمزق نفسك كثورٍ هائج وتلتهم أوراقك وتُتلف ثمارك ، فتبقى أنت كالشجرة اليابسة ] (سيراخ 6: 2 – 3)
عموماً الاستمرار في الخطية بدون توبة وفعل الإثم يبردان المحبة وبالتالي يضعُف الإيمان ويفقد الإنسان طاعة الإيمان بالحب نحو الله محب البشر [ ولكثرة الإثم تبرد محبة الكثيرين ] (مت 24 : 12)


وفي الجزء القادم سوف نشرح المعنى الشامل للفظة الخضوع ، وسيتم تثبيت هذا الجزء مؤقتاً لوقت نزول الجزء الثاني من الموضوع ... النعمة معكم




رد مع إقتباس
Sponsored Links