عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
بنت السريان
ارثوذكسي مكافح
بنت السريان غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 80547
تاريخ التسجيل : Oct 2009
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 118
عدد النقاط : 33
قوة التقييم : بنت السريان is on a distinguished road
افتراضي كلمة تأبين البابا شنودة بقلم بنت السريان

كُتب : [ 05-09-2012 - 01:16 PM ]


[align=center]



بشيم آبو وَبرو ورحو حايو قاديشوحاذ آلوهو شاريرو آمين
كلمة تأبين البابا شنودة بقلم 1335611897832.jpg
الكنيسة المسيحية في العالم
الكنيسة القبطية
رجال الدين الأجلاء
السادة المدعوون الأفاضل
الحضور الكرام

جئنا اليوم نؤبنُ عظيماٌ لم يمتْ
عظيماُ كتب درراً بماء الذهب
ونحتها على حجر الخلود

تضيعُ الكلماتُ بين الحدثِ والحديث
والحدثُ طعم ُمرارتِه
يغصُّ بها فاقديه
والكونُ يَضُجّ من فرط الإفتقاد
ففي السماء فرحٌ وابتهاج
وعلى الأرض نحيبٌ وتأوّهات

رحل قديسًُ عصرِنا
البابا شنودة الثالث
وبرحيله ختمَ التاريخُ
صفحةً ذهبيةً
ضمّتْ علماً
من أعلام الكنيسة المسيحية
له وقفاتٌ تاريخيةٌ
سُطّرتْ على سماء الزمن
بأنجمٍ لامعة

خاض ميادينَ عديدة
بحكمة ٍنادرة
تلاقى مع الألم والضيق
وتعاملَ معهما
بصبر أيوب الصدّيق

وضعَ موازين لكل الأشياء
ولم يستعجل الأمور
حكمَها بالعقل وجليل الأعمال

بطل الايمان
صارع الحياة َبالزهد والتقوى
وخرج ظافراً
وعلى محياه إمارات الانتصار

فهنيئاً لك أيها التاريخ
ضممْتَ روضةً كاملة
من العلم والحكمة
نمتْ فيها
أزاهير النسك والشعر والأدب
وما زالت سرُج ُمعرفتها
نورا للعالم وسندا للوطن

فبأيِّ قلم نرثيك سيّدي
البابا شنودة الثالث
وبأيِّ دموع نبكيك

عذراً إن أزعجتْ أنّاتي أذناك
وقضَّ نومَك صوتي حين ناداك

فأيقضتْ غفوةَ الموتى ترانيمي
وأقلقتْ غصّتي بالحزن مثواك

والنفسُ في لجّة الأحزان قد غرقتْ
ترنو إليــك وقــد مُدّت ْذراعاك

مستشفعاً جئتك يا مولاي قد أُغلقتْ
أمامـــي أبــوابُ الرجاء سواك

حقّاً أنا لم أكن بالجنس قبطية
سريانية أنا
سريانية أنا
ورغم اختلاف الجنس أهواك..

ما انحنتْ هامتُك سيدي
إنّما
لعظمة الرب بالغتَ في الأنحناء
وبتلك الانحناءات
زرعتَ بذور البقاء
في روضة الكنيسة
وتحت سيف العناء
علَّمتها الحبَّ
وأوتارُ قلبك
تلهجُ بألحان السماء
وملائكة حولك تستشف
من ينابيعك التسامحَ والوفاء

أدْجَنْتَ يومنا سيّدي
تاركاً في صدورنا جراحاً
رفعتْ الامها بالدعاء
وشموعا ذابتْ
على أطرافها باحتراق

فقدتك المسيحية سيدي
تترأى بين شجونها
لآليءُ أحاديثكم وأجوبة التساؤلات
وبأعلى الأفق نادت بالحسرات
فأوجاع الأفتقاد الأخرى تداوى
إلاّافتقاد العظماء...

أيا قديس عصرنا
نبكيك وحشرجة
تمزق منا القؤاد
نبكيك وتبكي معنا
مصر أم البلاد
يُصرّح عظماءُ الرجالات
وكبارُ الأحبار
فقدنا معلّم الأجيال
كفقد الأحبة للديار
فلفقدك تنحب الكنيسة سيدي
وتبكي مصر بدمع مدرار
لقد فقدت ركناً ركيناً من أركانها
ورشقتها سهام الحزن
موشحةً كل دار

بحر جود كنت لنا
تعطي كل خير
لم تبخل على يتيم
ولم تترك سائلا يحتار

نودعك يا فريد عصرنا
وكما الشموع نبكي
ونقتفي أثرك فوق النجوم
فإن جفّ النهر
فخرير مياهه مخزون
في هذا الفضاء
تصدحُ به الكنيسة
وتتهللُ به الأرضُ والسماء

ما فقدناك سيدي
فأنت ما زلتَ حياً
تعيش بيننا
وفي كل لقاء
بروحك أنت تبقى
بالثقافة والنصح
وبالإرشاد

ربنا موجود
شعارا خالدا رفعته
عبيرَ أزاهيره يبقى
متضوعا في قلوبنا بالوداد
وأنت أنت تبقى بالروح بيننا
وضريحك يبقى لنا المزار

شكرا لإصغائكم
والعزاء لنا جميعا

ألقيت هذه الكامة في تأبينه يوم الأربعين 22_4 _2012
في كنيسة مارمينا للأقباط في سودرتالية السويد
[/align]


رد مع إقتباس
Sponsored Links