الموضوع: لحظة غباء
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية MICKEY
MICKEY
ملك الكوميديا
MICKEY غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 314
تاريخ التسجيل : May 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,149
عدد النقاط : 19
قوة التقييم : MICKEY is on a distinguished road
افتراضي لحظة غباء

كُتب : [ 05-28-2009 - 01:55 PM ]


يصاب الإنسان أحياناً بلحظات غباء شديدة تسبب له الكثير من الإحراج، فلا يستطيع أن يصدق لاحقاً أن هذا التصرف أو ردة الفعل هذه قد بدرت منه ، خصوصاً إذا كان يتسّم بقدر كافٍ من الذكاء، فكيف إذا كان بحجم العالم الكبير نيوتن، فله قصة غباءٍ قرأتها في الصغر، ذلك أن هذا العالم والفيلسوف الإنجليزي مكتشف الجاذبية الأرضية، كان يملك قطه في منزله تزعجه دوماً أثناء أدائه لأبحاثه وذلك عند عودتها ليلاً، حيث تقوم بإحداث أصوات خربشة على الباب الخارجي للمنزل مستخدمة أظفارها، فما كان من نيوتن إلا أن عمل فتحة في أسفل الباب لتستطيع الدخول والخروج منها، وأعجبت القطة بالفكرة – وكيف لا تعجب قطة بفكرة لنيوتن – ومع الأيام رزقت القطة بثلاث قطط أخرى، وكثر القطط في منزل العالم، فما كان منه – ودون تفكير – إلا أن قام بحفر ثلاث فتحات أخرى في الباب جديدة وصغيرة وذلك للقطط الوليدة، ولم يخطر في بال العالم الكبير بأن القطط الوليدة تستطيع الدخول من ذات الفتحة التي صَنعها للأم، وهذا بحد ذاته لحظة غباء شديدة لصاحب واحد من أذكى العقول في التاريخ.


وأنا بدوري هاجمتني لحظة الغباء هذه مؤخراً عندما كنت في النادي الرياضي أستعد لأخذ (دش) بعد عناء التدريب، وكنت أحاول فتح باب الدش إلى الداخل أي أدفعه بيدي إلى الداخل لفتحه، ولكن المسافة في داخل الدش كانت صغيرة بحيث إذا دخلت فبصعوبة يمكنك إغلاق الباب مرة أخرى، وذلك شفط بطنك إلى الداخل محاولاً إبعاد أنفك حتى لا يصيبه الباب أثناء محاولاتك إغلاقه. ظللت على هذه الحال مدة من الزمن، وفي يوم من الأيام – وبكل عفوية ولا إرادية– سحبت الباب إلى الخارج فإذا به يمشي طواعية معي ليفتح، لأكتشف أن الباب يفتح إلى الداخل والخارج، ولكن لأني فتحته إلى الداخل أول مرة؛ ظننت أنه لن يفتح إلا كذلك، وحمدت الله تعالى على أن أحداً لم يراني أمارس هذا الغباء.



بعد عدة أسابيع، وبينما أنا في الحمام أغسل وجهي، وجدت أحد أعضاء النادي وهو يحاول الدخول بنفس طريقتي الفذة، وهو يشفط كرشه إلى الداخل مبعداً وجهه عن الباب الزجاجي، فنظرت إليه نظرة المتحسر على الغباء المتفشي بين الناس، وقلت له معاتباً Pull it out، أي اسحبها إلى الخارج، حيث أنه كان أجنبياً، فنظر إليّ بإحراج شديد وهو يهرش رأسه مستغرباً كيف أن الفكرة لم تخطر له ببال، أما أنا فرحت أهز رأسي بأسف كاتماً في نفسي ما علمتموه للتو.





التعديل الأخير تم بواسطة MICKEY ; 05-28-2009 الساعة 03:10 PM
رد مع إقتباس
Sponsored Links