هذه الصورة فازت بجائزة ال Pulitzer لأحسن صورة لعام 1994 خلال المجاعة فى السودان... يظهر فيها طفل يعانى من الهزال الشديد و على وشك الموت بسبب المجاعة و إلى جواره صقر قابع يراقبه منتظرا موته حتى ينقض عليه و يلتهمه كفريسة !!
إن لهذه الصورة معانى يمكن أن تؤلف فيها كتب عدة ولكنى أحببت أن ألقى الضؤ على معنى روحى مهم عندما قرأت هذه الآية
اسهروا و صلوا , إبليس خصمكم كأسد زائر , يجول ملتمسا من يبتلعه هو
( 1بط 8:5 )
فهذا الطفل أراه يرمز إلى الإنسان فى حال ابتعاده عن الله عندما حاربته إغراءات الشيطان من الخارج و حاربته شهواته من داخل قلبه و فكره فصار ضعيفا هزيلا
و الصقر يرمز إلى الشيطان الذى يراقبنا بدقة شديدة منتظرا اللحظة المناسبة للانقضاض على فريسته
يا رب أنت قلت " أنا هو الطريق "... ولكن كثيرا ما ينجح الشيطان فى تغيير أهدافى على الطريق
أنت قلت " اسهروا و صلوا "... فكما أن إبليس ساهر و يجول , فيجب على أنا أيضا أن أسهر
لكنى كثيرا ما أتكاسل و أغفو
وحيثما تزرع أنت الحنطة... يأتى هو وقت الغفوة و يزرع زواناً
فيبعدنا عن الأنجيل ... بحجة أننا قرأناه كثيرا
و يبعدنا عن الاجتماعات... حبا فى الوحدة و التأمل
و يبعدنا عن القداس و التناول.. باسم التواضع و عدم الاستحقاق
و يصرفنا عن الصوم... فالصوم صوم اللسان
و يُحوّل حب الخدمة إلى هدف و منافسة و تحزب
أو يلهينا بكثرة الخدمة و المسؤليات... فلا نجد وقتا للجلوس معك
و نبدأ فى السماح لأنفسنا بما لم نكن نسمح به من قبل... بحجة أنه لم يعد يعثرنا
ومن هنا يبدأ الضعف و الفتور و الانحدار التدريجى... فيبدأ الشيطان فى غفلة زرع ما يشاء من أفكار خبيثة تلبس ثوب الحملان
قرأت فى أشعياء نبؤة عن أورشليم تقول " قتلاك ليس هم قتلى السيف " ( إش 2:42 )
فقد طعن الشعب نفسه بالشهوات و عزلوا أنفسهم بأنفسهم عن الله مصدر حياتهم و هكذا سقطت نفوسهم قتلى قبل أن يحل الخراب الخارجى... فالخطية " طرحت كثيرين جرحى و كل قتلاها أقوياء " ( أم 26:7 )
يــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــا رب
" الهفوات من يشعر بها "
... لذا ألتمس منك العذر لضعف بشريتى
كنت " محتمى بستر جناحيك " ( مز 4:61 )
أحيط نفسى بأسوار وسائط النعمة , مرنما بفرح " بإلهى تسورت أسوارا " ( مز 29:18 )
متلذذا بكل قطرة دمع أذرفها فى حديثى معك
مستمتعا بدفء إشراق نورك عليّ كل يوم
لكنى تجاهلت سترك و أعتمدت على ذاتى
فتهدمت أسوارى و صرت مكشوفا
جفت دوموعى
وأنقض على " سلطان الظلام " ( لو 53:22 ) فى وقت ضعغى
تذللت
" و لكن قبل أن أذلل أنا تكاسلت " ( مز 67:119 )
هـــاك قلبــــى يا الله
افحصه يا رجائى و طهرنى من كل دنس
و قُد عيناى نحوك و أخرج رجلى من الشرك ( مز 15:25 )
" الصديق يسقط سبع مرات و يقوم " ( أم 16:27 ) فلا تكن للآثام راصداً
تعال أبنى لى أسوارى من جديد ... قائلا لى
" هوذا على كفى نقشتك. أسوارك أمامى دائما " ( أش 16:49 )
و أعطنى ينابيع دموع كثيرة أسبحك بها , فأنت الذى تحول " الصوان إلى ينابيع مياه " ( مز 114 )
وأشرق على ثانيا لتبدد الظلمة التى أحيا فيها الآن
" يا رب إله الجنود إرجعنا , أنر بوجهك فنخلُص " ( مز 19:80 )