الموضوع: الحقونى هاتجنن
عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 3 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الحقونى هاتجنن

كُتب : [ 03-31-2009 - 03:15 PM ]


ويا ترى ما معنى السقوط الحقيقي - ليس حسب تصورات الناس التي شوهت معنى تجسد الكلمة كتحقيق لعدل الله وانتقاماً من البشر الذين أهانوا كرامته ، لأن الله مستحيل مس كرامته خطية الإنسان بل الخطية مست الإنسان وقتلته ولم تمس الله في شيء على الإطلاق - وما هو ميلادنا الروحي بسبب تجسد الكلمة !!!
[ أن آدم بتعدية الوصية ، حدثت له كارثة مزدوجة .. فهو فقد نقاوة طبيعته التي كان حاصلاً عليها ، والتي كانت جميلة على صورة الله ومثاله ، ومن الجهة الأخرى فقد أيضاً تلك الصورة عينها التي كان سيرث بها كل الميراث السماوي بحسب الوعد ..

فإذا افترضنا أن عملة ذهبية ، عليها صورة الملك ، قد خُتمت بختم مُزيف ، فإن العملة الذهبية تُعَدّ زائفة ، والصورة التي كانت عليها تصبح بلا قيمة . هكذا كانت الكارثة التي حلت بآدم (( وبالتالي بنا جميعاً )) .. وإذا تصورنا ضيعة كبيرة تدرّ خيرات كثيرة : في أحد أركانها كرم مزدهر ، وفي مكان آخر منها حقول مثمرة ، وفي غيره مواشي وقطعان غنم ، وفي موضع آخر ذهب وفضة ، هكذا كانت ضيعة آدم ثمينة جداً قبل العصيان ، وأقصد بالضيعة ، إناء آدم الخاص .. ولكنه حينما قبل مقاصد وأفكار الشرّ ورحب بها ، هلك من أمام الله ..

ولكننا مع ذلك لا نقول إن كل شيء قد ضاع وتلاشى ومات .. بل أنه مات عن الله ، ولكنه ظل حياً بالنسبة إلى طبيعته .. فها عالم البشر كله كما نراه ، يسعى في الأرض ، يشتغل ويعمل .. ولكن الله ينظر إلى أفكارهم وتصرفاتهم فيصرف النظر عنهم وليس له شركة معهم ، لأنهم لا يفكرون في ما يُرضي الله ، وكما أن الأتقياء إذا مروا أمام البيوت ذات السمعة القبيحة ، والأماكن التي تُرتكب فيها الفحشاء والفسق ، فإنهم ينفرون منها ويرفضون مجرد النظر ناحيتها – لأن هذه الأمور هي موت في نظرهم – هكذا فإن الله يغض النظر عن أولئك الذين تمردوا على كلمته وعصوا وصيته فتعبر عينيه عليهم ولكنه لا يكون في شركة معهم .. ولا يستطيع الرب أن يجد راحة في داخل أفكارهم .. ]
( القديس مكاريوس الكبير – العظة 12 : 1 – 2 ، صفحة 114 و 115 )

* خلاص الله وغفرانه لنا – ميلادنا الروحي :
[ عندما قام الرب من بين الأموات ، وصار " باكورة الراقدين " ، حَفِظَ جراحات الصليب في جسده ، أي المسامير وطعنة الحربة ، وهي تلك التي عاينها توما الرسول وهتف " ربي وإلهي " . لقد أقام الرب جسده بدون فساد ، ولكن كعلامة على محبته الأزلية لنا أبقى على جراحات الصليب ، تلك التي قبلها بإرادته وحسب محبته للبشر . ]
( رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه ثيؤدوروس : 15 – صفحة 14 )

[ نحن نولد روحياً من جراح الرب ولادة تؤكد لنا أن المغفرة ليست إعلاناً بالكلمة فقط ، بل بحياة تُعطى لنا وتغلب الحياة القديمة البالية . هكذا عندما نتأمل جراح الرب ، نُعاين ما يحدث للنفس ، وكذلك التحول الداخلي في القلب ، ذلك التحول الخفي ، يؤكد لنا أننا ننال علامات القيامة ونحن هنا في " جسد الموت " ، أي الجسد الذي يفنى حسب أصله الترابي الذي أُخذ منه ، لأن فناء الجسد الطبيعي هو مقدمة قيامته ؛ لأن شكله الطبيعي يفنى بالموت لكي يقوم حسب شكل المسيح . وتركيب الأعضاء البالي ينحلَّ ، لأنه زُرع في هوان ويقام في مجد حسب كلمات الرسول ( 1كو15: 42 – 44 ) ، وهو ما نحسه روحياً حسب روح يسوع أي الروح القدس الذي أقامه من الأموات .

... انحلال الجسد وعودته إلى التراب هو بداية القيامة ؛ لأنه يعود إلى التراب ليس بلعنة الموت ، بل بقوة القيامة ، لأن لعنة الموت معناها عدم القيامة ، أما نعمة الرب ، نعمة القيامة ، فهي حياة أبدية في يسوع المسيح ابن إلهنا الآب السماوي .
وبسبب تجسد الرب وموته وقيامته ، ثَّبت لنا وأعلن لنا سرّ اتحاد النفس بالجسد ؛ لأنه جاء لكي يخلصنا ويحملنا مثل خراف صغار في أحضانه ، معلناً لنا :
أن النفس هي الأصل ، وهي قاعدة ( جوهر ) الوجود الإنساني ، وأن الجسد هو صورتها الخارجية المنظورة ، ذلك لأنه جدَّد النفس وردَّها إلى صورته السماوية التي حُددت في بشارة الإنجيل .
فقد أعلن أن التجديد هو روحي ، وأنه يكمل في يوم القيامة .

وأعلن لنا مراحل التجديد مؤكداً لنا أولوية النفس بالميلاد الجديد في مياة المعمودية التي يغتسل فيها الجسد أيضاً من لعنة الموت منتظراً قيامته لمجد ابن الله .

وأعلن لنا أيضاً سُكنى الروح القدس في النفس والجسد معطياً للنفس الدور الأول مقدَّساً الجسد في مسحة الميرون التي لا تفنى رغم انحلال الجسد ، ولذلك نحن نكرم أجساد الشهداء والقديسين الذين أعلنوا لنا الرب يسوع بالتعاليم والشهادة والسلوك الصالح المقدس ، وهم بذلك آنية حية للرب وهيكل الروح القدس الذي لا يفارق حتى ما يبقى من عظام ، بل لأن الكل خُتم بالروح القدس ، أي بشكل الرب يسوع المجيد ، يبقى الكل مثل بذرة تنتظر يوم مجد الرب يسوع الذي سوف يٌغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة مجده ، لأنه استطاع أن يُخضع له كل الأشياء ( فيلبي 3: 21 )

وماذا يُمكننا أن نقول عن السرّ الفائق المجيد ، سرّ بذل محبته ... لكن العبرة هي تذوُّق صلاح الرب وإحسانه لنا ، وإعلان شفاء الجسد وتجديد كل كياننا بالإتحاد به في سرّ مجد محبته ، سرّ جسده ودمه ]
(رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه ثيؤدوروس : 15 – صفحة 15و16)