الموضوع: الحقونى هاتجنن
عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 6 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: الحقونى هاتجنن

كُتب : [ 03-31-2009 - 05:28 PM ]


أولاً : إن مكافأة الشر بشَرٍّ مثله ليست من وصايا الإنجيل ؛ لأن الذي قال : " سمعتم أنه قيل للقدماء عينٌ بعينٍ ... " ، قال عكس ما وضعه علمــــاء الشريعة من اليهود . وضمَّن الصلاة نفسها غفران الإساءة " واغفر لنا ما علينا – الصلاة الربانية " ، وهذا يكفي تماماً لأن يجعل عدل الله ليس مثل عدل الشريعة ، أو عدل قضاة الأرض .

ثانياً : لقد كان للقاتل الذي قتل بدون عَمْد وإصرار حق اللجوء إلى " مدن الملجأ " ( سفر العدد 35: 6 ) ؛ لأنه لم يقتل عن غضب أو عن كراهية ، وذلك – رغم أنه دمَّر حياة – إلاَّ أن الشريعة سمحت له بالحياة وأعطت له حق اللجوء . فإذا كانت الشريعة تعلو على قضاء الأمم ، وتترك للقاتل فرصة الحياة ، فماذا نقول عن شريعة الميل الثاني ( مت5: 41 ) ، وهو شذرة من صلاح الله وطول أناته (رو2: 4) الذي يقودنا إلى التوبة .

فما هو إذن عدل المحبة ؟
ما هو عدل من أرسل ابنه الوحيد ؟
وما هو عدل من مات على الصليب ؟
ما هو عدل الروح القدس الذي يسكن فينا ؟


هذه الأسئلة التي يجب أن نتكلم عنها حسبما ننال نعمةً من فوق ، لأن عدل من أرسل ابنه ، أي عدل الآب هو أن يردنا إليه نحن الذين كنا كورة الموت وظلاله ، فقد " أشرق علينا نور " (مت4: 16) . وعدل من مات عنا هو أن يعطي الفردوس للص اليمين وأن يغفر لصالبيه . وعدل الروح القدس هو عدل من يشفع فينا بأنات لا يُنطق بها (رو8: 26) ، وهو عدل من يعاني من سكناه فينا حسب تحذير الرسول : " لا تطفئوا الروح .." ( 1تسالونيكي 5: 19) ؛ لأن الروح ، نار المحبة ، يعاني من برودة القلب . ألا ترى من كل ذلك أن عدل المحبة هو أعلى وأعظم من كل صور العدل التي نعرفها ؟


+ لا يجب أن نحدد أو نحسب صفات الله دون وضعها وحصرها في إطار تدبير الخلاص المعلن في الأسفار ، وحسب تعليم الآباء القديسين ، بل لنتكلم باستقامة عن الله .

وهكذا إذا وضعنا عدل الله الثالوث في إطار التدبير ، استطعنا أن نرى بوضوح أنه ليس فقط عدل محبة الثالوث ، بل عدل قداســـة الله وصـــلاحه ورحمتـــه للبشر . وهو عدلٌ يخضع لما يُريده الله ، وليس عدلاً يُملى على الله أن يتصرف مثل القضاة . ولأننا ذكرنا قبلاً أن الثالوث ليس أقانيم تضاف إلى الجوهر ، بل هم معاً جوهر واحد ، وحياة واحده ، أكرر – بكل اســـــتقامة أرثوذكسيــــــة – إن الله ليس له طبيعة تسود عليه ، وتقرر له ما يجب وما لا يجب ؛ لأن هذا خاص بنا نحن البشر ، بل الطبيعة والأقنوم هما معاً حقيقة واحده . نحن نولد بطبيعة لا نملك أن نُغيرها ، بل نسمو بها في حدود ، وهذا لا يخص الله بالمرة . لذلك من الخطأ أن نتصور أنه توجد طبيعة تعــــــارض الأقنوم ، أو تُفرض عليه تصرفاً وسلوكاً معيناً .