الموضوع: مسا الخير
عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مسا الخير

كُتب : [ 03-14-2012 - 01:50 PM ]


سلام لنفسك يا أجمل أخ حلو محبوب الله
أولاً يا أجمل صديق غالي، شرفنا حضورك معنا في المنتدى ونسعد بكونك معنا هنا، ونحن من عادتنا لا نتدخل في قناعة أي إنسان على وجه الأرض ولا نحاول إثبات صحة دين أو عقيدة للإقناع العقلي والفكري، وذلك لأننا نؤمن أن الله الحي يشهد لذاته بذاته، ليُعلن نفسه إله حي وحضور مُحيي، بهدف أن يدخل الإنسان في شركه مع شخصه بالحب في سر التقوى ...

وأنا عن نفسي بكوني تعرفت على الله الحي حينما شهد لنفسه في داخلي، ولم أفعل شيئاً من ذاتي سوى مجرد أشتياق إليه حينما سمعت عن محبته الشديدة للإنسان، لأني سمعت وكنت قانع بصفتي تربيت كمسيحي، ولكني لم أكن أعرفه سوى معلومة وفكر وقناعة بحكم الوضع الذي أنا فيه، ولكن حينما تنفتح عين القلب الداخلية لرؤيته، وتنفتح الأذن الداخليه على صوته، وتسري منه حياة وتتدفق في النفس من الداخل، وتُترجم لصورة عملية وهي غلبة الموت والخطية والحياة بالتقوى لمعاينة الله ولمسه من جهة كلمة الحياة، فالموضوع يختلف تمام الاختلاف، لأني تعرفت على الله كشخص حي وحضور مُحيي لنفسي، يُكلمني واسمعه، يعرفني واعرفه، ليس بعيد عني ولا أنا بعيد عنه، لي شركه معه، وهو يشاركني في آلامي ويعرف كل ضيقاتي وخبايا قلبي، يُعاتبني بشخصه لكي ما يُصحح وضعي لأكون أكثر استجابه لعمله، لكي أحيا به ويخلصني من كل ما يؤرق نفسي، ويعطيني ضمان خاص لكي أحيا معه للأبد، لأنه لا يرفضي بل يقبلني وانا في أسوأ حالاتي، مثل الأم حينما تقبل ابنها وهو في أشد اتساخه، ترفعه وتقبله وتحممه وتغير ملابسة لتلبسه ملابس جديدة معطرة بكل عطر حلو، وتزينه بكل زينة، ترعاه في مرضه وتجلس جواره وتعطيه الدواء وتطببه لكي تصير له الصحة والعافية ليمارس حياته بكل نشاط وعزم وقوة، لا رتعبه ولا تخيفه، حتى لو أدبته، ولكنها تؤدبه لإصلاحه وتهذيبه ليكون رجل صالح يُعتمد عليه، وتظل تتابعه كل أيام حياتها في بذل لا يتوقف حتى تضمن راحته....

عموماً يا أجمل أخ حلو، الموضوع مش موضوع قناعة عقليه، لأنها تزول بزوال المؤثر، المشكلة كلها تكمن في أعماق القلب من الداخل، أين الله في حياتك وأين انت من الله الشاهد لنفسه، الله شخص حي ذو حضور محيي يُقيم النفس ويعطيها رؤية داخلية بحضوره الخاص، فالله ليس نظرية أو مجرد فكرة أو فلسفة دينية وعقائدية، وليس العبرة بقناعة العقل بل برؤية القلب...

والله القدوس الحي لا يستطيع إنسان أن يقتحمه ليعرفه بنفسه وبقدراته، لأنه ليس علم ولا موسوعة فكر، إنما شخص حي، هو الذي يعلن ذاته ويُعَرِف نفسه، لأنه وحده من يعرف ذاته، ولكنك تسأل اين الطريق، وانا أدلك: أطلب الله بكل أمانة وإخلاص، أطلبه ولا تكف عن طلبه لأنه وحده من سيظهر لك ذاته، وحينما يظهر ذاته ستعرف في اي طريق تسير، ولن يزحزحك عنه إنسان ما قط، مهما ما بلغ من قوة فكر ومنطق وعلم، لأنك رأيت الله ولمسته من جهة كلمة الحياة، لأنك عاينت ورأيت إله حي لمس قلبك وأعطاك قوة وحياة، وضمنت أن تحيا للأبد معه، ففرحت وابتهجت ولم تخف من الموت لأن لك حياة باسم الله الحي، وقوتها الشركة معه في النور في سر التقوى ...

فاسعي بكل أمانة قلب نحو الله الحي، وأطلب أن يعلن له ذاتك، ومكتوب: [ ليكن كل إنسان كاذب والله وحده الصادق ]. وتأكد يا صديقي الحلو، أن الإنسان دائماً ما يكون متحيز لدينه أو فكره، لذلك سيستغل كل الطرق من أجل أقناعك أن تتجه نحو فكره وطائفته، هذا إن كان لم يعرف سوى إله الفكر والمعلومة، وهذا يعتبر صنم وعبادة وثن، لأن في هذه الحالة عرفت إله قواميس وكتب صامته لا تتحول لشركة وحياة على مستوى شخصي، لأن قناعة الفكر وحدها لا تُنشأ شركة مع شخص أتحدث إليه وهو يتحدث معي، يلمسني من الدخل ويفكني من رباطات الموت ويحل مشكلة حياتي في ضيقي الداخلي ويهبني قوة وفرح وسلام,,, فأنا أبحث عن الله وليس عن الناس وأفكارهم واعتقاداتهم لأنها لن تنتهي وفيها ندخل في دوامة فكر نحتار كلنا ماذا نصدق ولمن نستجيب، لأنه لم ولن يوجد إنسان مهما على شأنه أو ضعف سينفعنا بشيء على الإطلاق، غير الله الحي والمُحيي !!!

في الختام وباختصر لكل ما قلته لك:
الله - يا أروع أخ حلو - ليس موضوع علمي أو فكري نبحث فيه ومن هو أكثر حجة أو برهان نسير وراءه، بل الله شخص حي شاهد لنفسه في القلب من الداخل، يُشفي الأعماق ويحرر الإنسان فعلاً من كل قيد أو فكر باطل، ويهب قوة حياة الشركة معه ليفرح قلب الإنسان فعلياً وليس عقلياً، هو قوة حياة تسري فينا فيصير لنا قوة ونؤمن به إيمان يقيني لا يحتاج لبرهان أو قناعة إنسان، فهل رايت أحد ممكن أن يقنعك أن لا يوجد شيء اسمه شمس، أم يوجد إنسان على وجه الأرض يسأل هل يوجد نور في النهار، إلا لو كان كفيف لا يرى نور الشمس !!!
وبإشراق نور الله على قلبنا وظهور مجده في داخل القلب، سنحبه من كل القلب والفكر والقدرة ونحيا حياة تتسم بالحرية لأن في الحب حرية ولا يقع الإنسان فيه تحت مزلة العبودية
، لأن الله يهبنا قوة حياة بنوره الخاص لنصير أبناء نحبه مثل حب الابن لأبيه الذي يرعاه ويهبه كل مجد وفرح لا يزول !!!

وهبك الله قوة داخلية بنعمته مع انفتاح البصيرة بالروح حتى تري مجده بغنى نعمته ، أقبل مني كل تقدير ، النعمة معك


التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 03-17-2012 الساعة 04:25 PM