[بنت السريان]

هبني وقتاً

بنت السريان

تعـــال نعصر الأفكــــار ونشربْْ
من رحيق التأمُّلِ وذُقِ العجــبْ
واهبـط مـن أعلى قمة كبريائـك
لتعـرفَ سرَّ الحياة وتنالَ الأربْ
لمَ تتخبطُ في دوامةالشكّ مترنّحا
تتجشّمُ ألأهـــوالَ وتتحمّلُ التعبْ
فكـــمْ مـــنْ عابـــد قــــد تصوف
زهُدعن الدنيايرومُ مجــدِاًأرحبْ
أرِحْ فــــؤادَك مــنْ هــــمٍّ أثقلـــهُ
وأزح عنـــه الكُـــــرْه َوالغضبْ
لا تلبثْ في ضلال الإفك قابعـــاً
فالموتُ مــن ظلّــك صارأقـربْ
كـنِ المحبّة وادخلْ في محرابهـا
واعتمدها,ترىبأم عينك العجبْ

شراع قاربي يلـوح من بعيـــــد
يصارع الموج أرقبه عن كثبْ
سياْتـــي الربّـــان و يحملنــــي
إلـى عالمــــه الواسع الرحـــبْ
وهنـــــاك فـــي خــــدوره أسكنُ
بمنزلٍ قـــد أُعـــدَّمــن قبل الربّْ
تنساب منه المحبةويشاع حولنا
حديـــــث حـــبٍّ بالـــدم مُحتجِبْ
وملائكة يعزف ألحانا شجيّــــةً
تعبّــقُّ الكون بأريج بخورٍعذبْ
ونشيــــــــديطـــــــرقُ مسامعَنا
كبلسم يشفي كــلَّ قلــب مُعذّبْ
أفــــقْ أيُّهــــا النائـــــــم المعنّى
واعزفْ على القيثارواشدُ للربْ

مملكتُــــه ليست مــــن هـــاهنا
أزليّـــــــةٌشمسُها لــــــمْ تغــــبْ
أسوارها عالية وأركانها ثابتـــة
ومعدنهــــا مــــن خالص الذهبْ
تتربّــع كبــــــد السماءمدينــــةٌ
نورأسرجتهـامضاءٌ مــن حقبْ
تتغنـى الملائكـــة فيهــا وتشدو
بأهازيــــج مـــن الشعر والأدبْ
ومجامــــر لا تطفــأُ جذوتُهـــــا
وتسابيــح فـــي مديـــح الـــربْ
لا تغضّ السمع عمّا أكلمك بـــه
وهبني وقتاًيطفح سمعك بالعجبْ

جنّتــــي أنفــــــــاس حرّاسهــــــا
مـــن كــل العطــورألـــذّ وأعـــذبْ
بهــاء جمالهــا يفـــــوق الوصفَ
تبتهـجُ بـــه العيـنُ ويَُسرُّ القلـــبْ
قيثارات جلآسها تعـزف انغامــــاً
تشفي جراحاًأدمتها ِسنينٌ وحقبْ
كلّمــــااجتــازت قواربنا مسرعـة
وريـــحُ الشمال بصخــبٍ يهـــبّْ
يُسرِع لنجدتنا في التوِّ ويحمينــــا
ويسقي نفوسنابالصبرأبونا المحِبّْ
عـــــدْ لرشدِك اْيّهـــــا المتهـــاون
واحتمي بيسوعَ ,ترتاحَُ مـن التعبْ

مدينته صداهارنّ في شعاب الأرض
وقبّتُهـا طاهرةٌ رفـــلتْ فوق القِببْ
سقتْ النفوسَ مــن مــاء ِينبوعهــا
وخمرُهــــا ريّــانٌ مـــن دم العــنبْ
طوبى لمن يحضىبسكنى منازلهــا
فنـَولُ الحــبِّ فيها يعمــلُ فــي دأبْ
يحــــاورُويحاجــجُ وبوَهـــج سناه
يجلي القلوب ويمتصَّ حدّةَ الغضَبْ
وينفثـه نوراً فــي دياجيــر الظــلام
فيهدي مـن ضلَّ إلى ساحه الرحبْ
يدعوه لوليمة عرس ملك الملــوك
ويلبسه الحلّـة ,فيجلس بوقار وأدبْ
وأنــت مِــنْ بين المدعويين إليهـــا
يامن تهـت بين أكفان مملكةالحـربْ
هيّــاأدخـــل معه الوليمـــة وعجّـــل
واغتنمِ الوقتَ وتبْ واعترفْ بالربْ

بنت السريان