حياة التأمل كادت أن تُفقد في القرن العشرين ، فقرأة الكتاب المقدس والصلوات تؤدي بدون تأمل - وهذا كله جعل حياتنا تتصف بالسطحية .
لذلك لا نعجب أن نجد إنساناً من صفوف العابدين يسلك سلوكأ عالمياً .
وفقدان التأمل اليوم يصور حال الكنيسة بالبذار الذي يقع علي الأرض المحجرة ، الذي سرعان مانبت ، وما أن أشرقت الشمس حتي يجف من أصوله ، كالذين يقبلون الكلمة بفرح وحالا ماتجف في حياتهم .
إذا حياة التأمل ضرورة ملحة للمؤمنين ، عليه أن يتدرب عليها فيخصص وقتاً هادئاً للتأمل في كلمه الله ، ويستخدمها وينفذها في حياته " وفي ناموسه يلهج ( يهز ) نهارأ وليلأ " مز 1 .
بل إن كلمة الله ينبغى أن تكون طعام المؤمن يجتر فيها "خد السفر وكله فسيجعل جوفك مرا ولكنه فى فمك يكون حلوآ كالعسل ، عندئذ تتحول كلمه الله إلي روح وحياة .
وحياة التأمل تحتاج إلي فتره هدوء ، لأن روح الله ساكن داخلنا ، وبقدر ماتهدئ نفوسنا بقدر مانسمع صوت الله قارعاً علي قلوبنا ... إن ضجيج العالم ومشاغله أكبر عقبة في أكتشاف هذا الكنز المخفي داخل قلوبنا . حدد لنفسك وقتاً تجلس مع نفسك ، ومع الإنجيل .. ليس لتدرسه بعقلك ولكن ليعلمك روح الله مافي الانجيل . درب نفسك علي محبة الجلوس مع الله أكثر من الناس .. الناس بأحاديثهم ومجلاتهم وكتبهم وفلسفاتهم ووسائل أعلامهم . تأكد تماماً أن عدو الخير يسمح لنا بسماع العظات الكثيرة ولكن لا يسمح لنا بالجلوس مع نفوسنا ومع الله .
في أي شئ اتأمل ؟
1- في خطاياي . في فلتات اللسان والثعالب الصغيره الساكنة في قلبي .
2- في محبة الله ( الإبن الضال ).. في كثرة إحساناته ، في رحمة الله بالبشرية -في التجسد-في الفداء- في الصليب .
3- إلي أي حد أنفذ وصايا يسوع كاعلان عن محبتي له .
4- إلي أي حد أنا اختبر حياة الموت مع المسيح ؟ إلي أي حد أنا اختبر حياة القيامة مع المسيح ؟
5- في أي درجة من درجات التوبة انا أعيش ؟
6- ما مدي اشتياقي للسماء و الخلود مع المسيح ؟
7- ماهي درجة أحساسي بالغربه في العالم ؟
8- هل أعيش نقاوة القلب لأعاين الله ؟
9- اختر لنفسك آيه يومية وحاسب نفسك علي مدي تطبيقها .
+ إن أكبر عقبة في حياة التأمل اليوم هي عدم تقديرنا :
1- للزمن الذي نصرفه بلاحساب فيما لا ينفعنا .
2- في قيمة نفوسنا التي مات المسيح من اجلها وأعدلها حياة أبديه .. ونفس الآية القائلة " ماذا ينتفع الانسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه " .
من كتابات القمص بيشوي كامل