عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
بنت السريان
ارثوذكسي مكافح
بنت السريان غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 80547
تاريخ التسجيل : Oct 2009
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 118
عدد النقاط : 33
قوة التقييم : بنت السريان is on a distinguished road
افتراضي قتلتها أيها القاضي بقلم بنت السريان

كُتب : [ 05-09-2011 - 11:14 PM ]


قتلتُها أيها القاضي

إعتراف بالقتل جريء
هكذا صرَّح المدّعي العام, والمشتكي يستشيط غضبا ويعضُّ على شفته ملوِّحا إليّ بكلتا يديه لدى سماعه اعترافي
نعم قتلتها أيها القاضي
ولست مذنباً
أرجو إخلاء سبيلي
أنا بريء
ولست بحاجة إلى محام يدافع عني
إنّي أتولى الدفاع عن نفسي بنفسي

أعتراف أذهل الجميع وأسكتهم ,صمتوا وكأن على رؤوسهم الطير ,إلآ القاضي كان هاديء البال وكأنّه يقرأ أفكاري قال :
لبتفضّل محامي الدفاع بتنوير المحكمة ,
قلت ُ:
أخرجوني من قفص الأتهام فأنا الآن المحامي
ومن منصة المحاماة شرعت بالقول :
إسمعوني أيها السادة الكرام, فالقاضي على علم بما حدث لي بالتمام
لقد قادتني المعنية إلى رياضها
- تلك التي أكره لفظ إسمها على لساني -
شنّفت مسمعي بحلو حديثها, لعبت بأحاسيسي,
أحببتها وتلذذت بأطيابها ,أصبحت كلّي طوع أمرها .
أشاعت في قلبي وهج الحب الأعمى, أنظم فيها قصائدي وأنشد أحلى الألحان
لم أعد أرى غيرها ,أصبحتْ شغلي الشاغل , أتوق إليها كالأرض العطشى لمياه مزنة مطر ربيعية.
أنقاد ٌلها وأذهب في إثرها, خمائل روحي تصبُّ سكرى في دوحتها ,أشرب كؤوس رغباتها, تسير بمحاذاتي لم أغب قط عن ناظريها , متمكنة منّي ,على حدِّ قولها,حتّى جاء يوم, فيه سمعتُ قهقهاتها ,وهي تتبارى أمام صديقاتها - على أنني خاتم في أصبع يدها -
ضجّت الروح منّي بشهقات توالت إثرالشهقات ,أخذتُ ألملم بقايا أفكاري, كمن يلملم سقط السنابل بعد الحصاد. مرهق ,مختل التوازن ,علت على سطح ذكرياتي ,صرخات تمرد تثأر لكرامتي ,أيقطتني من بعد سبات, كسرتْ جدران صمتٍ طال سنوات.
وهكذا أصبحتُ أرقبها, دون أن تدري, كي أحسن قطع أسلاك الشِباك,وأعلم من أين تؤكل الكتف, وأحسن الأصطياد.
وبلا مداد ,كتبتُ قصيدة الحرية والانتصار ,وبعثرتها في الهواء ,عبّقتْ بأريجها الفضاء, رفعتُها لرب السماء, لقد كنت بحاجة لغسل نفسي ,فشرعت بالبكاء .
آليت على نفسي أن أعدمها بيدي, أعدم تلك التي إحببتها سنين طوال,وعمدت إلى قتلها مع الترصد وسبق الإصرار ,وجابهتها وجها لوجه, وضعت لها حداً لن تتعداه , وقتلتُها , قتلتُها سيدي القاضي.
قتلتُها بطعنة نجلاء , طعنة أحدّ من السيف , وأقوى من صخر دالصولجان ,وأعدمتها بخشبة , خشبة الصليب تلك التي سمّر عليه رب الأكوان, إنطفأت جدوتها , وسمعت صرختها ,إبتهج قلبي يطفح فرحا بمقتلها ,بمقتل عدو الإنسان
قتلتُها بقوة الكلمة الحية , و صرعتها بقوة الإيمان شقّت عنان الفضاء صرختها, وأعلنت هزيمتها مولولة ,
هزمتني يا ابن آدم بقوّة دم الفداء , ولك ايها القاضي العادل ان تعلن الآن حكم القضاء ,
نهض الجميع لسماع الحكم
قال القاضي:
قتل متعمد مع سابق الترصد والإصرار
الدفاع عن النفس وارد والذي يسكت عن حقه به يستهان,والمتهم بريء يطلق سراحهفي الحال و الآنْ.
عزيزي القاريء
ولكي لا تتسرع بحكمك على القاضي وتخطأ ,
بل لتكن في أمان
علي أن أشكرك لطول أنّاتك
وأعلمك بأن خطيئتي التي أحببتها سنينا طوال هي التي أعدمتها بقناعة ورضى وإيمان , تلك التي كادت تقودني لنار جهنّم ,لولا أنَّ رحمة ربي أدركتني , وأيقضت ضميري, فقتلتها عن عمد والقاضي لم يدّني , لا تكن لي ديان, له كل المجد إنه صاحب القوة والسلطان

بنت السريان



رد مع إقتباس
Sponsored Links