عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 7 )
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58

aymonded غير متواجد حالياً

افتراضي رد: ليه الموت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

كُتب : [ 03-28-2009 - 10:13 PM ]


في البداية الله خلق الإنسان على صورته كشبهه ، وأعطاه نسمة الحياة من روحه القدوس فصار يحيا في الخلود وعدم الفساد والموت ، وبحسد أبليس دخل الموت إل العالم حين أطاع آدم مشورة الشرير ونفض عنه وصية الله ، ولأن أجرة الخطية أو طبيعتها موت : أي أنفصال الإنسان عن أصل الحياة أي الله ؛ فقد تشوهت صورة الله في الإنسان ، وفسد الإنسان وسقطت معه الخليقة كلها ، فدخل الموت إلى العالم وتبعه الفساد ، أي عدم القدرة على إنشاء علاقة حياة مع الله ، فلم يعد الإنسان بقادر أن يحيا الخلود لأن الظلمة تسربت إلى كيانه وحياة الفساد ، فحكم الموت دخل وتسرب للعالم كله من الخطية والفساد !!! وعاش الجسد في الموت وعدم القدرة على الخلود ،إذ تشوهت صورة النفس وعمل الله كاد أن يزول من الإنسان ( كما قال القديس أثناسيوس الرسولي )

فالموت لم يكن أصلاً له وجود أو كيان قائم ، بل هو حالة من الفساد ، وقد أنحل الجسد وصار له الموت ، فالموت الذي نراه اليوم هو نتاج ضعف الجسد الترابي الذي في وقت ضعفه ينهار ويقترب من الموت ، وكثيرين يموتون نتاج ضعف الجسد الفاني الذي ياكل ويشرب ويموت !!!

والنفس الإنسانية هي الأصل أو جوهر الوجود الإنساني ، والجسد هو صورتها الخارجية المنظورة ، ورب المجد يسوع أتى في ملئ الزمان ليجدد النفس ويردها إلى صورته السماوية ، أي أن الرب يسوع أتى ليجعل الإنسان خليقة جديدة (( إذاً إن كان أحد في المسيح فهو خليقة جديدة الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً (2كو 5 : 17) )) ، وسيكتمل في يوم القيامة أي يوم مجيئة الثاني ، لنلبس عدم الفساد وحياة الآبد ، على شبه صورة جسد قيامته ...

وقد أعلن لنا مراحل التجديد الذي نعيشه على الأرض هنا ، مؤكداً أولوية النفس بالميلاد الجديد كخليقة جديدة فيه ، أي في مياة المعمودية التي يغتسل فيها الجسد أيضاً من لعنة الموت منتظراً قيامته لمجد ابن الله حسب التدبير .

وقد أعطانا أيضاً سكنى الروح القدس في النفس والجسد معطياً للنفس الدور الأول ومقدساً الجسد في مسحة الميرون التي لا تفنى رغم أنحلال الجسد ، ولذلك نحن نكرم أجساد الشهداء والقديسين الذين أعلنوا لنا الرب يسوع بالتعليم والشهادة ، والسلوك الصالح المقدس بعمل النعمة في قلوبهم ، وهم بذلك آنية حية للرب وهيكل الروح القدس الذي لا يفارق الإنسان حتى ما يبقى عظام أو رماد . بل لأن الكل يُختم بالروح القدس ، وبشكل الرب يسوع المجيد ، يبقى الكل مثل بذرة تنتظر يوم مجد الرب يسوع الذي سوف يُغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده ، لأنه استطاع أن يُخضع له كل الأشياء (( فيلبي 3 : 21 ) .

فالجسد الذي يحيا الآن بالأكل من ثمار الأرض ، هو هو من يأكل خبز الحياة الأبدية اي جسد الرب ودمه ، فهو يأخذ العربون ، أي عربون القيامة حسب مواعيد الله : الذي ختمنا ايضا و اعطى عربون الروح في قلوبنا (2كو 1 : 22) - و لكن الذي صنعنا لهذا عينه هو الله الذي اعطانا ايضا عربون الروح (2كو 5 : 5) - الذي هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى لمدح مجده (اف 1 : 14)

هنا على الأرض نحن نحيا حياة في موت الجسد ، لأن النظام الكوني لم يتجدد بعد ، ولا زلنا نئن في أنفسنا على رجاء استعلان " حرية مجد أولاد الله " ، لذلك لا ينبغي أن نفشل في انتظار قيامة الأموات ، (( وننتظر قيامة الأموات وحياة الدهر الآتي آمين )) ( قانون الأيمان )

فلننتظر الرب بصبر في العمل الصالح الممنوح لنا بنعمة الله ، إلى أن يأتي الرب والمخلَّص ويجدد النظام الكوني :
" و لكننا بحسب وعده ننتظر سماوات جديدة و أرضاً جديدة يسكن فيها البر " (2بط 3 : 13)
" من يغلب فساجعله عموداً في هيكل إلهي و لا يعود يخرج الى خارج و أكتب عليه أسم إلهي و أسم مدينة إلهي أورشليم الجديدة النازلة من السماء من عند إلهي و أسمي الجديد " (رؤ 3 : 12)
" ثم رأيت سماءً جديدة و أرضاً جديدة لأن السماء الأولى و الأرض الأولى مضتا و البحر لا يوجد فيما بعد " (رؤ 21 : 1)


التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 03-28-2009 الساعة 11:13 PM