عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
الملك الألفى (6) - مصادر شرح الفكرة قبل مدرسة الأسكندرية

كُتب : [ 05-16-2008 - 08:50 AM ]


والشئ المدهش حقاً أنه حتى بعض الآباء الأوثوذوكسيين المشهورين قبلوا هذه التعاليم المادية بدون فحص, وفى مقدمتهم بابياس[ 60- 130م] أسقف هيرابوليس بآسيا الصغرى, الذى زاد من وزنها المادى بصورة تكشف عن خطورة المجاراة للتقاليد اليهودية. فقد قال:{ ستأتى أيام فيها تنمو كروم العنب, وكل كرم يحمل عشرة آلاف فرع, وكل فرع يحمل عشرة آلاف غصن, وكل غصن يحوى عشرة آلاف عنقود, وكل عنقود يحمل عشرة آلاف حبة عنب, وكل حبة عنب حينما تعصر تملأ خمسة وعشرون مكيالاً من الخمر}.

وطبعاً مثل هذا التهويل فى التخريج الذى توصَّل إليه بابياس لم يكن إلا صدىً للتعاليم اليهودية المزيفة التى إستلمتها الكنيسة الأولى من كتب الأبوكريفا.

ولكن الخطورة التى نشأت من بساطة بابياس فى تقبُّل مثل هذه التعاليم المزيفة بهذه السهولة أوقعت الكثيرين من بعده فى نفس المحظور, لأن بابياس كان أول حجة وأول مرجع رجع إليه الآباء الذين أتوا من بعده فى هذه المشكلة وأخذوا عنه هذا التعليم بشئ من التحفظ. كما يقرر المؤرخ الأسقف " يوسابيوس القيصرى" أبو التاريخ الكنسى الذى عاب على بابياس بساطته وقصوره الفكرى فى الكتاب الثالث [ فصل 39], بقوله:
{ ويبدو أنه كان محدود الإدراك جداً كما يتبين من أبحاثه, ومن ضمن أقواله أنه ستكون فترة ألف سنة بعد قيامة الأموات, وأن ملكوت المسيح سوف يؤسس على نفس هذه الأرض بكيفية مادية. وأظن أن بابياس وصل إلى هذه الآراء بسبب قصور فهمه للكتابات الرسولية, غير مدرك أن أقوالهم كانت مجازية روحية. وإليه يرجع السبب فى أن كثيرين من آباء الكنيسة من بعده إعتنقوا نفس الآراء مستندين فى ذلك على أقدمية الزمن الذى عاش فيه, مثل " إيرينئوس" وغيره ممن نادوا بمثل آرائه التى هى محض إفتراء }.

وللأسف أن يوستينوس الشهيد [ 100- 165 ] فى كتابه الحوار مع أحد فلاسفة اليهود المدعو " تريفو" عدل ماتقبله عن بابياس فى هذا الإتجاه ليتناسب مع روحانياته, فقال:
{ إن الرب يسوع سيعود إلى أورشليم ويعيش مع تلاميذه " يأكل ويشرب", وأن المسيحيين سيجتمعون هناك ويعيشون مع المسيح والأنبياء والبطاركة فى سعادة كاملة ألف سنة}.
ولكنه يعود ويقرر بنفسه أن هذا التعليم لايُعتبر جزءاً جوهرياً من الإيمان المسيحى, ويعترف أن كثيرين من المسيحيين المعتبرين لايأخذون بهذا التعليم ولايقرونه.

ويأتى إيرينيئوس [ 130- 200] وينادى بنفس التعليم مستشهداً بأقوال بابياس وبنفس تصوراته. وهو الذى ربط الملك الألفى بفكرة السبعة آلاف السنة عمر العالم , حيث جعل الألف السابعة والأخيرة للعالم هى ملكوت المسيح الأرضي مع الأبرار.
وتبعه فى هذا الربط بين الفكرتين كل من " كوموديانوس" فى منتصف القرن الثالث الميلادى , وتبعه " فيكتورينوس" فى أواخر القرن الثالث الذى كتب أقدم تفسير لسفر الرؤيا, ومعاصره " لاكتنانيوس" وهؤلاء جميعاً كانوا يقولون بأن الملك الألفى يبدأ بعد مجئ السيد المسيح, أى أنهم كانوا جميعاً من" سابقى الألف السنة".

ومن الآباء المعروفين أيضاً الذين قبلوا التفسير الحرفى للملك الألفى ميلتو أسقف ساردس[ تنيح نحو 190م], وهيبوليتس الرمانى [ أبوليدوس 170- 236م].
وأول من إنتبه إلى هذه التعاليم ومنافاتها لروحانية الإيمان المسيحى وحقيقة الملكوت الإلهى والحياة الأبدية هم علماء مدرسة الإسكندرية ( كما سنرى في الجزء القادم )



رد مع إقتباس
Sponsored Links