عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
3- التدبير الداخلي - الصلاة وغلق الباب (1) - تابع التدبير الروحي

كُتب : [ 04-15-2008 - 02:06 PM ]


التدبير الداخلي
الصلاة (1)


" وأما أنت فمتى صليت فادخل إلى مخدعك وأغلق بابك وصلَّ إلى أبيك الذي في الخفاء " ( مت6: 6 )
معنى غلق الباب :
حينما يطلب الله أن نغلق الباب قبل أن نصلي ، فهو ينبهنا لكي نقطع بين العمل خارج المخدع وبين العمل داخل المخدع ، وذلك يتم من جهة القلب ، ثم من جهة الحواس ، ثم من جهة الناس .

+ أما من جهة القلب : فينبغي أن يطرح الإنسان كافة مسئولياته وهمومه وأتعابه وقلقه ومخاوفه بمجرد مثوله أمام الله ، حتى يتسنى له أن يدخل في السلام الكامل الذي يفوق العقل .

وهنا غلق الباب يعني تحصين القلب في الفاصل الروحي بين العالم الجسداني وبين العالم الروحي ، الذي هو بمثابة الموت ، أي يعتبر الإنسان نفسه حينما يغلق الباب خلفه أنه بمثابة مَنْ مات عن العالم الجسداني وهو الآن أمام الله يعطي حساب وكالته ويطلب مراحمه .

+ أما من جهة الحواس : فالإنسان في العادة محمَّل بأفكار منطبعة في العقل ، ومناظر عالقة في التصور ، وكلمات محفوظة في الذهن ، وخبرات حسية أخرى متغلغلة في باقي الحواس ، هذه تحتوي ضمن ما تحوي عينات خسيسة يكون قد مال إليها الضمير فاحتجزتها الحواس وتمسَّك بها العقل يرددها بهواه ، وأحياناً خلسة من وراء الإرادة ، وأحياناً بالقوة في غير ما مناسبة رغماً عن الإرادة والضمير ، فتشكل حينئذ صراعاً مريراً داخل الإنسان . هذه من المفيد جداًَ حينما ندخل المخدع أن نسبق ونطرحها من الضمير ونجحدها بشجاعة ، ونقدَّم عليها اعتذار أمام الله مع ندم وتوبة بتصميم وعزم جاعلينها كلها في موضع البغضة والكراهية .

غلق باب المخدع يعني وضع المسيح المصلوب بين الروح وبين الحواس الجسدية حتى تموت الأعضاء التي على الأرض : " ... أنتم الذين أمام عيونكم قد رُسم يسوع المسيح بينكم مصلوباً " ( غل3: 1 ) ، " فأميتوا أعضاءكم التي على الأرض ... " ( كو3: 5 )

أما إذا لم نجحد هذه الخبرات والمناظر والسماعات ونعترف بها مُقرين بذنبها وببُغضها في كل مرة ندخل فيها مخادعنا ، فستكون كفيلة ليس فقط بأن تحرمنا من قوة الصلاة والمثول أمام الله بل وأن تجعل المخدع مكاناً نجساً أيضاً .

+++ أما من جهة الناس : فالإنسان يوجد دائماً أبداً مربوطاً بالآخرين ؛ فأنت قد تجد نفسك :
+ إما مشغولاً بحب الآخرين حباً عاطفياً يجذبك إليهم جسدياً وقلبياً فيحرمك من استقلالك الذاتي وحريتك الداخلية ، التي هي أساس العبادة وحب الله والنمو الروحي .

+ أو قد تجد نفسك مهموماً بأحوالهم وظروفهم وأمراضهم ومستقبلهم إلى الدرجة التي تفقد فيها كل اهتمام بروحك وخلاصك .

+ أو قد تجد نفسك منفعلاً بعداواتهم وبغضهم وكرههم وانتقادهم والحقد عليهم ، إلى الدرجة التي فيها تملأ المرارة كل نفسك ولا تتفرغ من التصورات الشريرة وتدبير الانتقام .

+ أو قد تجد نفسك منجذباً نحو الآخرين فوق إرادتك ، تخرج كل يوم تجوب الطرقات والبيوت بلا ملل لإظهار قدراتك وروحياتك وفنونك حتى يشترك معك المعجبون بك في عبادة ذاتك .

وهنا غلق باب المخدع يفيد في قطع كل صلة ميتة تربطك بأي إنسان يتسبب لك منها هلاك نفسك : " ... ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه " (مت16: 26 )

وليس معنى هذا أن نقطع صِلاتنا بمَنْ هم في حاجة إلينا أو بمَنْ نحن في حاجة إليهم ونعتزل الناس ، بل أن نصفي علائقنا مع الجميع حتى تصير وفق التدبير الروحي ، فنكفَُ عن الاستغراق بالعواطف في هموم الناس الأمر الذي لا يفيد الإنسان شيئاً ، ونضع حداً لأحقادنا ؛ ونموت عن شهوة تمجيد الناس لنا .


القمص متى المسكين – في التدبير الروحي
مقالات تصلح للخدام والشباب
المقالة الرابعة
ص 9 و 10



رد مع إقتباس
Sponsored Links