عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية اشرف وليم
اشرف وليم
ارثوذكسي ذهبي
اشرف وليم غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 104304
تاريخ التسجيل : Apr 2010
مكان الإقامة : الاسكندرية
عدد المشاركات : 7,428
عدد النقاط : 23
قوة التقييم : اشرف وليم is on a distinguished road
( كلمة منفعة ) طبيعتك

كُتب : [ 02-16-2012 - 07:08 PM ]


كتاب كلمة منفعة
البابا شنوده الثالث


كلمة منفعة طبيعتك 11837912662492852311
( 197 )
طبيعتك
******

لا تقل إذا أخطأت:
ماذا أفعل، طبيعتي شريرة!
فطبيعتك ليست شريرة.
إنما الشر دخيل عليها.
لقد خلق الله الإنسان طاهراً بسيطاً
حتى أن آدم وحواء كانا عريانين في الجنة
وهما لا يعرفان
(تك 2)
ثم سقط آدم وحواء بغواية الحية
وليس بفساد الطبيعة.
وعرف الإنسان الشر.
وبقى الشر دخيلاً عليه
لأنه لم يكن من طبيعته الأصلية.
ثم قدس المسيح طبيعتنا
حينما اتحد بها في بطن العذراء.
وتجددت هذه الطبيعة في المعمودية باستحقاقات الدم الكريم.
وصرنا أعضاء في جسد المسيح
أي الكنيسة.
وصرنا مسكناً للروح القدس بسر المسحة المقدسة.
ونلنا مواهب العهد الجديد التي لم تكن من قبل.
وبقى الشر دخيلاً علينا.
حقا
ما أجمل قول الأب الكاهن في القداس الغريغورى:
(و باركت طبيعتى فيك)
إذن صارت طبيعة مباركة.
حقا
إنها ما زالت طبيعة قابلة للميل
بحكم حرية الإرادة ولكن هذا الميل ليس فرضاً عليها
وليس السقوط جزءاً من طبعه.
ويمكن توجيه الإرادة إلى الخير.
وبهذه الطبيعة البشرية
استطاع آباؤنا القديسون أن يصلوا إلى درجات عُليا في محبة الله
بنفس طبيعتنا..
ويمكن في ذلك قراءة سير الآباء الرهبان والمتوحدين
وسير الآباء السواح
وسير الشهداء والمعترفين وأبطال الإيمان
وقصص الأبرار في كل جيل
بتوليين ومتزوجين.
حتى الذين انحرفوا وسقطوا
ساعدتهم نفس الطبيعة على التوبة
والنمو إلى درجات عالية في حياة القداسة.
هؤلاء التائبون نفضوا الشر الذي كان دخيلاً على طبيعتهم
وعادوا إلى النقاوة التي خلقهم الله بها منذ البدء
بل عادوا إلى القداسة التي يريدها الرب لهم.
إن الخطية قد تفسد طبيعتك.
وتوالى السقوط قد يجعل الخطيئة طبعاً لك، وليس طبيعة.
ولكن يبقى كل هذا دخيلاً على الصورة التي خلقك الله بها وأعادك إليها
إرجع إلى هذه الصورة المقدسة
فهي طبيعتك الأصلية.



رد مع إقتباس
Sponsored Links