عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية SEMSEM
SEMSEM
ارثوذكسي متقدم
SEMSEM غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 1653
تاريخ التسجيل : Aug 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 272
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : SEMSEM is on a distinguished road
الكتاب المقدس فريد فى بقائه

كُتب : [ 08-30-2007 - 04:15 PM ]


- فريد في بقائه:
1 - بقي خلال الزمن. لقد كُتب على مواد قابلة للفناء ـ طالع بداية الفصل القادم ـ ? وكان يجب أن يُنقل بخط اليد على مدى المئات من السنين قبل اختراع المطابع? ولكن هذا لم ينقص من أسلوبه أو صحته أو بقائه. وتوجد اليوم مخطوطات قديمة من الكتاب المقدس تزيد عن المخطوطات الموجودة لعشرة كتب من الروائع القديمة مجتمعة معاً ـ . وقال أحد الكتَّاب: هناك ثمانية آلاف مخطوطة للفولجاتا اللاتينية? وعلى الأقل ألف مخطوطة من ترجمات أخرى. وهناك أربعة آلاف مخطوطة باليونانية و 13 ألف مخطوطة لأجزاء من العهد الجديد. فضلاً عن أجزاء بكاملها من العهد الجديد يمكن تجميعها من الاقتباسات المأخوذة عن كتابات المسيحيين الأولين ـ 7 ـ . ولو أننا نظرنا باستخفاف إلى هذا السيل من المخطوطات القديمة لتركنا الكتابات الكلاسيكية القديمة كلها تضيع هباء.
قال أحد الدارسين: حافظ اليهود على مخطوطات الكتاب كما لم يحدث مع أي مخطوطة أخرى. لقد حافظوا على شكل وعدد كل حرف ومقطع وكلمة وفقرة. وكانت عندهم طبقة خاصة من الناس متخصّصون في نسخ هذه المخطوطات بكل أمانة ودقة? هم جماعة الكتبة . فأي شخص أحصى حروف ومقاطع وكلمات كتابات أفلاطون أو أرسطو أو شيشرون أو سنيكا?. أما في العهد الجديد فعندنا 13 ألف مخطوطة كاملة أو ناقصة? باليونانية وبلغات أخرى. ولم يحدث لأي عمل قديم أن لقي هذا الاهتمام أو الحفظ .
2 - لقد بقي خلال الإضطهادات العنيفة? إذ لم يلق كتاب آخر مثلما لقيه الكتاب المقدس من إضطهاد. حاول كثيرون أن يحرقوه ويمنعوه منذ أيام أباطرة الرومان حتى الحكم الشيوعي في العصر الحاضر. وقال الملحد الفرنسي المشهور فولتير ـ توفي عام 1778 ـ إنه بعد مائة سنة من وقته ستكون المسيحية قد أمّحت وصارت تاريخاً. ولكن ماذا حدث? لقد صار فولتير في ذمة التاريخ وزاد توزيع الكتاب المقدس في كل جزء من العالم? يحمل البركة أينما وجد. فمثلاً بنيت الكاتدرائية الإنكليزية في زنزبار على موقع سوق العبيد القديم. ووضعت مائدة العشاء الرباني فوق البقعة التي كان العبيد يجلدون فيها. وهناك الكثير من هذه الحالة. إن وضع أكتافنا في عجلة لنمنع دوران الشمس أسهل من أن نوقف توزيع الكتاب المقدس. ولم تمضِ خمسون سنة على وفاة فولتير حتى استعملت جمعية جنيف للكتاب المقدس مطبعته ومنزله لنشر الكتاب المقدس! ـ 1 ـ .
في عام 303 م أصدر دقلديانوس أمراً بالقضاء على المسيحية وكتابها المقدس? بإحراق الكنائس? والكتب المقدسة? وحرمان كل مسيحي من الحقوق المدنية. ولكن الامبراطور الذي خلفه على العرش كان قسطنطين الذي أوصى يوسابيوس بنسخ خمسين نسخة من الكتاب المقدس على نفقة الحكومة.
إن الكتاب فريد في بقائه? لا يسنده في هذا البقاء إلا ما جاء فيه والإعلان الذي جاء به? لأنه من عند الله. وهذا يعني أنه يقف متفرداً بين كل الكتب? وعلى كل باحث عن الحق أن يدرس هذا الكتاب الفريد الذي يتميز بهذه الصفات.
3 - بقي بالرغم من النقد. حاول الملحدون على مدى ثمانية عشر قرناً أن يلقوا بالكتاب جانباً? لكنه بقي كصخرة صامدة? زاد توزيعه? وزاد حب الناس له? لم يؤثر في نقد النقاد كما لا يؤثر خبط مطرقة صغيرة في بناء الهرم. عندما حاول الملك الفرنسي أن يضطهد المسيحيين في دولته قال له محارب قديم من رجال الدولة: يا سيدي? إن كنيسة اللّه هي السندان الذي أبلى كل المطارق . ولقد حاولت مطارق كثيرة إيذاء الكتاب المقدس? فبليت هي وبقي هو! ولو لم يكن هذا هو كتاب الله لدمّره البشر منذ زمن طويل. لقد حاول ملوك وبابوات? وأباطرة وكهنة? وأمراء وحكام أن يمدوا أيديهم إليه بالأذى? فماتوا هم? وبقي هو حياً لقد أعلن البعض? آلاف المرات? موت الكتاب? ورتبوا جنازته? وجهزوا شاهد قبره? لكن الكتاب ظل حيّاً? ولم يحدث أن كتاباً آخر لقي كل هذه الغربلة والطعنات? فأي كتاب من كتب الفلسفة أو المذكرات لقي ما لقيه الكتاب المقدس من تجريح? على كل آية فيه.. ولكن الكتاب بقي محبوباً من الملايين? يقرأه الملايين ويدرسه الملايين? لأنه يملأ إحتياجات الملايين.




رد مع إقتباس
Sponsored Links