رد: صور متجدده من فصول الحياة
كُتب : [ 10-10-2011
- 09:49 PM
]
"وَادِّينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِالْمَحَبَّةِ الأَخَوِيَّةِ، مُقَدِّمِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فِي الْكَرَامَةِ"
(رسالة بولس الرسول إلى أهل رومية 12: 10)
إنّ أثمن هديّة يمكننا أن نقدّمها للإنسان في حياته هي المساهمة في ترسيخ تقديره لنفسه. وهذه المساهمة لا تكون إلاّ من خلال الحبّ. ولكن من الأهميّة بمكان أن يكون حبّنا سبيلاً إلى تحرير الآخر، لا إلى تكبيله. علينا أن نسمح دائماً لمَن نحبّ أن يكون ذاته. الحبّ يُثبت الآخر في (آخريّته)، ويأبى أن يملك الآخر أو يديره وكأنّه لعبة في يديه. يجدر بنا هنا أن نذكّر بما قاله فريديريك بارلز : (إنّك لم تأتِ إلى العالم لتعيش كما أريدك أن تعيش ولا أنا أتيت لأعيش كما تريدني أنت. فإذا حدث أن تلاقينا وتوافقنا، ففي ذلك جمال عظيم. ولكن إذا لم يحصل ذلك، فلا حول ولا قوّة).
إنّ للحبّ والصداقة علاقة عضويّة بالتحرّر. ومن شأن كلّ منهما أن يكون مصدر قوّة تؤول بالإنسان إلى تحقيق أفضل لما في ذاته بحسب رؤيته هو ومعرفته.
هذا يعني أنّني، عندما أريد لك الأفضل وأحاول أن ألبّي ما فيك من حاجة، لا يسعني إلاّ أن أحترم حرّيّتك في أن تحسّ كما تريد وتفكّر أيضاً كما تشاء. فإذا ما كانت فرادتك تهمّني كما تهمّني فرادتي أنا، وهذا ما يفرضه الحبّ، فعليّ أن أحترمها بوعي ودقّة. وعندما أثبتك في ما تريد فهذه علامة احترام منّي لشخصيّتك وللخصوصيّة التي في سرّ إنسانيّتك.
وعندما أحاول أن أقدّم حبّي لك، عليّ أن أتساءل هل ذلك الحبّ يحرّرك في الحقيقة أم هو محاولة لتكبيلك وإدارة حياتك. ومن المفيد أن أطرح على ذاتي الأسئلة المحدّدة التالية : ما الأهمّ بالنسبة إليّ، أن تكون أنت راضياً عن نفسك أم أن أكون أنا راضياً عنك؟ أن تبلغ الأهداف التي وضعتها لنفسك أم تلك التي أريدك أنا أن تحقّقها في حياتك؟
ملاحظة هذا الموضوع يحتوي مقتطفات من اكتر من مصدرولكن باضافة بعض الايات للفائده الروحية طبعا
|