قسمة ونصيب
سؤال يتردد كثيرا هل فكرة القسمة والنصيب في الزواج سليمة مسيحيا ؟ وأين مشيئة الله في الاختيار ؟
بناء على الفكر الشائع بأن الزواج قسمة ونصيب فأن البعض يظنون بأن كل شخص مكتوب له منذ ولادته الشخص الأخر الذي سوف يرتبط به بالزواج أنها أفكار اجتماعية شائعة حول الارتباط الزواجى لذلك يتخذ الناس من فسخ الخطوبة ثم الارتباط بشخص أخر دليل لتأكيد صحة الفكر السابق (القسمة والنصيب)
القسمة والنصيب رؤية مسيحية
دى بعض الأفكار اللي بتساهم في الرد على تلك الأفكار الشائعة في مجتمعنا
1_ " القسمة والنصيب " هما الشماعة التي يعلق عليها البعض الفشل الزواجى
وبدلا من أن يسعى الزوجان لإنجاح زواجهما بالتكيف والتنازل من خلال المحبة الزوجية فإذا بهم يسلمان أسلحتهما ويعلنان فشل الزواج ويحملان القسمة والنصيب مسئولية عجزهن عن التكيف " فالنصيب " جمعهما وزوجهما ولما اعتل مزاجه جاء اليوم ليفرقهما وهما مسلوبان الإرادة تماما
2_ أن زيجات كثيرة تفشل لا بسبب القسمة والنصيب بل بسبب فقر المحبة وضعف القدرة على التكييف والعناد والتحيز للكرامة الشخصية رغم وجود نقاط التقاء كثيرة بسببها تم الاختيار والقبول وبسببها عاش الزوجين فترة من الزمان سعيدين ولكنهما لم يسعيا إلى تنمية سعادتهم واخذ كل منهم يقول " لقد كان سوء اختيار من البداية " بينما في الواقع سوء تكيف وفقر حب
3_ أما فكرة وجود شريك معين لكل شخص لابد أن نرتبط به فهذا أيضا ضد حرية الإرادة التي وهبها الله للانسان
وينبغي أن نفرق بين على الله بما سيحدث لنا مستقبلا وبين حرية الإنسان في اختيار منهج حياته فالله عالم بكل ماسوف يحدث لي مستقبلا ولكنه لا يفرض على اتجاها لا أرضاه ولا يجبرني على عمل شيء لا أريده ولكنه عالم باننى سوف اختار بكامل اراداتى وباننى سوف افشل في المحاولة الأولى وسوف أعيد الاختيار من جديد وقد حجب عنى الله ما يعلم به حتى استمر في المحاولة وأمارس حريتي وهو يسعد كوني إنسان حر
4_ اذا كان لكل شخص شريك معين له منذ ولادته ليرتبط به فما القول فيمن لم يتزوج على الإطلاق ؟؟
هل هذا الشخص لم يتم له تعيين شريك وما القول فيمن تزوج عدة مرات هل تم له تعيين أكثر من شريك ؟ أم أن الله يعلم كل هذا مسبقا ولا يفرض على الإنسان شيء تماما مثلما أعطى لأدم حرية الاختيار ولو كان الرب الإله قد تدخل ليمنع ادم من ممارسة حريته لما اخطأ ادم ولكن ما قيمة بقاء ادم بدون خطية أن كان ليس لديه القدرة على رفض الشر اى أن كان يملك اختيار أخر ؟
نحن عاملون مع الله:
حينما يحدث موقف في حياة الإنسان سواء موقف مفيد أو ضار فان الناس يفكرون في احد ثلاثة اتجاهات يوضح كل منهما كيف يفهم الإنسان علاقته بالله وهل يتحمل مسئولية إعماله أم يلقى بالعبء على الله
الاتجاه الأول : الله يعمل وحده والإنسان يقف متفرجا وهذا فكر قدري لا تويده المسيحية
الاتجاه الثاني : الإنسان يعمل وحده وهو في عزلة عن الله وهذا فكر الحادي
الاتجاه الثالث: الإنسان يعمل مع الله بطاقة إبداعية أودعها الله فيه وهذا فكر مسيحي
إذن ففي صنع قراراتنا سواء قرار الزواج أو اى قرار أخر نستخدم العقل الذي حبانا الله إياه ونسترشد بصوت الله في القلب ولا نستسلم لقدرية أو لفكرة القسمة والنصيب التي لاتتفق مع حياتنا المسيحية لأنها تحاول إن تعفى الإنسان من مسئوليته وتجرده من حريته التي وهبه الله إياها وتحوله إلى شخص متواكل لايريد إن يحاول بل هو يلقى بنتائج أخطائه على غيره