فوق رمال احد البحار
نظر الاب لطفله وهو يسجّل اسمه بعصا صغيرة
ثم اخذ الطفل يضحك ويلهو فرحا
وحينما عاد الطفل إلى الساحل في اليوم الثاني وجد اسمه وآثار أقدامه قد امّحت وزالت
حزن فى بادئ الأمر
ولكن ما لبث ان اخبره والده بان الامواج تمحوا ما يسطره الاطفال على الرمل
واذا اردت ان تكتب اسمك ويظل باقيا وخالدا فأكتبه فى مكان لا تستطيع الامواج ولا الايام ان تمحوه
بقيت هذه الكلمات ترنُّ في ذاكرته وتساءل:
أين أكتب اسمي فلا تقدر الأمواج ولا الأيام أن تمحوه؟
حتى جاء موعده للقاء جده الذى يجلس معه فيحكى له ماكان من الاجداد
وما كان يؤثر فيه من طباعهم وشخصياتهم وتجاربهم
لمعت كلمات والده فى رأسه
وابتسم وهمس قائلا :
حقا هنا فقط تكتب وتخلد اسمائنا فى النفوس والعقول
فلا تستطيع لا أمواجا ولا أياما ان تمحو اسماء من هم اثروا فينا وتاثرنا بهم
ربما ترى الحياة بلا ألوان وبلا جمال
وأنه لا دخل لك فيها
ولكن اذا فكرت قليلا ستجد انك من تمتلك القيادة والتحكم فى الحياة
انت نفسك من تصنع المستقبل
فافعل ما تفخرُ به
تاركاً خلفك زهوراً منثورة
ريحها على الكل منشورة
اصنع الخير فبالخير تُنار الدروب
ازرع جميلا ولو طال في غير موضعه ******* فلن يضيـــــع جــــميل أينما زُرعا
إن الجـــميل وإن طــــــال الزمـــــان به ******* فلــــيس يحـــصده إلا الـذي زرعـا