عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 2 )
elphilasouf
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 15515
تاريخ التسجيل : Feb 2008
مكان الإقامة : ismailia , egypt
عدد المشاركات : 12,328
عدد النقاط : 81

elphilasouf غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تفسير وشرح رسالة يعقوب

كُتب : [ 03-01-2009 - 05:56 PM ]


زمن كتابة الرسالة
كتبت فى وقت إضطهاد اليهود للكنيسة (أع 4 : 1 + 5 : 17). وقبل الإضطهاد الرومانى أيام دومتيان وتراجان.

وكتبت قبل تشتيت اليهود عقب سقوط أورشليم. لذلك يرجح البعض أنها كتبت سنة 60 أو سنة 61 م فى الوقت الذى إنتشرت فيه الضلالات التى فندها الرسول فى هذه الرسالة.


لمن كتبت الرسالة
كتبت إلى " الإثنى عشر سبطاً الذين فى الشتات " فمن هم هؤلاء الذين فى الشتات ؟


1- اليهود الذين فى الشتات
هؤلاء اليهود الذين فى الشتات هم الذين تشتتوا بعد سبى بابل. وهؤلاء عاشوا فى أماكنهم وصارت لهم مجامع (يصلون فيها ويقرأون التوراة فقط ولكن الذبائح كانت لا تقدم سوى فى هيكل أورشليم، لذلك كانوا يذهبون إلى أورشليم فى الأعياد والمواسم).

وكانت هذه المجامع هى التى يبدأ منها الرسل وتلاميذ المسيح كرازتهم فى البلاد التى يذهبون للكرازة فيها مثل بولس الرسول (راجع سفر الأعمال).


ولكن لماذا يكتب يعقوب لليهود. كان المسيحيون فى أوائل عهدهم يشعرون أنهم إمتداد لليهودية، مجرد طريق جديد أو طائفة جديدة أو شيعة من شيع اليهود، طائفة مستنيرة عرفت المسيح. وكانوا فى أوائل عهدهم بعد حلول الروح القدس عليهم يذهبون إلى الهيكل للصلاة، ويعيشون وسط اليهود معتبرين أنهم منهم أو إمتداد لهم حتى حدث الإضطهاد اليهودى لهم وبدأ الإنفصال. وبهذا الفكر فيعقوب ربما كتب لليهود الذين يشعر أنهم من دمه وعظامه لعلهم يؤمنون بالمسيح، وهو يعتبرهم أنهم فى طريقهم ليعرفوا الحقيقة كما عرفها هو.


ومن المعروف أن الهيئات اليهودية التى كانت مبعثرة فى دول حوض البحر المتوسط هى التى عرفت بالشتات.


2- المسيحيين من أصل يهودى
من المؤكد أن يعقوب قصد المسيحيين الذين من أصل يهودى برسالته هذه. ولذلك نجده يلجأ للإستعانة بشواهد من العهد القديم (إيليا وأيوب، بل فى بعض النصوص هناك تشابه مع أسفار الحكمة وإبن سيراخ من الأسفار القانونية الثانية) والمسيحيين الذين آمنوا من اليهود تشتتوا هم أيضاً نتيجة رفض اليهود لهم.


والله إستغل هذا التشتيت فى إنتشار المسيحيية وإمتداد الكرازة. ونلاحظ أن هناك من اليهود الذين أتوا يوم الخمسين وآمنوا عادوا إلى موطنهم وصاروا مسيحيو الشتات.


3- إلى المسيحية واليهود
مادام يعقوب يفهم أن المسيحية هى إمتداد لليهودية، فهو حين يكتب لا يفكر هو لمن يكتب، ففى نظره أنهم واحد. والحقيقة هى كذلك فلا يوجد دين إسمه اليهودية ودين آخر إسمه المسيحية، بل إن اليهودية كانت الرموز والمسيحية هى المرموز إليه. المسيحية هى تكميل لليهودية "ماجئت لأنقض الناموس بل لأكمل" فالله لا يناقض نفسه. شعب الله بدأ باليهودية (الأسباط الإثنى عشر رمز لليهودية أو لبداية الكنيسة، ونقول رمز لأن إبراهيم وإسحق ويعقوب وأيوب لم يكونوا من الأسباط الإثنى عشر، لكنهم كانوا من شعب الله)، وإستمر شعب الله فى المسيحية، وكل من لم يؤمن بالمسيح من اليهود خرجوا من جسد الكنيسة، خرجوا من كونهم شعب الله. ويطلق بولس الرسول على شعب الله فى العهدين لقب إسرائيل الله (غل 6: 16).


وعموماً فالمسيحيون الأن هم فى الشتات فى هذا العالم، غرباء فيه، بعيدون عن موطنهم السماوى.


غاية الرسالة
1- تشجيع المسيحيون ليحتملوا الضيق والأضطهاد الذى يعانون منه على يد اليهود، والكشف عن مفهوم الألم والتجارب فى ضوء صليب الرب المتألم.
2- تشجيعهم على الثبات فى الإيمان بالرب إيماناً عملياً.
3- توضيح مفهوم الإيمان الحى وإرتباطه بالأعمال، والرد على الهرطقات التى ظهرت فى ذلك الوقت قائلة أن الإيمان والنعمة كافيين للخلاص بدون أعمال، أو أنه لا أهمية للأعمال. وشرح الرسول أن المسيحى المؤمن عليه واجبات، وأن ما يُظهر الإيمان الحقيقى هو الأعمال الصالحة. وغالباً كان رد الرسول هنا فى هذه النقطة رداً على هرطقات ظهرت نتيجة فهم خاطئ لرسالة بولس الرسول لأهل رومية.
4- إظهار خطورة بعض الخطايا التى يظنها البعض تافهة.
-------------------------------------------------------------------------------
ميعدنا بكره مع اول اول اصحاح


رد مع إقتباس