عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
افتراضي الابن الوحيد تألم بالجسـد فقط (17) تابع شرح قانون الإيمان

كُتب : [ 07-08-2009 - 11:54 AM ]


تألم بالجســــــــــد فقط
تابع - شرح قانون الإيمــــــــان للقديس كيرلس الكبير عامود الدين
مصباح الأرثوذكسيــــــــة المضيء
(16)

الابن الوحيد تألم بالجسـد (17) 540if4.jpg

وتبعاً لما سبق وقلناه نؤكد مرة ثانية إننا نتبع اعتراف الآباء دون أن ننحرف عنه بل نؤكد أن ابن الآب الوحيد مولود من الله الآب وأنه هو بذاته تجسد وتأنس وتألم ومات وقام من بين الأموات في اليوم الثالث . وبكل يقين هو كلمة الله غير المتغير ولا يوجد أحد وصل به الجنون إلى حد أن يتخيل أن الطبيعة التي تعلو على كل الطبائع تألمت . ولكن لأنه حقاً تأنس وأخذ جسده من العذراء القديسة ، فأننا نتمسك بمبادئ التدبير الإلهي ، مؤكدين أنه وهو الإله الذي يعلو على الألم ، تألم جسدياً في جسده . وبينما هو الله الذي تأنس إلا أنه لم يتغير قط عن كونه الله ، ومع أنه يُحسب مع الخليقة بسبب تجسده ، إلا أنه يسمو على الخليقة كلها ، ومع أنه الله الواضع الشريعة ، إلا أنه تحت الشريعة ( غلاطية 4 : 4 ) . وظل مع ذلك واضع الشريعة .

وهكذا مع كونه السيد والإله إلا أنه أخذ صورة العبد ، واحتفظ بكرامة سيادته الإلهية بلا تغيير . وأيضاً مع كونه الابن الوحيد ، إلا أنه صار بكراً بين إخوة كثيرين ( رومية 8 : 29 ) . ويظل مع ذلك الابن الوحيد وحده . فهل هو أمر مضاد للعقل أن نقول في إطار الأدلة السابقة أنه تألم إنسانياً وهو غير متألم كإله ؟ .

ويؤكد بولس الحكيم جداً أن الكلمة الكائن في صورة الله أي المساوي لله الآب " أطاع حتى الموت موت الصليب " ( فيلبي 2 : 8 ) . وفي رسالة أخرى يقول عنه " الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل الخليقة . لأن كل الأشياء التي في السماوات وعلى الأرض قد خُلقت بواستطه ، وهو نفسه كائن قبل كل الأشياء وفيه يقوم الكل ( كولوسي 1 : 15 ) . ويقول بولس أيضاً أنه صار رأس الكنيسة عندما صار باكورة الراقدين .
وكلمة الله الآب هو حياة ومحيي ، ومولود من ذات حياة الآب . فكيف أصبح البكر من الأموات وباكورة الراقدين ؟
والإجابة هي أنه بعد أن تجسد صار جسده قابلاً للموت وأنه حسبما يقول بولس الحكيم : " ذاق الموت بنعمة الله من أجل كل إنسان " ( عبرانيين 3 : 29 ) . وذاق الموت وهو في الجسد فقط دون أن يكف عن أن يكون هو الحياة . وبالإضافة إلى ذلك نحن نؤكد أنه تألم في الجسد ولا يوجد أي مجال حتى لسؤال عن تألم لاهوته ، ولكن – كما قلت – جسده هو وحده القابل للألم .

وأدرك إشعياء المبارك أن الذي تألم بالجسد هو الإله المتجسد ، فأعلن عن ذلك في فقرة واحدة " كشاة تُساق للذبح وكنعجة صامته أمام جازيها لم يفتح فاه ، وبتواضعه رفع قضائه ، ومن يخبر بميلاده ؟ لأن حياته قد قُطعت من الأرض " ( إشعياء 53 : 7 – 8 ) .

فهل يتكلم النبي هنا عن إنسان وعن ابن له مجرد اتصال بالله – حسب ما يدعي المدافعين عن هذه التعاليم النجسة ؟ - ولو كان مجرد إنسان اتصل بالله ، لكان من الممكن أن يخبر أحد بميلاده ، لأنه كإنسان ولد من نسل داود من يسى . ولكن من يخبر بكيفية ميلاد الكلمة من الله الآب ؟ . وماذا عن " حياته " التي قُطعت من الأرض أي وجوده ، لأن الوجود يعني الحياة ، وحياته أسمى وأعلى من كل البشر جميعاً ، بل أن العقول البشرية ليس لديها وسيلة يمكن بها أن تفهم أو تقترب من طبيعته الفائقة .

شرح قانون الإيمان للقديس كيرلس الكبير
فقرة 24 و 25 و 26

للدخول على الجزء 16 فقرة 21 - 23
أضغط هنـــــــــــــــــــــــ ـــا



رد مع إقتباس
Sponsored Links