عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Heartcross الدعوة الإلهية (1) طريق الموت وطريق الحياة - الهروب من الدعوة

كُتب : [ 10-19-2010 - 08:37 AM ]


اسمعوا يا أحبائي في ربنا يسوع كلمات حكمة ليست من هذا الدهر ولا من عالم الموت أو من روح الفساد الذي عمل في البشرية المتعبة متخلفاً في كيانها منذ سقطة آدم منذ فجر التاريخ الإنساني ، بل كلمات حكمة من مصدر الحب الحقيقي ، أي من الذي ارتفع فجذب إليه الكثيرين بالحب مقدماً دعوة للحياة الأبدية عربونها لنا هنا على الأرض لتُستعلن في الزمان الأخير عند ظهور مجده العظيم في انتهاء الزمان ...
اسمعوا يا أحبائي بقلوبكم وكونوا حكماء ، واقبلوا مبدأ الحق لأن هناك طريقان ، طريق الموت الذي لن نتحدث عنه ، وطريق الحياة الذي هو لنا مسيرة حب مبني على خوف الله ، ومسيرتنا فيه تُخطّ في السماوات جهاد المحبة ، وكلماتي اليوم تخص دعوة الله للإنسان ، أي لكل إنسان فينا ...
دعوة الله هي دعوة إبراهيمية لازالت مقدمة لكل واحد فينا على مستوى دم عهد جديد بقيامة يسوع من الأموات :
" و قال الرب لإبرام اذهب من أرضك و من عشيرتك و من بيت أبيك إلى الأرض التي أُريك " (تك 12 : 1)
" بالإيمان إبراهيم لما دعي أطاع أن يخرج إلى المكان الذي كان عتيدا أن يأخذه ميراثا فخرج و هو لا يعلم إلى أين يأتي . بالإيمان تغرب في أرض الموعد كأنها غريبة ساكنا في خيام مع اسحق و يعقوب الوارثين معه لهذا الموعد عينه . لأنه كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات التي صانعها و بارئها الله " ( عب 11 : 8 – 10 )
الدعوة أولاً تختص بالترك والتخلي والخروج من مكان اطمئنان النفس وتحصينها لذاتها لكي لا يمسها شيء ، فالإنسان دائم الهروب من كل شيء يعتقد أنه يزعزع كيانه ، لأننا كثيراً ما نحاول أن نبني لأنفسنا حصناً نختفي وراءه ، لذلك نجد حينما ننخرط في العالم ونسعى فقط أن ننال منه حرية بالعمل أو بالحصول على المادة لكي نكون قادرين على العيش فيه ، ونطالبه بحريتنا المقيدة الذي نشعر أن ليس لها وجود لنا فيه لأننا تحت سلطان القهر ومشكلة لقمة العيش والعوز ، نجد أنفسنا حزانا بالرغم كل جهودنا المبذولة لأجل صالح أنفسنا وثبات سلامنا الوهمي الذي بنيناه لنا ، وفي هذا كله نئن تحت ثقل الخطية التي تعمل فينا بالشهوة ، ونشعر بالنهاية بحالة تيه ، والغريب حينما نركض وراء العالم نجده يهرب منا ويجعلنا نركض وراءه بقوة أعظم ...


ولكن تأتينا دعوة في عمق هذا القلق والتعب المضني ، دعوة سماوية لنترك – لا أعمالنا الخارجية – إنما نترك من القلب كل ما يتعلق به من اهتمامات وآمال ضائعة تزول وتموت مع الأيام لأنها تشيخ ولا تبقى مع طول الزمان ، ونترك السعي الذي لا يعطي راحة لإنسان قط ...

والدعوة هنا دعوة تبعية بالترك والتخلي عن الذات وكبرياء النفس وكل ما يطمئنها في العالم ومسرتها الوهمية التي تسعدها ...

وقبل أن نفهم الدعوة الإلهية لنا لابد أولاً أن نتكلم عن الهروب من الدعوة لطريق آخر نهرب إليه لنزوغ من دعوة الله ونصنع طريقاً لأمن الذات وتحصينها في طريق آخر شكله إلهي ولكنه بعيد كل البعد عن الطريق الصحيح لدعوة الله !!!

فحينما يسمع البعض عن دعوة الله له ونداءه الذي يعطي حياة ، ويشعر أن فيه موت لحياة ، أي سيضطر أن يموت مع المسيح مختبراً قوة الصلب في آلام وضيقات ، يُرسم أمامه فوراً كل طموحاته وأحلامه الأرضية والمستقبلية ويشعر أنه سيخسر ذاته ويحمل الصليب ويحب أعداءه ويحمل ثقل الوصية ويتخلى عن كل مسراته ، ففوراً يتجه قلبه بالهروب من الدعوة خادعاً نفسه بطرق تظهر مستقيمة حتى يُرضي ضميره ويخمد صوت الدعوة فيه :
1 - فأول طريق للهروب ، هو أن ينخرط في عمله ويحاول أن يعيش الحياة المسيحية الخارجية ، أي بالشكل الظاهر ، فهو يُعطي العشور وغيرها من الأشياء التي يشعر أنها تُرضي الله وتسكن ضميره وتبعده عن آلام الصليب وحمل عاره - [ لذلك يسوع أيضاً لكي يقدس الشعب بدم نفسه تألم خارج الباب. فلنخرج إذاً إليه خارج المحلة حاملين عاره.لأن ليس لنا هنا مدينة باقية لكننا نطلب العتيدة ] ( عب 13 : 12 – 14 ) - ، مثل حضورة القداسات في الأعياد وتقديم الأصوام وغيرها من وسائط النعمة التي تصير عنده شكلية مع أنه أمين فيها جداً ، ولكن قلبه في الحقيقة من الداخل بعيد كل البعد عن طريق الحياة ، ولأنه لا يقدر أن يتخلى عن ما يشغل قلبه من طموحات أرضية لذلك يهرب بهذه الطريقة والتي سوف نذكرها بأكثر استفاضة فيما بعد ...
2 - وثاني وأخطر طريق للهروب وأشد ضراوة وأكبر تيه ، حينما يخرج الإنسان للخدمة والانخراط في الكنيسة بكل ما فيها لكي يتمم دعوته التي رآها مقدمه له من الله ، مع أنه يقدم شكل وصورة لا عمق ولا أصل لها ، لأنه لم يتخلى بعد عن ما يتعلق به قلبه ودخل في بداية حياة شركة مع الله ، وبدأ حياة التوبة ليسير بهدوء مع الله ويتركه يهد فيه البناء القديم ليؤسس بناء جديد مبني على صخر الدهور ...
وهذا من أخطر ما يكون لأن الإنسان في هذه الحالة يفقد طريقة وآذان قلبه تتثقل بمديح الذات ويفرح بسلام القلب الكاذب الذي يُهيأ له أنه يسير وفق مشيئة الله وإرادته ويخدمه خدمة صحيحة ويفخر أنه خادم ، وفي النهاية يشعر بذاته ويُصاب بكبرياء الخدمة المميت للنفس ، ويطمس صوت الله فيه ويسمع مشيئة ذاته على أنها صوت الله الذي يُرضيه ويُلبي كل حركاته فيه ، مع أنها حركات ذاته وليس حركات الروح القدس الذي يلهب النفس حباً وسلاماً !!!
ومن هنا يُنشأ تمثاله الخاص ليخرج عن عبادة الله بعبادة الذات ، والتي تظهر في احتقار الآخرين والظن أنه الأفضل في المعرفة والفكر ، وينطفأ الروح القدس روح الإفراز والمعرفة الحقيقية ، وممكن أن يصل أنه يتطاول على أولاد الله ويطردهم من الخدمة أو الكنيسة أو قد يصل به الحال لرفض الخطاة ومعايرتهم وأن ليس لهم غفران ، فيؤله ذاته ويأخذ ما ليس له الحق فيه ، ويقف مكان الله حاكماً على ضمائر الناس ونياتهم ، وهنا تنكشف عورة النفس وترفض من الناس والله بالطبع ، والطامة الكبرى أنه يظن أنه مقبول عند الله وعنده غيرة حسنة لله وهو الخادم العظيم حامي حمى العقيدة الصحيحة ، مع أنه في الأصل يرفض الله في داخله ويضطهد أولاده الحقيقيين دون أن يدري ، ولا يصنع سلاماً بل اضطراباً وقلقاً في كل مكان !!! ...



النعمة معكم




التعديل الأخير تم بواسطة aymonded ; 10-31-2010 الساعة 02:25 PM
رد مع إقتباس
Sponsored Links