عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
الصليب قوة التوبة وخلاص بلا ندامة

كُتب : [ 04-25-2008 - 08:35 AM ]


الصليب قوة التوبة وخلاص بلا ندامة


وكما أن آلام الصليب لا يبلغ أعماقها إنسان ، مهما كانت توبته قوية أو مهما كانت خدمته دامية ... فأفراح الصليب قائمة بهذه النسبة عينها ، وكل ما نعرفه أنه كلما ازدات آلام الصليب في حياتنا ازدادت التعزية بالضرورة ... " لأنه كما تكثر آلام المسيح فينا كذلك بالمسيح تكثر تعزيتنا أيضاً " (2كو1: 5) .

وليدرك القارئ أن النسبة مطلقة ... إن في الألم أو في الفرح ، فلا ينزعج من الألم إذا كثر وتجاوز الحد فليس للألم حدود ... ولكن عليه أن يدرك أن عدم محدودية الألم هي عينها التي تنشئ فرحاً لا يُنطق به ومجيداً ! ...

فإن كانت آلامنا هي بلا حدود ، فلكي تكون أفراحنا بلا حدود ... ونحن الرابحون ...
وإن كانت الآلام الشديدة تنشئ إحساساً بالموت ، فلإحساس بالموت ينشئ إحساساً بحياة المجد .

ولكن لينتبه القارئ جداً لأنه إذا لم ينشئ الألم فرحاً ملازماً وعزاءً حاضراً ، فليدرك أنه يتألم خارج آلام المسيح ! ويكون متغرباً عن شركة آلام الحياة .

احذر أيها القارئ ، أن تقبل ألماً لا تجد فيه عزاءً ، لأنه هو هو ألم الخطية الذي يورثك الهم والقلق والحزن المفسد الذي ينتهي بك إلى المرض والهلاك ... فإذا أوقدت شمعة الضمير وفتَّشت في أعماق هذا الألم الخبيث تجده ولابد متسبباً عن شيء في الذات ، إما أنانية ، أو بغضة ، أو حسداً ، أو حقداً ، أو كبرياء ، أو خوفاً من الموت . وهذه الجذور سامة تغذي الذات بمصير الآلام المفسدة .

وأعلم أنه ليس في المسيح ألم بلا تعزية ، ولا عزاءً بلا ألم ...

فقد زرع المسيح جسده في وسط الآلام ، وأخرج لنا منها ثمرة مبهجة للحياة ...

" فليحمدوا الرب على رحمته لبني آدم " ...

يا إخوة لا تتألموا خُلواً من الفرح ، كبنات أورشليم الجاهلات ... ولا تفرحوا خُلواً من الآلام ، كالصالبين أو كأحد المستهزئين ...


***

+ السلام للصليب قوة التوبة لخلاص بلا ندامة ...
+ السلام للصليب قوة الكرازة وعزاء الرعاية ...


***

صلاة

آلام ... نزيف ... عطش ... دوار وغصة ألم وتسليم الروح .
وأخيراً وقعت حبة الحنطة بإرادتها وماتت !
+ الآن عرفت معنى المحبة ...
+ ومعنى الغلبة على العالم ...
+ أقدم لك يا سيدي قوتي إكراماً لجروحك النازفة ...
+ وصحتي وشبابي أضعها تحت قدميك الداميتين ...
+ ومالي أضعه في يديك المجروحتين ...
+ سأصوم إكراماً لعطشك ...
+ سأفرح في أمراضي إكراماً لآلامك ...
+ سأبذل حياتي لذكرى موتك ...
+ سأبذلها في الخفاء ، وعند الضرورة في العلن ...


للقمص متى المسكين
عن كتاب مع المسيح في آلامه حتى الصليب
صفحة 25 – 26
الطبعة الرابعة 1981



رد مع إقتباس
Sponsored Links