صعوبات في صلاة المزامير
عن رسالة حياة الصلاة للمبتدئين
للأب صفرونيوس
11 - من يقرأ المزامير ويجد فيها روح الانتقام والثأر من الأعداء وطلب الخراب ، لم يتنق بعد بعمل الروح القدس ؛ لأن الروح القدس ينقي القلب ، ويكشف في صلاة المزامير حقيقة مشاعر الإنسان تجاه الآخرين من بغضه وعداوة وانتقام .
وقد وردت هذه العبارات بقصد واضح ، وهو أن يرى فيها الإنسان حقيقة ذاته وحقيقة حياته ، ويطلب من الروح القدس أن يرتفع بقوة الروح فوق هذه الطلبات التي تُعَبِّر أدق تعبير عن الحياة الإنسانية الطبيعية غير الملتزمة بشريعة الصليب والكامنة في قلب كل إنسان ، ونرتفع إلى فوق ، إلى آفاق الروح القدس حيث يجد اُلمصلِّي إنه على الجلجثة مع يسوع ربنا ويصلب معه هذه الأهواء، ويطلب سلام وحياة وصحة وخلاص الأعداء كما يطلب سلام وصحة وخلاص الذين يحبهم .
12 - لنُصلِّ المزامير في زمان التوبة - أي أيام العمر كلها - حتى إذا وجدنا أنفسنا غارقين في الجهاد الروحي ضد العداوة والبغضة ، وكشفت كلمات المزامير عن رغبتنا في الانتقام ، تحولت الطلبة إلى توبة كاملة ، وتضرُع لا ينقطع من أجل خلاص وسلامة قلوبنا من المرض القديم ، أي الخوف الذي هو مصدر العداوة والبغضة .
وكما أنَّ الخوف هو مصدر العداوة ، فإن العداوة تزيد قوة الخوف ، وتجعل الخوف سيد العداوة ، والعداوة خادمة الخوف . لنربط الخوف بالصليب حتى يشفي المسيح المصلوب القلب من العداوة بالمغفرة ، ويكسر السلسلة القوية التي تجمع السيد ، أي الخوف بالخادمة ، أي العداوة .
عن رسالة حياة الصلاة للمبتدئين للأب صفرونيوس تحت عنوان
أنواع الصلاة وجوهر الإيمان فقرة 11 – 12 ص 18 - 19
تمت ترجمة هذا النص بمساعدة نيافة الأنبا مكسيموس مطران القليوبية المتنيح ،
وتمت المراجعة في ٢يناير١٩٨٤ . وتمت إعادة كتابة النص في ١٧ ديسمبر ١٩٨٩ . ٢ديسمبر ١٩٩٨
- يتبـــــع –