الموضوع: الصوم والصلاة
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
wassem1000
NEKTARIOS
wassem1000 غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 98928
تاريخ التسجيل : Mar 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 18
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : wassem1000 is on a distinguished road
افتراضي الصوم والصلاة

كُتب : [ 04-03-2011 - 08:31 PM ]


الحياة النسكية
“هذا الجنس لا يخرج إلا بالصوم والصلاة”
الصوم والصلاة 2_thumb.jpg
تقيم الكنيسة في الأحد الرابع من الصوم تذكاراً للقديس يوحنا السلمي، كاتب سلم الفضائل، الذي تشكل حياته النسكية عقبة لحياة الإنسان المعاصر، إذ كيف يمكن لإنسان أن يتحمّل حياةً كلُّها صوم وجهادات نسكية؟ هذه صعوبة كبيرة تعترض الإنسان المعاصر فيرفضها هروباً منها. لكن بالنهاية بواسطتها يتمكن الإنسان المؤمن أن يقتني نعمة الروح القدس.
الحياة النسكية ليست إلا تجاوز للأنا وتطبيق لوصايا الله والحياة بالمسيح. الحياة الأرثوذكسية هي نسكية. الكلام بأن النسك لا يمكنه أن يفيد الإنسان المعاصر ليس صحيح بسببين: الأول، في التعليم الأرثوذكسي لا يوجد فرق بين حياة الراهب والعلماني أو متزوج وأعذب وإنما الفرق موجود بين أناس يملكون الروح القدس أو لا يملكون. ثانياً، لأن نوعية الحياة الموجودة في الكتاب المقدس وكما عاشها الآباء القديسون هي نسكية فالدعوات “ادخلوا من الطريق الضيق”، “ملكوت السموات يغتصب اغتصاباً”، “أميتوا أعضاءكم الأرضية”، هي للجميع بدون تحديد أشخاص أو طريقة عيشهم أو مكان سكناهم بل هي موجهة لكل إنسان معمّد “على اسم الثالوث”، فبالتالي الحياة النسكية مفيدة للخلاص و هي طريق مشترك للجميع.

النسك هدف أم وسيلة؟
بما أن الكمال لا يمكن تحقيقه بعمل أو محاولات بشرية بل هو هبة من الروح القدس، لذلك لا يمكن اعتبار أي جهاد أو تعب روحي هدف ولكن وسيلة للحصول على هذه الهبة. فالجهاد في الكنيسة الأرثوذكسية ليس حالة عقيمة بلا فائدة أو وضع نفسي أو انحراف عن الحياة الطبيعية للإنسان إنما هو محبة وتواضع وطاعة للكنيسة. واقع الإنسان المعاصر يُبعده عن الفهم الصحيح للنسك والجهاد، بسبب كثرة الملذات، وهذا أحياناً يصيب حياة بعض الرهبان فيبتعدوا عن عيش الحياة النسكية المطلوبة منهم. لذلك، وعبر التاريخ، تضع الكنيسة تمارين وتدريبات جهادية هي حياة القديسين لنتعلم منهم الطرق الجهادية وأساليبها لتساعدنا على تحويل الرغبات البشرية إلى الإرادة الإلهية، وتقويتنا على معرفة ضعفنا وغلبته.
حفظ وصايا الله هو ما يجب أن يميز الإنسان المسيحي وهو هدفه. وبدون حفظ هذه الوصايا وعيشها بتعب وجهاد لن نستطيع تنظيف ذواتنا من الخطيئة ولا أن نقدّسها بالمسيح. هناك البعض يظنون أنهم يعيشون بشكل صحيح رغم أنهم لا يصونوا وصايا الله، وآخرون يصونوها منتظرين الأجر من الله، لكن كلُّهم مخطئون وخارج الحقيقة، لأننا نتعب مجاهدين لنصون وصايا الله دون هدف الأجر لكن بهدف حب الله وهو بحبه هذا سيغدق علينا خلاصه، فملكوت السموات ليس أجر نأخذه بعد تعب ما ولكن هبة محبة الله.
كما نكرّم القديسين كذلك علينا أن نكرّم طريقة حياتهم ولنتعلم منها محبة الله. ولنتعلم اليوم من حياة القديس يوحنا السلمي أن الارتقاء في الحياة الروحية للوصول إلى اقتناء مواهب الروح القدس يحتاج إلى جهاد مستمر وتعب، فالصوم والصلاة والتعب الروحي سببه محبة المسيح وهدفه اقتناء الروح القدس.


رد مع إقتباس
Sponsored Links