عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية aymonded
aymonded
ارثوذكسي ذهبي
aymonded غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 527
تاريخ التسجيل : Jun 2007
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 21,222
عدد النقاط : 58
قوة التقييم : aymonded will become famous soon enough
Busted Red مشكلة ربط علم النفس بالمسيحية - متى نعود لأصول الشرح السليم

كُتب : [ 06-11-2009 - 10:31 AM ]


إني أتعجب جداً واندهش من بعض التعاليم الذي انتشرت في الكنيسة وتربط علم النفس بسرّ التوبة والاعتراف ، وأيضاً تربط تحرير المرأة بكلمات القديس بولس الرسول وتربط السياسة وعلم الاجتماع بالإنجيل وبأعمال الرسل !!! فهل القديس بولس كتب ليُحرر المرأة ام يتكلم عن الكنيسة وعمل الله !!! هل أحد الرسل قام بعمل سياسي أو شجع عليه !!!


ما علاقة الكتاب المقدس بكل هذا ، وهل ربنا يسوع أتى إلينا على الأرض ليُنشا مملكة أرضية وعلاقات سياسية ، مع أنه رفض أن يكون ملكاً أو حتى حاكم في الميراث بين أثنين أرادوا أن يقسموا الميراث بينهما !!!
وهل يلزم بنا أن نُقيم جماعة خاصة مستقلة ، هل هذا هو تعليم الكتاب المقدس ، مع أن رب المجد قال : " أجاب يسوع مملكتي ليست من هذا العالم لو كانت مملكتي من هذا العالم لكان خدامي يجاهدون لكي لا أُسَلَّم إلى اليهود و لكن الآن ليست مملكتي من هنا "(يو 18 : 36) ، وهذا بالطبع ليس معناه إننا لا نكون فعالين في المجتمع ونشهد بأعمالنا وأمانتنا له ، ونكون أمناء للموطن الذي وُلدنا فيه وننخرط وسط المجتمع بكل إخلاص نعيش فيه ونرتقي به مع الجميع بالعمل الجاد والترابط الحقيقي لا الشكلي والصوري ، ولا نضع فرق بين إنسان وآخر !!! ولا نخلط الأمور ببعضها البعض !!!




للأسف الشديد هناك خلط واضح وعظيم عند الكثيرين : ما بين علم النفس كما حدده العلماء وبين قصد الكتاب المقدس ، وكتاب ووعاظ كثيرين - للأسف وعن دون دراية ووعي صحيح وسليم - حولوا عمل الله بقوة الروح القدس داخل القلب لعمل نفسي غير المقصود بالآيات التي يستشهدون بها ليؤكدا موضوع علم النفس ، مع أن لا علاقة للكتاب المقدس بعلم النفس لا من بعيد ولا من قريب ، كلها فلسفات وتصورات شخصية ليس لها علاقة بالكتاب المقدس أو عمل الله ، بل هو تلبيس الكلام ما لا يوجد فيه ، لجعل علم النفس مسيحي باي شكل أو صوره !!!



لقد شوه بعض الكتاب والواعظين المفهوم الصحيح لسرّ التوبة ، وقالوا بالنص الواحد :
((( سرّ الاعتراف يجعل الإنسان المسيحي يستغنى عن الطبيب النفسي إذا قابلة ، أو الاعتراف في جلسة مصارحة يقول فيها كل متاعبه التي تقلقه ))) ( عن كتاب علم النفس المسيحي - وهو منتشر على الأنترنت )


هل الاعتراف هو : أن يقول فيه الإنسان كل متاعبه وكل ما يقلقه ، هل هذامفهوم الكتاب المقدس عن الاعتراف ومفهوم الآباء والكنيسة !!!
لو هو ده سر الاعتراف في مفهومنا ، يبقى مصيبة وتتويه للناس وجعلهم يبتعدوا عن عمل الله تماماً ، وجعلنا الكاهن هنا عوض الطبيب النفسي وهذا ما لم تصنعة الكنيسة على الإطلاق !!!

ومن الواضح أن كثيرين ابتعدوا عن التعليم الصحيح ومفهوم سرّ التوبة والاعتراف الحقيقي، ولم يتذوقوا بعد عمق سرّ الاعتراف وروعته ، لا من جهة الناحيةالنفسية ومجرد راحة للنفس أو الضمير ، إنما قوة تجديد بالروح القدس وتغييرلصورة جديدة ، صورة المسيح الحي !!!

والاعتراف مش تكفير عن الخطية ولا هو لأجل مجرد خطية اقترافها الإنسان ولامجرد رفع قلق الإنسان وانتشاله من ضيق حياته اليومية ، إنما الاعتراف هو بالخلل الذي اصبح كائن بين الإنسان والله وقد أدى إلى حرمانه من الشركة مع الله ، لا شركة مع نفسه لكي يُشفى نفسياً في جلسة اعترافه للشفاء ، بل يعترف ويتوب من أجل حياة الشركة مع الثالوث القدوس !!!



ولنا أن نستمع للتعليم الآبائي السليم والصحيح عن التوبة :
[ + لا توبة بدون محبة حقيقية ، لأن توبة الخوف ناقصة بذل المحبة . ولاتوبة بدون بذل ؛ لأن الخوف – حتى من العقاب – يلد توبة مريضة .
+ كل زمان – مهما كان – هو زمان توبة ، ومن يتوب كل ساعة تنمو محبته دائماً .
+ السقوط المتكرر في خطية معينة ، يؤكد عدم نمو المحبة ؛ لأن ضعف الإرادة تحركه الشهوات ، والشهوات أو الشهوة الخاصة ، هي محبة خاصة للذات لم تدخلفي أعماق محبة يسوع المصلوب ، ولم يدخل الصليب إلى أعماقها .
+ من يقف بعد السقوط مباشرة – إذا كانت لدية محبة – يدوم وقفوه . أما إذا كان الندم هو الذي يحركه ، فقد يسقط مرة ثانية وثالثة ؛ لأن الندم الحقيقي ليس في الخوف من العقاب ، بل في خسارة شركتنا مع الثالوث .
+ التوبة التي يحركها الخوف ، يحركها الندم ، والندم لا يزرع المحبة ولايرويها ، بل ماء الحياة – الذي يروي كل قلب تائب – هو الروح القدس المعزي ]
( رسالة الأب صفرونيوس إلى تلميذه تادرس عن المئوية الأولى في التوبة من فقرة 1 - 4 صفحة 5 - مترجم عن المخطوطة القبطية )




لا بد من أن نعرف ونتيقن أن تقويم سلوك الإنسان المسيحي مش بالفضفضة للأب الكاهن بمتاعبه ومشاكله اليومية فيرتاح نفسياًومنها يرتاح روحياً !!! هذا كلام لا يتفق مع الكتاب المقدس ولا تعاليم الكنيسة لا بحسب فكر الناس واستنتاجاتهم الشخصية إنما حسب الفكر الآبائي السليم !!!

تقويم السلوك يتم بعمل الروح القدس وحده في القلب ، وليس بعلم نفس أو بمجرد فضفضة بما في داخلنا من مشاكل :
" و نحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير إلى تلك الصورةعينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح " (2كو 3 : 18)
" مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في فما أحياة الآن في الجسدفإنما أحياة في الإيمان إيمان ابن الله الذي احبني و اسلم نفسه لأجلي " ( غل 2 : 20)

+++ وأسأل كل من يوعظ ويتكلم عن علم النفس المسيحي ، هل الفضفضة بقلق نفسي ومشاكلي للكاهن عوضاً عن الطبيب النفسي هاتغيرني لصورة المسيح !!!



التغيير وتجيدالنفس هو عمل الله بالروح القدس في القلب بكلمة الله النابضة بالحياة :
" طوبى للأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله " ( مت 5: 8 )

" انتم الآن أنقياء لسبب الكلام الذي كلمتكم به " ( يو 15 : 3 )
"الكلام الذي أكلمكم به هو روح و حياة " ( يو 6 : 63 )
" لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد اعتقني من ناموس الخطية و الموت " ( رو 8: 2 )


بصراحة أننا اليوم في أشد حاجة أن نعود لأصول الكتاب المقدس وتعاليم الآباء العميق ، فلنا اليوم أن نُراجع كل تصوراتنا الشخصية وأفكارنا وتعاليمنا على ما تسلمناه من فم ربنا يسوع والآباء الرسل والقديسين الذين عاشوا بأصالة الإيمان وعمل الروح القدس في القلب ... فاحذروا من اي تعليم لا يتفق مع الكتاب المقدس ولا الآباء القديسين الرسل ولا قوانين الكنيسة الجامعة ولا تعاليم الآباء القديسين والمجامع المقدسة ، ولا تركضوا وراء كل فكر جديد ، وكلمات تداعب الفكر وتصير مقنعة ظاهرياً مع انها تهدم علاقة شركتنا مع الله لتحولها لشيء آخر يتفق مع إنسانيتنا وضعف الجسد !!!

أقبلوا مني كل حب وتقدير ، ولنصلي بعضنا من أجل بعض



رد مع إقتباس
Sponsored Links