[aymonded]

سلام لك يا إختي
أولاً مش مطلوب منك تسيبي البيت وتبتعدي عن أهلك إطلاقاً لأن الله ينظر للقلب وليس للشكل ، وانتظري قوة الله أن تحل عليكي من الأعالي ويعطيكي نعمه وقوة في الإنسان الباطن وانتظري ليكلمك ويقول لك ماذا يريد منك، فالله هو الشاهد الأمين لنفسه في القلب، خلي إيمانك في قلبك وصلي له ليلاً ونهاراً أن كنتي تحبيه فعلاً من قلبك كما تقولين ، وأن كان لكي إيمان حي بالله سيعلن لك ذاته بقوة ويوجه قلبك التوجيه الصحيح حسب ما يُريد هو بحسب تدبير تعطفه علينا نحن البشر أحباؤه ، فلا تتسرعي وتتركي البيت أو تسعي لتركه ، بل حينما تكوني وسط أسرتك وأهلك سيكون لك شهادة حيه لله أعظم من ترك البيت والذهاب لأي مكان آخر لأن هذه الأيام الاحتقان الطائفي يفوق كل تصور ولا يحتاج إضافة عليه ليثير بلبلة مصر كلها لأن كل من يحب الله يصنع سلاماً ولا يسعى لقسم المجتمع لأن لو خرجتي من البيت وهربتي فأنت لا تمجدين الله بل تسعي للفرقة والمشاكل التي لا تنتهي ، وإلهنا إله حكمة وسلام وهدوء ومحبة تامة وكل من يصنع سلام يُدعى ابناً لله الحي ، فاعبدي الله بقلبك وسط أسرتك بدون ان تعلني إيمانك لكي لا تثيري حنق أحد أو بلبلة أحد ، بل حبيهم من كل قلبك لأن هذا مقبول عند الله بل وشجعهم على الصلاة حسب ما بيصلوا لأن لو أثرتي أمانه قلبهم في محبة الله ( بدون ان تكلميهم عن المسيح ولا المسيحية نهائياً ولا حتى بالتلميح لأن هذا لا ينفع ولن يُجدي شيئاً بل وجهي قلبهم لله الحي فقط بدون الخوض في أي دين آخر ) لأنهم لو صاروا أمناء في صلواتهم وحبوا الله فسيصلون إليه بسهولة ويعرفونه حق المعرفة، لأن كل إنسان يحب الله ويتقيه هو مقبول عنده ولو كان من أي دين وأي شكل، لأنه سيصير هو ناموس لنفسه يعبد الله بتقوى ومحبة بكل إخلاص، وحذاري من ان تحكمي على أحد قط أنه لا ينفع أن يعيش مع الله لأن له اسلوب أو فكر مخالف...
وأعلمي يا أختي أن إكرام الأب والأم واجب ووصية إلهيه على الجميع مع احترامهم الشديد وعدم كسر قلبهم عليكي وتركهم كما يظن البعض ويسمع لتعاليم لا تتفق مع مقاصد الله ، واتركي كل شيء بين يدي القدير وحده ، واخدميهم بكل قوتك وطاقتك بكل أمانه لأن هذا مرضي جداًُ عند الله الذي قال [ إكرم أباك وأمك ] ، فأن كان الله سمح أن تكوني بنتهم ووضعك في هذا البيت لا تتركينه إطلاقاً طالما لم يطردك أحد منه ، لأنهم أحبائك الذين وضعك الله وسطهم ...

ثم كيف تخافي من الموت وأنت تقولين انك تحبين الله الحي !!!! الله هو الحياة ومن يحبه يمتلأ من حياته في قلبه وفكره ولا يخشى أن يموت قبل أن يصل إليه لأن الله هو الذي يصل إلينا وليس نحن وهو الذي يجذبنا ويشدنا إليه ويعرفنا ويظهر ذاته لنا ، لأنه هو من يحبنا قبل ان نحبه أو حتى قبل أن نولد ونوجد في هذه الحياة ، والمحبة هي الوصول لله الحي، والمسيحية مش شكل واسم ومظهر، بل هي جوهر ولقاء حي مُحيي مع الله الحي الشاهد لنفسه والمُعلن ذاته ، فصلي بكل محبة لله وامانة وقولي يا الله القدوس الحي أعلن لي شخصك وأرني ذاتك ، ورجاء أن لا تتركي بيتك وأهلك بل كوني وسطهم حمامة سلام حاملة محبة الله وسترين قوة الله في حياتك ووسط اسرتك أعظم من تركهم والبحث عن الشكل والاسم ، اقبلي مني كل تقدير ....