+ لماذا يصوم الجسد عن الدسم الحيواني ؟
لم يكن آدم وحواء يأكلان في الجنة سوي النباتات: البقول والثمار. وهكذا قال الله لآدم وحواء "إني قد أعطيتكم كل بقل يبذر بذرًا علي وجه كل الأرض. وكل شجر فيه ثمر شجر يبذر بذرًا، لكم يكون طعامًا" (تك 1: 29). بل حتى الحيوانات إلي ذلك الحين كانت نباتية أيضا، إذ قال الرب "ولكل حيوان الأرض وكل طير السماء، وكل دابة علي الأرض فيها نفس حية، أعطيت كل عشب أخضر طعامًا" (تك 1: 30).
وبعد طرد الإنسان من الجنة، بقي أيضًا نباتيًا.
ولم يأكل الإنسان الطعام الحيواني إلا بعد خروجه من فلك نوح إذ كانت الأرض غارقه بالماء ولا يوجد عشب ليأكله فقال له بعد خروجه من الفلك "كل دابة حية تكون لكم طعامًا، كالعشب الأخضر، دفعت إليكم الجميع. غير أن لحمًا بحياته دمه لا تأكلوه" (تك 9:3،4) ، حتي شعب إسرائيل في البريه لم يعطيهم سوي الأكل النباتي وكان هذا الطعام النباتي "َهُوَ كَبِزْرِ الْكُزْبَرَةِ، أَبْيَضُ، وَطَعْمُهُ كَرِقَاق بِعَسَل" خر 16: 31 ، وكان الشعب يلتقطونه ويطحنونه أو يدقونه في الهاون كما كانوا أيضًا يطبخونه في القدور ويعملونه ملأت. وكان طعمه كطعم قطايف بزيت (عدد 11: 8).لكنهم لم تزمروا اعطاهم المن والسلوي وهو اكل حيواني .
ولعل الحكمة في استخدام الطعام النباتي هي أمران: استخدام الأطعمة الخفيفة البعيدة عن الشهوة والتي لا تثير الجسد، كما أن الطعام النباتي كان النظام الأصلي الذي وضعه الله للإنسان.
صحيح أن الأحماض الأمينية الرئيسية موجودة بغني في البروتين الحيواني أكثر مما في البروتين النباتي، التي توجد فيه علي أية الحالات بنسب أقل لكننا نجد أن أعمار النباتيين، ومنهم المتوحدون و السواح قد طالت بشكل كبير .
كان برنارد شو الكاتب المشهور نباتيًا، وقد عاش 94 سنة ولم يصبه أي مرض طوال حياته.. وما أكثر النباتيين الذين طالت أعمارهم. و القديس الأنبا بولا أول السواح، عاش ثمانين سنة كسائح لم ير خلالها وجه إنسان، أي عاش حوالي المائة سنة. وغالبية السواح عاشوا أعمارًا طويلة. ولم يكن هؤلاء نباتيين فحسب، بل كانت حياتهم كلها زهدًا، وكانت أطعمتهم زهيدة. ومع ذلك كانت صحتهم قوية. و القديس الأنبا انطونيوس أب جميع الرهبان عاش 105 سنة، وكانت حياته صومًا مستمرًا، وكان قويًا في صحته يمشي عشرات الأميال ولا يتعب..
+ الإراده و الصوم
قد يعتقد الكثيرين إن الصوم يقوي الإراده ، لكن مهم أن نعرف أن الذي يعطينا قوة ضد الشهوات ليس الصوم في ذاته إنما هي نعمة الله، لأن كثيرين يصومون بكل قوتهم وطاقتهم ولكن النعمة تحل على قلب يلجأ للمسيح الرب بتوبة وثقة في عمل نعمته المُخلِّصة ، لأن الصوم لا يُخلِّص النفس، إنما قوة النعمة التي تحل في قلب الإنسان حينما يكون أميناً في توبته ومُخلِصاً في محبته لله، لأن جهاد بدون نعمة ينفخ الإنسان ويجعله متكبراً.
أقرأ أيضا
معني وهدف الصوم
كيف تستفيد من فتره الصوم
المراجع
- الكتاب المقدس
- كتاب اللاهوت المقارن (1) لقداسة البابا شنودة الثالث
- روحانية الصوم - البابا شنوده الثالث
- بستان الروح الجزء الثاني
- تعليق لـ aymonded