عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 14 )
elphilasouf
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 15515
تاريخ التسجيل : Feb 2008
مكان الإقامة : ismailia , egypt
عدد المشاركات : 12,328
عدد النقاط : 81

elphilasouf غير متواجد حالياً

Rose رد: تفسير وشرح رسالة يعقوب

كُتب : [ 03-08-2009 - 05:07 PM ]


أية 13 :- لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً.
يعقوب يكلم أناساً واقعين تحت تجارب عنيفة من اليهود. ويقول لهم أن التجارب هى علامة حب من الله وأنها تكمل، وتزع الفساد الداخلى وبها نستعد للسماء ولهذا نفرح بها.

والله يعطى صبر وتعزيات تكون كمسكن (بنج) حتى تتم عملية نزع الفساد بنجاح. ثم يتطرق يعقوب لنوع آخر من التجارب ناشئ عن شهوات داخلية وخطايا. ويقول أنه على الإنسان الذى يجرب من تجارب خاطئة كهذه ألا ينسب هذه التجارب لله، كما لو أن الله هو الذى يدفع الإنسان لإرتكاب الشرور أو الخطيئة. وهذا الإتهام يهين الله.

هنا يعقوب يرد على هرطقة إنتشرت أيامه تقول أن الله هو سبب التجارب الشريرة، فهو يجرب الناس بالشرور.
إذاً التجارب نوعان :-
1.ما يسمح به الله لنمونا وتزكيتنا ولوقايتنا من الشرور لنكمل.
2.ما هو من الشيطان أو من الخطية الساكنة فينا.
وعلينا إحتمال الأولى بصبر ومقاومة الثانية، ومن يغلب فى الإثنين يكلل.

الله غير مجرب بالشرور = أى أن الله قدوس وسماوى، مرتفع تماماً عن صنف الشرور، منزه عن كل شر، وكله خير. ولن ندرك كمالاته طالما كنا فى الجسد. وهولا يشعر بأى جذب للشر بل يكرهه تماماً. لذلك هو لا يجرب أحداً بالشرور بالخطايا. فهو لا يتلذذ بالخطايا ولا بسقوط أحد فيها.

المعنى أن الله لا يتعامل فى هذا الصنف. لكن مصدرالخطايا هو أنا وشهواتى وإبليس وليس الله. الله خلقنا فى أحسن صورة ولم يخلق فينا عواطف أو دوافع شريرة،ونحن فى آدم انحرفنا والأن ننحرف بإرادتنا. ولكن من يريد أن يسلم عواطفه ومشاعره لله يقدسها له. أما إبليس فهو شرير ومجرب بالشرور بقصد إهلاكنا.

الأيات 14، 15 :- وَلَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ.، ثُمَّ الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمُلَتْ تُنْتِجُ مَوْتاً.

إذا حدث أن إنساناً ما قد لحقت به تجارب شريرة، فعليه أن يدرك أن هذا يرجع إليه لا إلى الله، وأن مصدر هذه التجارب هو شهوته التى إنجذب بها وإنخدع ومال إليها. علينا إذن أن لانبحث عن سبب التجارب الشريرة خارج دائرتنا، بل نبحث فى قلوبنا. فأى شر لن يضرنا ما لم يجد ترحيباً فى الداخل.
إنخدع=الكلمة الأصلية تعنى أكل الطعم.
إنجذب = الأصل أننا فى حضن الله ثابتين فى المسيح، ومن يقبل الخطية ينجذب من الأحضان الإلهية، فلا شركة للنور مع الظلمة، هو ينجذب من ملجأه الحصين إذ خبا له الشيطان السم فى العسل فتصور أن الشر لذيذ. ولنلاحظ أننا تحت قوتى جذب. فالنعمة (قوة عمل الروح القدس فى) تجذب من ناحية، والشر يحاول أن يجذب ويخدع مستغلاً ضعف طبيعتنا.

وعدو الخير يقوم بإثارتنا بمثيرات داخلية وخارجية من ملذات حسية وملذات العالم وكراماته وأحزانه، ولكن هذه كلها مهما إشتدت ليس لها قوة الإلزام، بل هى خادعة لكيما يخرج الإنسان من حصانة الله.

ولكن لا ننسى أن قوة جذب النعمة أقوى من قوة جذب الخطية (يع4: 6). والمسيح ينادى على خرافه ويستميلهم إليه (يو 10: 27). والقرار قرارى أنا وحدى، أن أبقى فى حضن الله وفى خطيرته أو أخرج فأصبح خروفاً ضالاً منجذباً من شهوته.

وإستخدم يعقوب هنا صورة رائعة ليشرح ما يحدث. فهو قد صور الشهوة على أنها إمرأة ساقطة تحاول أن تغوينى لأقع فى حبائلها. ولو قبلت عرضها أى قبلت الفكر وبدأت أخطط لكيفية تنفيذه فكأننى إتحدت به وصرنا واحداً، أى صرت واحداً مع المرأة وإتحدت معها وبهذا صارت المرأة حبلى. وإذا خرجت الخطية لحيز التنفيذ فكأن المرأة ولدت، وماذا ولدت ؟ موتاً.

روعة هذا التصوير أن الشهوة منفصلة عن الإنسان، والإنسان حر فى أن يقبل غوايتها أو يرفضها. أنا شىء وشهوتى شىء آخر وبإرادتنا نتحد أو نظل منفصلين. وهناك قوة جبارة تحفظنى هى النعمة. إذاً داخلى ميول خاطئة لكن أنا غير متحد بها إلا لو إنخدعت وإنجذبت وبدأت أخطط لها.

إذاً هناك مراحل ثلاث للخطية :-
1. مرحلة الفكر، مجرد فكرة خطرت ببالى، فكرة ألقاها الشيطان. وهذه ليست خطية إذا رفضتها وصرخت لله أن ينجينى من هذا الفكر. هنا المرأة أى الشهوة تحاول خداعى، ومن يرفض لا تصير عليه خطية. هذا ما قاله الأباء أن الإنسان غير مسئول عن الطيور التى تطير أمام عينيه، لكنه مسئول عنها لو عششت فى رأسه. أى عملت لها عشاً فى رأسه، أى انجذب الإنسان للفكر وأعجب به وبدأ يتلذذ به ويخطط لتنفيذه. ومن يصارع الخطية فى طورها الأول يتخلص منها بسهولة (علامة الصليب يرشمها مع الصراخ بصرخة خفية داخلية وبإسم يسوع وبشفاعة القديسين) أما لو تركها الإنسان للطور الثانى أو الثالث فيكون هذا بإرادته، ويكون هنا من الصعب التخلص منها. فى هذا الطور يحاول عدو الخير أن يثير حواس الإنسان وفكره وذاكرته لمحاولة جذبه لإسقاطه.

2. الشهوة إذا حبلت تلد خطية = هذا هو الطور الثانى. هنا حدث نوع من الإتحاد مع المرأة (بين الإنسان وشهوته). رأينا المسيح ينادى على خروفه حتى لا يخرج. لكن المسيح يحترم حرية الإنسان، فإن لم يشأ الإنسان أن يسمع وخرج، يبدأ الطور الثانى أو المرحلة الثانية، وفيها يسلم الإنسان إرادته للشهوة. هنا يشبه الرسول الشهوة بإمرأة زانية تجذب الإنسان إليها وتخدعه، وإذ يقبلها ويتجاوب معها يتحد بها، فتحبل ويتكون جنين فى بطنها الذى هو الخطية. هنا الخطية لم تحدث حتى الآن. ولكن بدأ الإنسان يتلذذ بأفكاره الخاطئة وترك لها العنان وإتخذ قراراً بتنفيذها، ويخطط لتنفيذها.

3. والخطية إذا كملت تنتج موتاً = هنا خرجت الخطية لحيز التنفيذ أى تم تنفيذ الخطية وهذه هى المرحلة الثالثة أو الطور الثالث. هنا إكتمل نمو الجنين وولدت إبناً هو الموت، فالخطية تحمل فى طياتها جرثومة الموت. وأجرة الخطية موت.


رد مع إقتباس