عرض مشاركة واحدة
بياناتي
 رقم المشاركة : ( 18 )
elphilasouf
ارثوذكسي ذهبي
رقم العضوية : 15515
تاريخ التسجيل : Feb 2008
مكان الإقامة : ismailia , egypt
عدد المشاركات : 12,328
عدد النقاط : 81

elphilasouf غير متواجد حالياً

Rose رد: تفسير وشرح رسالة يعقوب

كُتب : [ 03-10-2009 - 04:43 PM ]


أية 21 :- لِذَلِكَ اطْرَحُوا كُلَّ نَجَاسَةٍ وَكَثْرَةَ شَرٍّ. فَاقْبَلُوا بِوَدَاعَةٍ الْكَلِمَةَ الْمَغْرُوسَةَ الْقَادِرَةَ أَنْ تُخَلِّصَ نُفُوسَكُمْ.
إطرحوا = بمعنى إخلعوا الثياب الوسخة أى أرفضوا التفكير فى الشرور والجلوس فى أماكن الشر. تخلصوا من كل شر حتى لو ظهر أمام العالم أنه مساير لروح العصر.
فإقبلوا = حرف الفاء يشير أنه حين نترك الشر سنتقبل الكلمة المغروسة.
فالقلب المملوء شراً ليس فيه مكان لأفكار الخير وحين نترك الشر نقبل كلمة الله.
الكلمة = هى كلمة الله فى الكتب المقدسة. وهذه الآية تتفق مع مثل الزارع. فالبذرة هى كلمة الله. والظروف المواتية لنموها هى القلب النقى الأمين الخالى من كل شر ونجاسة (أحجار وشوك) وأحقاد. وقبولنا لكلمة الله سيكون له ثمار كثيرة.
ومن ضمن النجاسات والشرور التى يجب أن نطرحها عنا الغضب حتى نستطيع أن نقبل كلمة الله. فى وداعة. فالثائر الغضوب لا يمكن أن يقبل كلمة الله.
والرسول يكلم أناساً مؤمنين ومع هذا يقول لهم قادرة أن تخلص نفوسكم = ولم يقل خلصت نفوسكم. لأن الخلاص أمر مستمر يعيش فيه المؤمن كل أيام غربته وليس أمراً حدث وإنتهى. لاحظ أن الرسول ينصحنا بأن نخضع لكلمة الله بروح الوداعة وليس بروح العجرفة.


أية 22 :- وَلَكِنْ كُونُوا عَامِلِينَ بِالْكَلِمَةِ، لاَ سَامِعِينَ فَقَطْ خَادِعِينَ نُفُوسَكُمْ.
تفسير هذه الأية فى (رو2: 13) " لأن ليس الذين يسمعون الناموس هم أبرار عند الله بل الذين يعملون بالناموس هم يبررون " وفى تشبيه السيد المسيح لمن يسمع ولا يعمل تجده فى (مت 7: 26، 27). وفى الأيات التالية نجد تشبيه الرسول نفسه لمن يسمع ولا يعمل.

الأيات 23، 24 :- لأَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ سَامِعاً لِلْكَلِمَةِ وَلَيْسَ عَامِلاً، فَذَاكَ يُشْبِهُ رَجُلاً نَاظِراً وَجْهَ خِلْقَتِهِ فِي مِرْآةٍ،، فَإِنَّهُ نَظَرَ ذَاتَهُ وَمَضَى، وَلِلْوَقْتِ نَسِيَ مَا هُوَ.
من يسمع الكلمة ولا يعمل بها يشبهه الرسول هنا بمن يرى وجه خلقته فى مرآة و يرى العيوب التى فى وجهة (قذارة مثلاً)، وبالرغم ممارآه فهو يمضى دون أن يصلح شيئاً من عيوبه. بل يظل طوال النهار يفكر فى وسامته وينسى العيوب التى كانت فيه.

والكتاب المقدس هو كمرآة تكشف خفايا الروح وتظهر لنا خطايانا حتى نندم عليها ونقدم عنها توبة، المهم هو محاولة ترك الخطية وليس سماع الكلمة فقط وهكذا نستمع لعظات نكتشف فيها عيوبنا وسرعان ما نغادر المكان وننسى ما سمعناه من تعليم أو وعظ. ومعنى ذلك أن الإكتفاء بالاستماع لكلمة الله دون العمل بها لا يعمق الكلمة فى داخلنا.

ومن مثل السيد المسيح (مت 7 : 26، 27) نفهم أنه حين نعمل أى نحاول تنفيذ ما سمعناه يكون هذا هو الأساس الصخرى الذى يحفظ البيت من السقوط. أو هو الذى يثبت كلمة الله فى داخلنا. وبدون العمل تنسى كلمة الله ويضيع تأثيرها تماماً كمن يبنى بيته على الرمال فلا يجد ما يرتكز عليه.

إن تنفيذ الوصية والعمل بها يجعلنا نختبر المسيح ونعرفه حقيقة، ومن يعرفه سيرفض أفكار الشيطان عنه بأن المسيح قاس إذا هبت رياح التجارب.


رد مع إقتباس