((اولمبياس)) , أمراه شهيره من نساء مدينه القسطنطينيه الثريات . . عاشت فى نهايه القرن الرابع , و اعطت حياتها بالكامل لخدمه الرب يسوع بعد ان مات زوجها و لم تكن بعد قد تجاوزت العشرين عاماً . .
تعرضت فى فتره من حياتها لحرب نفسيه قاسيه بسبب احداث خارجيه مؤلمه , فكتب لها القديس يوحنا ذهبى الفم من منفاه رسائل يشجعها بها . .
و منها بعض العبارات :
{ لا تتركى نفسك للقلق . . ليس فى الوجود يا اولمبياس الا كارثه وحيده . . هى الخطيه ,
اما المؤمرات و الاحقاد و الخدع و الافتراءات و الاهانات و الاتهامات و مصادره الاموال و النفى و سيف الاعداء الحاد و خطر الغرق و هجوم العالم بأسره و اى شىء اخر يمكن تخيله ما هى الا اوهام . .
هذه الامور ايا كانت , هى زائله و تؤثر فقط على الجسد المائت و لا تقدر ان تصل الى النفس اليقظه . .
و ها هو المبارك بولس يوضح لنا سطحيه افراح و احزان هذا العالم , فيصوغ لنا كل الحقيقه فى عباره واحده :
((الامور التى ترى وقتيه . . )) (2كو18:4)
فهل تخاف بسبب امور وقتيه تعبر سريعا كعبور مياه النهر ! ؟
لا تقولى ان الاحداث رهيبه و صعبه الاحتمال . . لا تدعى شيئا منها يزعجك . .
لا تتكلى على مساعده البشر , لا تسيرى وراء الظلال . . هيا باصرار الى يسوع . . هيا الى الذى تخدميه . .
اطلبى منه فقط ان يحرك يده . . و فى لحظه سترحل كل الشرور . .
و اذا كنت قد دعوته من قبل , و لم يحدث تغير فلا تيأسى . . اعلمى انه من عادته ان لا يقضى على الشرور عند بدايتها بل يتركها تعلو الى ان تصل الى القمه , و عندئذ ياتى بغتع , و يغير كل شىء و يعود بالامور الى حاله هدوء و استقرار لم تكن متوقعه . . فهو ليس فقط قادرا ان يغير الاحداث كما نرجو و نتمنى , بل اكثر جدا . .
هذا ما يعلنه لنا القديس بولس الرسول قائلا عنه انه : (القادر ان يفعل فوق كل شىء اكثر جدا مما نطلب او نفكر ) (افسس20:4) }