عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الصورة الرمزية alnaufali
alnaufali
ارثوذكسي شغال
alnaufali غير متواجد حالياً
 
رقم العضوية : 11603
تاريخ التسجيل : Jan 2008
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 64
عدد النقاط : 10
قوة التقييم : alnaufali is on a distinguished road
لنتبع صوت الله في اللحظة الحاضرة

كُتب : [ 01-18-2008 - 10:20 AM ]


لنتبع صوت الله في اللحظة الحاضرة
صوت الله يا ترى كيف يكون هذا الصوت؟ وكيف لنا أن نتبعه، أو كيف لنا أن نميزه بين غيره من الأصوات؟ اسئلة محيرة وقد لا نجد الاجابة إليها لأول وهلة لأن الله نفسه لم يسمع صوته قط منذ الخليقة إلا بمناسبات معينة أوردتها لنا الكتب منها: "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت" ولم يذكر لنا الكتاب كيف كان هذا الصوت لنبقى نقتفي أثره حتى نصل يوما أن نميزه ونتبعه في حياتنا.
لكن الأمر قطعا ليس مسألة مادية تتعلق بالأوتار الصوتية وشكل الحنجرة أو صوت خشن أو ناعم، موسيقي أو أي شكل من اشكال الأصوات التي نعرفها في حياتنا، بل الأمر هو مسألة إيمانية، يقول لنا الكتاب: ها إنني واقف على الباب أقرع... ومن يسمع صوتي ويفتح لي أدخل... هكذا ببساطة، لكن طرقات الباب أيضا لا يمكن معرفة نوع الطارق منها لأنها متشابهة، فهل أن الله يريد لنا الارتباك وإضاعة الفرصة من معرفته أم أنها لغزا محيرا وحله مرهون بنا وحيويتنا؟
إن الله كما نعرف هو ملء الأرض والسماء، ونحن نناديه كمسيحيين في صلاتنا: أبانا الذي في السماوات ... كما نسمعه يقول كلما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فأنا أكون معهم ... ويقول الكتاب أيضا أن موسى قد كلّم الله!!! ومن هذا أتاه اللقب "كليم الله" ويا ترى بأية لغة كان التفاهم؟ ولماذا لم يوثق الكتاب ذلك ليبسّط لنا المسألة؟ لكن الكتاب يبدو هكذا انه قد أعطى لنا مفاتيح الموضوع وعلينا أن نبحث ونكمل ونكتشف بأنفسنا.
ونقول أيضا أن الصلاة هي كلام مع الله، إذا أننا عندما نصلي نكون نكلم الله، وصلاتنا نعرف كنهها وما هي، وهي أن نردد مقاطع كلامية وضع قسم منها يسوع له المجد بنفسه، والآخر وضعته الكنيسة وصلوات أخرى آبائنا القديسون، وهكذا تجمع أرث خالد كبير من صلوات أبدع فيها مؤلفوها لكي نستخدمها بالتكلم إلى الله، إذا قد تبدو من هذا الاستنتاج أننا فقط المتكلمون والله هو السامع، أي أننا لا نسمع صوته وبهذا أيضا نبقى حيارى أزاء مقولتنا التي نكتب عنها.
لكن الكتاب يذكر لنا حالات كثيرة وخاصة في العهد القديم ومنها دعوته لصموئيل ولداود، ولموسى وهرون و .. أمثلة كثيرة وقال الكتاب أيضا من له آذان سامعتان ليسمع، أي أن صوت الله بحاجة إلى أذن تسمع وتميز نوع الصوت أو المتكلم لأن الله لا يتكلم مباشرة بل عبر وسطاء يوصل عن طريقهم الرسالة، فالملاك بشر مريم وتكلم معها، وليس الله بذاته، والملاك ظهر في الحلم ليوسف فأخذ الصبي وأمه وهرب إلى مصر، وهكذا نجد أن العهد الجديد يستخدم الملائكة لنقل رسائل الله إلى البشر.
ويا ترى في آخر الأزمنة التي نعيش فيها كيف هو الأسلوب الذي ينقل لنا الرسائل؟ هل لازال أسلوب ملاك الرب أم من خلال البشر أنفسهم، في الحلم أم في اليقظة؟ ومن له أيمان مقدار حبة خردل يستطيع أن يفعل المعجزات العظام، إذا رسالة الله اليوم تأتينا عبر الإنسان نفسه، وقد أكون أنا أو أنت أو أي إنسان آخر معنا في العمل أو الكنيسة أو الشارع أو السوق أو ... وهنا تبرز مهارة الإنسان في أن يميز في أي من المحيطين به يتم نقل صوت الله ورسائله.
ونكتب كما يكتب غيرنا عن يسوع المتروك والإنسان المهمش، والجائع والعطشان، والمسجون أو الأسير أو ... حالات كثيرة يقول لنا الكتاب من فعل بأي من هؤلاء براً كأنه فعله بالله، إذا صوت الله قد نجده بمثل هذه الحالات وعلينا تمييزه وتتبعه كي نحظى بالنعم التي وعد بها الله من يفعل أية معونة مهما كانت بسيطة بأحد هؤلاء أخوته الصغار حتى لو كان كأس ماء بارد فلن يضيع أجره.
هكذا أذا كم من مرات نجد مثل هذه الحالات في الشارع أو الأماكن العامة، ومنها من يطرق بابنا ولا نسمع من خلالها صوت الله، وعندها قد نطرد الله من بابنا بقولنا ليعطيك الله وكذلك من سيارتنا أثناء توقفنا في التقاطعات أو حالات كثيرة، لكن الزمن جعلنا في حيرة من أمرنا فمن نساعده أو نجده يطلب المساعدة قد يكون محتالا أو قد يكون فعلا هكذا وهو بأمس الحاجة للعون، وعندها إن التقطنا التصرف المناسب مع الحالة المناسبة سنحضى بسماع صوت الله وسنتبعه وننال بركاته وعندها ستكون اللحظة التي ميزنا بها ذلك لحظة العمر التي لا يمكن ان تساويها لحظة في حياتنا لتكون هي لحظة العمر التي ستكون لحظة الفوز العظيم التي نتمناها لجميع أخوتنا البشر.


رد مع إقتباس
Sponsored Links